رئيس الجولة العالمية للسنوكر لـ "الاقتصادية": بطولة السعودية انضمت لـ "التاج الثلاثي"
رئيس الجولة العالمية للسنوكر لـ "الاقتصادية": بطولة السعودية انضمت لـ "التاج الثلاثي"
انضمت بطولة الماسترز للسنوكر في السعودية إلى البطولات الثلاث التاريخية المعروفة باسم "التاج الثلاثي"، حيث إن الفائز باللقب سيتحصّل على 500 ألف جنيه إسترليني، بحسب رئيس الجولة العالمية للسنوكر، ستيف داوسون.
وقال في حوار مع "الاقتصادية": "إن 16 لاعبا من أفضل اللاعبين العالميين يشاركون في البطولة الحالية"، مبينا أن عدد المشاهدين للسنوكر يقدر بـ 500 مليون مشاهد حول العالم.
وأشار ستيف داوسون إلى أن جوائز السنوكر ارتفعت من 3.5 مليون جنيه إسترليني إلى 19 مليون جنيه إسترليني.. وإلى نص الحوار:
تستضيف السعودية عديدا من الأحداث الرياضية العالمية الكبرى في مختلف الألعاب، وها نحن نشهد اليوم إقامة بطولة الماسترز للسنوكر الذي يقام للمرة الثانية في السعودية، حدثنا عن هذه البطولة؟
إنها فعالية رائعة، وسرعان ما أصبحت واحدة من أهم أربع بطولات سنوكر، لتنضم إلى البطولات الثلاث التاريخية المعروفة باسم "التاج الثلاثي" (Triple Crown). وقد كانت ردود فعل اللاعبين إيجابية بالإجماع، فهم يحبون القدوم إلى السعودية، ويستقبلنا الناس هنا بحفاوة.
بالطبع، تعد الجوائز المالية حافزًا كبيرًا للاعبين، فالجائزة المالية للفائز، التي تبلغ 500 ألف جنيه إسترليني، تُعد الأكبر في جولتنا إلى جانب بطولة العالم، وهي كفيلة بأن تُغيّر حياة اللاعب، خاصةً أن النقاط المكتسبة تُحسب ضمن التصنيف العالمي.
والمرافق في موقع الحدث في جدة من الطراز الأول، ومن خلال شركة "ماتش روم سبورت" Matchroom Sport، نظمنا فعاليات ملاكمة في السعودية لعدة سنوات، ونحن ندير كذلك بطولات "ناين بول بول Nineball Pool، لذا يسعدنا أن نجلب لعبة السنوكر إلى المنطقة، ونراها منطقة رئيسية في تطور رياضتنا.
نعمل سويا مع وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للسنوكر والبلياردو، على خطة تطوير تمتد لعشر سنوات.
شهدت الرياض النسخة الأولى من هذا الحدث العالمي واليوم تقام على ضفاف البحر الأحمر في جدة، صف لنا هذه النسخة من البطولة؟
بدايةً الصالة الرياضية التي تُقام عليها المنافسات رائعة، وقد أثنى عليها عديد من النجوم الكبار، وفي الليلة الأولى التي شارك فيها النجم روني أوسوليفان، شهدنا حضورًا جماهيريًا كبيرا، وأضافوا أجواءً حماسية في المكان.
كما يجذب اللاعبون الصينيون البارزون، مثل دينج جونجوي وتشاو شينتونج، جمهورًا من الجالية الصينية في جدة.
ندرك أننا نحتاج إلى التعاون مع شركائنا لتعزيز شعبية السنوكر في السعودية. في المملكة المتحدة، تُباع تذاكر بطولاتنا الكبرى قبل عام كامل من موعدها، وتمتلئ القاعات بالكامل، وعلى المدى البعيد نطمح للوصول إلى مستوى الإقبال نفسه هنا في السعودية.
السنوكر رياضة مذهلة للمشاهدة الحية، لبراعة لاعبيها الكبار المهرة، والإثارة فيها فريدة وبمرور الوقت ستدرك الجماهير ميزتها.
يستغرق الأمر وقتا، فمثلا، عندما بدأنا تنظيم بطولات في الصين قبل 20 سنة، كانت الجماهير قليلة جدًا، لكن في بطولة شنغهاي ماسترز الأخيرة حققنا رقمًا قياسيًا جديدًا لأكبر عدد تذاكر مبيعة لحدث سنوكر في الصين القارية.
العام الماضي في الرياض، شهدنا إحدى أفضل النهائيات في تاريخ السنوكر، حين تغلب جود ترمب على مارك ويليامز في آخر كرة سوداء، ولحظات كهذه هي التي ستُسهم في بناء صورة قوية للعبة السنوكر في السعودية.
تشهد البطولة مشاركة 144 لاعبا من مختلف دول العالم، ويوجد من بينهم 16 لاعباً من أفضل اللاعبين العالميين.. كيف ترى المنافسة فيما بينهم لنيل اللقب؟
على الطاولة، نعيش أشد الحقب تنافسية في تاريخ السنوكر، وذلك لأن الأساطير التاريخيين مثل روني أوسوليفان وجون هيجينز لا يزالون يقدمون مستويات عالية، فيما يعيش الجيل الجديد مثل جود ترمب وكايرين ويلسون قمة مستواهم، وهناك أيضًا نجوم صاعدون مثل تشاو شينتونج يثبتون أنفسهم على الساحة.
مستوى الأداء مذهل، حتى ممن خارج قائمة أفضل 50 لاعبًا في العالم. رأينا ذلك هذا الأسبوع عندما تفوّق أوليفر لاينز، المصنّف رقم 68 عالميًا، على جود ترمب المصنف الأول عالميًا وبطل النسخة الماضية.
ولو عملنا قائمة لأفضل 20 لاعبًا في تاريخ السنوكر، لوجدنا أن ما لا يقل عن 15 منهم يشاركون في هذه البطولة، وهذا ما يجعل متابعتها، سواء بشكل مباشر أو عبر التلفاز ممتعة للغاية.
رياضة السنوكر تعدّ من أبرز الرياضات عالميًا.. هل يمكنك إطلاعنا على نسب المشاهدات والمتابعات والأرقام المسجلة لديكم؟
نعم، تُعدّ هذه الرياضة من أكبر الرياضات عالميًا من حيث عدد المشاهدين عبر التلفاز والإنترنت، حيث يبلغ عددهم 500 مليون مشاهد حول العالم. في المملكة المتحدة وحدها، شاهد أكثر من 20 مليون شخص بطولة العالم على قناة بي بي سي، الناقل الرسمي.
أما في الصين، فقد شاهد الحدث 180 مليون شخص على قناة CCTV5، وحقق الحدث 1.5 مليار مشاهدة على موقع Weibo خلال 17 يومًا. هذه الأرقام ليست سوى لمحة عن حجم جمهورنا الهائل في جميع أنحاء العالم، وهو جمهور يتزايد عامًا بعد عام.
حققت بطولات السنوكر في الموسم الماضي أرقامًا مميزة من حيث الإيرادات.. كم بلغت، وما التوقعات لتلك الإيرادات في هذا الموسم؟
مع أننا لا نستطيع الكشف عن أرقام الإيرادات، إلا أن السنوكر رياضة متنامية، ويتجلى ذلك في إجمالي الجوائز المالية التي ارتفعت من 3.5 مليون جنيه إسترليني عندما تولت شركة ماتش رومMatchroom إدارة الرياضة عام 2010، إلى 19 مليون جنيه إسترليني في الموسم الماضي.
أصبح أمام اللاعبين الآن فرص أكبر للمنافسة في الفعاليات وكسب جوائز مالية من السابق، فمثلا، كسب جود ترمب العام الماضي رقمًا قياسيًا بلغ 1.6 مليون جنيه إسترليني من الجوائز المالية. طموحنا هو مواصلة تطوير هذه الرياضة ورفع هذه الأرقام إلى مستويات أعلى. وسيتحقق ذلك من خلال تطوير السنوكر حول العالم.
تشهد البطولة الحالية مشاركة لاعبين سعوديين.. كيف ترى مشاركتهم، ومتى تتوقع أن نرى أبطالًا سعوديين في هذه الرياضة؟
ما يعجبني تحديدا في هذه البطولة هو أن جميع اللاعبين الـ144 يتنافسون في المكان نفسه، وهذا لا يحدث في أي بطولة أخرى ضمن جولاتنا، فنحن نرى أفضل 128 لاعبًا من جولاتنا العالمية، إضافة إلى 16 بطاقة دعوة تشمل أفضل المواهب من السعودية والدول المجاورة. نحن رياضة شاملة ومنفتحة بلا حواجز على أساس الجنسية أو العمر أو الجنس، فمثلا، تتنافس أربع لاعبات في جولتنا العالمية، على قدم المساواة مع الرجال.
كما تراوح أعمار اللاعبين في هذه البطولة بين 14 عامًا، مثل اللاعب ميخال شوبارتشيك و63 عامًا مثل الأسطورة جيمي وايت. لقد استمتعت كثيرًا بمشاهدة اللاعبين السعوديين، خصوصًا زياد القباني ابن الـ15 عامًا لكن بإمكانات كبيرة.
لدينا طموح طويل الأمد لتطوير رياضة السنوكر في السعودية والشرق الأوسط على جميع الأصعدة. نرغب في تعزيز المشاركة من خلال برامج التدريب، ومسابقات الهواة، والأكاديميات، مثل الأكاديمية الموجودة حاليًا في الرياض.
في الصين، بدأنا من الصفر قبل 20 عامًا، واليوم لدينا أكثر من 30 لاعبًا صينيًا محترفًا، منهم بطل العالم، إضافة إلى ست بطولات ضخمة في جميع أنحاء الصين. نأمل أن نرى نمطا مماثلا في السعودية، وسنعمل مع وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر بهدف أن تلعب رياضة السنوكر دورًا محوريًا في رؤية 2030 وما بعدها.