دور هوية الشركات في الاستقطاب والتنافس

هوية الشركة أو الهوية المؤسسية هي "تفاصيل وعنوان" الشركة التي صممت لتعريف منظمة معينة، وذلك لتسهيل وتحقيق أهداف الشركة كمنظمة مقابل الفرد «شخص» أو شركات أخرى لهدف مشترك "عمل مشترك".

فعادة ما تتجلى بوضوح عن طريق العلامة التجارية، واستخدامها، وتقديم نفسها للجمهور. بشكل عام، هذا يرقى إلى عنوان الشركة والشعار، ودعم الأجهزة عادة بتجميعها ضمن مجموعة من المبادئ التوجيهية. هذه المبادئ التوجيهية تحكم كيف يتم تطبيق الهوية وتأكيد موافقة اللوحات الملونة، والواجهة، وتخطيطات الصفحة وغيرها من مثل هذه الأساليب للحفاظ على الاستمرارية البصرية والتعرف على العلامة التجارية عبر جميع المظاهر المادية للماركة. وعادة ما تكون هذه المبادئ التوجيهية في صياغة حزمة من الأدوات تسمى هوية المالكين للشركات.

فالهوية هي مجموعة من العناصر البصرية (شعارات، خطوط، صور، ألوان) تستخدم لتمييز المؤسسة وتكوين صورة ذهنية حول العلامة التجارية للمستهلكين.

عادةً ما ينظر إلى هوية الشركة على أنها تتألف من 3 أجزاء:

تصميم الشركة (الشعارات، والزي الرسمي، ألوان الشركات...).

اتصالات وعلاقات الشركة (الإعلان والعلاقات العامة، والمعلومات،...).

سلوك الشركة (القيم الداخلية والأعراف،...).

فهوية الشركة أصبحت أسلوبا عالميا لتشجيع الشركات وتحسين ثقافة الشركات. وأبرزها شركة موظفي الشؤون العامة، سواء التي أسسها موتو ناكانيشي في طوكيو، في اليابان عام 1968.

ونلاحظ أن كثيرا من الشركات تنشر شعارات الهوية سواء كانت الأهداف أو الأوليات أو الرؤية وغيرها من المضامين التي ترى فيها ضمان مستقبل أكثر ازدهاراً وتحسين لوضع الشركة في السوق وضمان ولاء الموظفين والعملاء على حد سواء.

الانتماء الحقيقي لمفاهيم الشركة ومبادئ تفاعلها مع مختلف المؤثرات ينبع من توافق بين ما يهم الموظف وما يهم الشركة، وكلما استطاعت الشركة أن تؤكد اهتمامها بهموم ورغبات العاملين فيها، تمكنت من ضمان نسب أعلى من الولاء، وهذا يفسر كثيرا من حالات الثبات والانفصال التي تحدث في الشركات.

لعل هذا واحد من أهم وسائل الحكم على قيادات الشركة وقدرتها على المنافسة والاحتفاظ بمركز متقدم في القطاع الذي تعمل فيه. عنصر الولاء - بالذات - مهمل عادةً، بل إن كثيرا من الشركات تعاني فقدان مبالغ كبيرة بذلتها في التأهيل والتدريب والاستقطاب بسبب عدم ولاء الموظفين.

هذا لا يعني إهمال عناصر أخرى، ومن ضمنها منافسة الشركة في مجالات أخرى كالانتشار والسمعة المميزة وفي النهاية الربحية، لكن هذا مرتبط دوماً بالعناصر الإيجابية الأخرى، وأهمها الولاء لمفاهيم وقيم الشركة وما تمثله بالنسبة للموظف وأسرته.

تستطيع كثير من المنشآت التجارية والصناعية استقطاب أعداد كبيرة من الموظفين لأسباب مختلفة، وتبقى الإضافة العملية والراحة النفسية عناصر مهمة، وهو ما يفسر فقدان أعداد أكبر من الموظفين في حال المقارنة.

يتزايد اليوم أعداد من ينتقلون من القطاع الخاص إلى القطاع العام بحكم تغيير المفاهيم الحاكمة للعلاقة بين المنشأة العامة والموظف وعناصر الجذب الأخرى، ومنها المالية، إضافة للأمان الوظيفي الذي يميز وظائف القطاع العام، ومع التغيير المتوقع في السوق سيكون هناك تنافس أكثر وعودة لكثير من الخارجين للقطاع العام إلى مواقع في القطاع الخاص خصوصاً بعد أن استوعبت كثير من منشآت القطاع الخاص أهمية دعم الولاء لدى العاملين وتوفير البيئة المناسبة لنجاح الموظف.

هذه الهوية الجديدة التي بدأت معالمها في الظهور ستستمر وتؤدي لمزيد من التمازج بين وظائف القطاعين.

 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي