"أيه إس إم إل" تشكك في نموها 2026.. وأسهمها تهوي 11% في يوم واحد

"أيه إس إم إل" تشكك في نموها 2026.. وأسهمها تهوي 11% في يوم واحد

انخفضت أسهم شركة "أيه إس إم إل"، عملاقة معدات أشباه الموصلات الهولندية، بنسبة 11% يوم الأربعاء بعد أن أعلنت الشركة أنها لا تضمن نموها في 2026. وقد أدى هذا الانخفاض إلى خسارة أكثر من 30 مليار دولار من قيمتها السوقية، وأثار صدمة في أسواق التكنولوجيا العالمية، حيث بدأ المستثمرون في تقييم تداعيات قطاعي أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
تقول مجلة "فورتشن" أنه رغم نتائج الربع الثاني التي جاءت أقوى من التوقعات في الإيرادات والأرباح، فإن تصريح الرئيس التنفيذي كريستوف فوكيه طغى على الأرقام القوية، وأثار موجة بيع كبيرة، حيث قال: "ما زلنا نستعد لتحقيق نمو في 2026، إلا أنه لا يمكننا ضمان تحقيقه في هذه المرحلة"، مشيرًا إلى التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتهديد فرض رسوم جديدة على معدات أشباه الموصلات.
يُنظر إلى "أيه إس إم إل" على أنها مؤشر رئيسي لدورة التكنولوجيا، ويحتمل أن يكون تحذيرها علامة مبكرة على تباطؤ محتمل ينتظر صناعة أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

لماذا توقعات "أيه إس إم إل" بهذه الأهمية؟
"أيه إس إم إل" هي المورد الحصري عالميًا لآلات الطباعة الضوئية بتكنولوجيا EUV - وهي معدات تصنيع فائقة الدقة تصنع الشرائح الإلكترونية المتطورة. كل مُسرّع ذكاء اصطناعي متطور، وكل شريحة مركز بيانات تُشغّل الذكاء الاصطناعي التوليدي، تعود أصولها التكنولوجية إلى معدات "أيه إس إم إل".
لذا، عندما تقول "أيه إس إم إل" بأنها "لا تستطيع ضمان النمو" لعام 2026 - على الرغم من تجاوزها توقعات الأرباح - فإنها لا تحذر بشأن مستقبلها فحسب، بل إلى انعطاف محتمل في أهم قطاع مستقبلي في سلسلة توريد الإلكترونيات. بعبارة أخرى: إذا تباطأ سجل طلبات "أيه إس إم إل"، فهذا يعني أن شركات تصنيع الرقائق قد تتوقع انخفاضًا في الطلب، أو تزايد عدم اليقين بشأن عوائدها الاستثمارية، أوتستعد لرياح معاكسة في السياسات.
وبأخذ البيئة الكلية في الاعتبار، ورغم أن الطلب على الذكاء الاصطناعي في تصاعد، إلا أنه بدأ يصطدم بعدم اليقين الاقتصادي في 2025، ولا سيما تهديدات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقيود التصدير الصينية، وضعف رأس المال بعد موجة استثمارية غير مسبوقة في التكنولوجيا.
تستغرق "أيه إس إم إل" بين 12 و18 شهرًا لتسليم الطلبات، لذا فإن الطلبات اليوم تعكس الثقة في الطلب العالمي على الرقائق حتى 2026. إذا بدأت هذه الثقة في التذبذب، فسيمتد انعكاسها إلى اقتصاد الابتكار بأكمله.

ما وراء التحذير
تضافرت عدة عوامل لتشويش مستقبل "أيه إس إم إل". أحدها هو حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية. فقد أثارت تهديدات الرئيس ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية، بما فيها معدات أشباه الموصلات، التوتر بشأن مستقبل الشركة، ما نتج عنه إرباك العملاء. وحذرت الشركة من أن الرسوم الجمركية على الأنظمة والأجزاء الجديدة المشحونة إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى الإجراءات الانتقامية المحتملة، قد تؤثر سلبا على هوامش أرباحها، وتؤخر قرارات عملائها الاستثمارية.
كما صعّبت النزاعات التجارية المستمرة وقيود التصدير، خصوصا بين الصين والولايات المتحدة، توقع الطلبات على "أيه إس إم إل". ويزداد حذر العملاء، مع احتمال تأجيل بعضهم للطلبات أو تقليصها. ومع أن حجوزات الربع الثاني قوية، أشار محللو "باركليز" إلى أن "أيه إس إم إل" ستحتاج إلى مضاعفة وتيرة طلباتها الحالية لتلبية توقعات النمو لعام 2026. كما أن الطلبات المؤكدة لعام 2026 هي الأدنى منذ ثلاثة أعوام، ما يثير شكوكا حول زخم الطلب على المدى القريب.

رد فعل السوق
كان رد فعل السوق سريعًا وقويًا، حيث انخفضت أسهم "أيه إس إم إل" 11%، وهو أكبر انخفاض يومي لها منذ أكتوبر 2024. وقد أدت موجة البيع يوم الأربعاء إلى تراجع أسهم قطاع التكنولوجيا الأوروبي، ما أضرّ بشركات تصنيع معدات أشباه الموصلات الاأمريكية المماثلة، مثل "لام ريسيرش" و "أبلايد ماتيريالز".
في المقابل، ارتفعت أسهم شركات تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، مثل: "إنفيديا" و "أيه إم دي"، مدعومةً بالأخبار الإيجابية بشأن سياسات التصدير الأمريكية إلى الصين، ما يُبرز التباين بين مصممي الرقائق وسلسلة توريد معدات تصنيعها.

الأكثر قراءة