"ذا جارديان" : فوز الهلال على "سيتي" صدمة تاريخية تعيد لكأس العالم الحيوية

"ذا جارديان" : فوز الهلال على "سيتي" صدمة تاريخية تعيد لكأس العالم الحيوية

هكذا، طغى الهلال على ضوء البدر، وتبدّل وجه كرة القدم بلون لم نألفه من قبل. على مدى العامين الماضيين، كان يُنظر إلى الدوري السعودي للمحترفين على أنه وجهة للقدماء، أو غير الطموحين. يوم الثلاثاء الماضي، استيقظت كرة القدم الأوروبية على جانب جديد من كرة القدم السعودية، بعد أن احتفل الهلال بفوزه على مانشستر سيتي بنتيجة 4-3، ليتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية.

إذا كانت البطولة بحاجة إلى صدمةٍ تُعيد لها الحيوية، فخسارة نادٍ من نخبة أوروبا على يد فريق كان سابقا مجهولًا على الساحة العالمية هي اللحظة المنتظرة، بحسب صحيفة "ذا جارديان".

قد تُبرر خسارة فريق مانشستر سيتي لظروفه، لكن حتى الهلال لم يكن في أفضل حالاته. فقد دخل البطولة بعد موسم محلي طويل ومخيب للآمال. بعد هيمنته على الدوري السعودي للمحترفين في العام السابق، خسر لقب الدوري لمصلحة الاتحاد، رغم تحطيمه الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية، بـ 34 فوزًا. كما غادر نيمار في يناير دون أن يُعوّض بلاعب من الطراز نفسه، وأصيب الهداف ميتروفيتش، وغاب نجم الفريق سالم الدوسري. لعب الفريق عددًا مقاربًا من مباريات مانشستر سيتي، وكان بلا مدرب في المراحل الأخيرة من الموسم، حيث عُيّن سيموني إنزاجي قبل انطلاق كأس العالم للأندية مباشرة.

يذكرنا مشجعو مانشستر سيتي بتاريخ عريق قبل الاستثمارات الضخمة من أبوظبي في 2008. وللهلال تاريخ حافل أيضا حتى قبل أن يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على النادي - إلى جانب أكبر 3 فرق أخرى في البلاد - في صيف 2023. كان بطلاً لآسيا 4 مرات، وبطل الدوري السعودي 19 مرة، وكلاهما رقم قياسي. كما وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية 2022، وخسر 3-5 أمام ريال مدريد بعد أن قدم أداء مشرفا أمام تشيلسي في النسخة السابقة.

الهلال لم يعد فريقاً صغيراً، فقد عزز صفوفه في العامين الماضيين. أسماء مثل ياسين بونو في حراسة المرمى، والمدافعان كاليدو كوليبالي وجواو كانسيلو، وروبن نيفيس وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش في خط الوسط، ستتألق في أي دوري. وتجدر الإشارة إلى أن مانشستر سيتي ضم أجانب أكثر، إذ كان فيل فودين الإنجليزي الوحيد في التشكيلة، مقابل 8 سعوديين في تشكيلة الهلال.

لاقى هذا الفوز صدى واسعًا في آسيا، كونه أول انتصار لفريق آسيوي على نادٍ من النخبة بهذا المستوى. ويأتي إنجاز الهلال في وقتٍ مخيب لبقية أندية آسيا، حيث ودعت 3 فرق من دور المجموعات بهزائم ثقيلة. بلغ سجلها الإجمالي فوزًا واحدًا و8 هزائم، وسجلت 6 أهداف مقابل 27 هدفًا في مرماها. حقق العين فوزًا يتيما، لكنه مُني بهزيمتين. وخرج أوراوا ريدز الياباني بـ3 هزائم متتالية. أما نادي أولسان، الذي رافقه وفد من مسؤولي أندية كوريا الجنوبية - فقد شارك وغادر دون أثر يذكر.

كانت مباريات مُحبطة، وتُثير مخاوف من تراجع مستوى كرة القدم الآسيوية عن مثيلتها في السعودية، حيثُ تأهل 3 من أصل 4 فرق إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا في أحدث نسخة. قد لا يأبه السعوديون بتدني مستوى الآسيوية، فالهلال على أعتاب نهائي كأس العالم للأندية، وربما مباراة رد اعتبار مع ريال مدريد. قبل 3 سنوات، كانوا فريقًا واعدًا سعيدا لمجرد مواجهة خصمٍ لامعٍ كهذا، لكن الحال تبدلت الآن.

مهما تكن نتائج البطولة، سيظل فوز الهلال على مانشستر سيتي لحظة تاريخية. تذكرنا بأن كرة القدم لعبة عالمية حقا. وقد يُصبح الحديث عند انتقال نجم كبير إلى نادٍ سعودي، أقل تركيزًا على المال والطموح، وأكثر عن قدرته على تقليص الفجوة مع أوروبا، وهي فجوة لم تعد واسعة كما كان يعتقد سابقا.

الأكثر قراءة