80 مليون ريال إيرادات الأفلام الكوميدية السعودية منذ بداية 2025
في ظل تزايد الإنتاج السينمائي السعودي، فرضت الأفلام الكوميدية نفسها من حيث الإيرادات التي بلغت 80 مليون ريال منذ الأشهر الستة الأولى من 2025، وذلك وفقا بيانات هيئة الأفلام أطلعت عليها "الاقتصادية "، أظهرت أن 5 أفلام كوميدية سعودية حققت مجتمعة هذه الإيرادات، وذلك من خلال بيع أكثر من 1.7 مليون تذكرة.
تعكس هذه الأرقام تكشف عن شهية جماهيرية متزايدة للضحك، مدفوعة بتطور نوعي ملحوظ في تقديم الكوميديا المحلية، التي تجاوزت حدود "النكتة اللحظية" والمشهد المرتجل، لتدخل مرحلة من النضج والاحتراف، وتقدم محتوى أقرب للمتلقي السعودي وأكثر تعبيرا عنه.
وفقا للبيانات، يعتبر فيلم "شباب البومب 2" الفيلم الكوميدي الأكثر تحقيقا للإيرادات بـ 27.2 مليون ريال وعدد التذاكر بلغ 639 ألف تذكرة. يعود ذلك إلى قاعدة جماهيرية كبيرة تكونت على مدى أكثر من 10 سنوات منذ بداية عرضه كمسلسل، إضافة إلى شخصياته المعروفة الذي ترسخت في أذهان الناس، خاصة لدى الأطفال والمراهقين الذين يذهبون إلى السينما.
بينما قدم فيلم "الزرفة: الهروب من جحيم هنهونيا" مفاجأة فنية ونموذجا تسويقا جديدا ومميز على الساحة السينمائية، رغم من هيمنة الإنتاجات الأمريكية على شباك التذاكر، فإنه نجح في أن يكون أحد العلامات التاريخية من حيث الأرقام في شباك التذاكر السعودي، خاصة مع تحقيقه إيرادات تجاوزت 24 مليون ريال وأكثر من نصف مليون تذكرة خلال 3 أسابيع، وهو ما لم يستطع فيلم سعودي فعله في نفس الفترة متقدما على أفلام ضخمة مثل "سوبرمان" و"جوراسيك وورلد: ريبيرث"، رغم أن الاستقبال النقدي للفيلم لم يكن على نفس مستوى الإقبال الجماهيري.
أما فيلم "إسعاف"، الذي حقق إيرادات بلغت 18.4 مليون ريال، فقد قدّم تجربة مختلفة بمحاولته المزج بين الكوميديا والحركة (الأكشن)، مستفيدًا من رؤية مخرجه البريطاني كولين تيج، الذي سبق وأن أخرج مسلسل "رشاش"، لتقديم شكل سينمائي غير تقليدي في إطار كوميدي. ويُحسب للفيلم كونه أول عمل عربي يُعرض بتقنية IMAX في صالات السينما التجارية، ما منحه بعدًا بصريًا جديدًا ومكانة مميزة ضمن التجارب الكوميدية السعودية لهذا العام.
في حين وصف فيلم "فخر السويدي"، من بعض النقاد بأنه أفضل فيلم سعودي كوميدي لعام 2025، رغم محدودية إيرادات اذا بلغت 6.3 مليون ريال، مع بيع 140 ألف تذكرة. وتدور أحداث الفيلم في مدرسة ثانوية للبنين تقع في حي السويدي بمدينة الرياض، حيث يسعى مدير مدرسة (شاهين) لإثبات تميز مدرسته، فيبتكر فكرة إنشاء "الفصل الشرعي" وهو قسم دراسي بطابع خاص ومختلف عن بقية الفصول معتقدا أن هذه الخطوة ستمنح المدرسة مكانة مرموقة وتجذب الانتباه، لكن يصطدم بمعارضة مالك المدرسة، فتتوالى المواقف الكوميدية وسط صراع بين الطموح والواقع، وكان أقل الأفلام السعودية الكوميدية من حيث الإيرادات فيلم "ليل نهار" بـ3.8 مليون ريال من خلال 86 ألف تذكرة.
وفي هذا السياق، يرى المخرج والمنتج مالك نجر في حديثه "للاقتصادية" استهداف الفئات الشابة من قبل بعض الأفلام الكوميدية ليس أمرا جديدا، فالشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما يميلون بطبيعتهم إلى هذا النوع من الأعمال الترفيهية، وهم بالمناسبة الفئة الأكثر استهدافا عالميا. لذلك، ما نشهده اليوم في السينما السعودية ليس ظاهرة استثنائية، بل امتداد لاتجاه معروف.
وأضاف: لكن رغم الانتشار الواسع لهذا الشكل من الكوميديا لا أعتقد أنه سيمثل التيار السائد مستقبلا، فمعظم الأعمال الكوميدية المحلية ما زالت تعتمد على "كوميديا الموقف" وليس على "كوميديا الشخصيات"، وهذا برأيي أحد التحديات الجوهرية.
فمن دون بناء شخصيات متقنة ومتماسكة تشكل العمود الفقري للعمل، يصعب الوصول إلى محتوى سينمائي له هوية واضحة ومستدامة. الشخصية يجب أن تكتب أولا الشخصيات ثم تبنى القصة حولها لا العكس، وهذا ما نفتقده في كثير من النصوص الكوميدية الحالية.