شركات البلاستيك الصينية تعزف عن البروبان الأمريكي رغم الهدنة
عانت مصانع البلاستيك الصينية من انقطاع المواد الخام الأمريكية عندما تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في وقت سابق من العام، ورغم الهدنة المؤقتة في الحرب التجارية، تحجم المصانع عن العودة إلى العديد من هؤلاء الموردين، ما يعكس صعوبة استئناف العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
أدى رد بكين على ما يُطلق عليها "الرسوم الجمركية المتبادلة" التي فرضها الرئيس دونالد ترمب إلى أن تصبح مبيعات الطاقة الأمريكية إلى الصين غير مجدية تجارياً، بما يشمل غاز البروبان المستخدم في إنتاج البلاستيك. وفي العام الماضي، قبل تولي الإدارة الجديدة زمام الأمور، كانت الولايات المتحدة مصدراً لنحو 60% من واردات الصين من غاز البترول المُسال.
ورغم التقاط المستوردين لأنفاسهم مؤقتاً في وقت سابق من هذا الشهر بعد الخفض الكبير للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، لكنهم لا يزالون مترددين في استئناف المشتريات خشية تصاعد الحرب الجمركية مجدداً، بحسب متعاملين.
بوصلة الصين تتجه إلى الخليج
استمرت وحدات نزع الهيدروجين من البروبان الصينية، التي تحول الغاز إلى المادة الأساسية لإنتاج البلاستيك، في الحصول على الشحنات من كندا والخليج في الأسبوع الماضي، بحسب المتعاملين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ليتسنى لهم مناقشة مسائل تجارية حساسة.
في ظل اطمئنان عدد متزايد من المشترين في أكبر دولة مُصنعة للبلاستيك في العالم إلى الإمدادات البديلة، تُبرم الصفقات بعلاوة أقل على الأسعار القياسية، بحسب المتعاملين. ما قد يشير إلى رغبة البائعين في جذب الشركات الصينية على المدى الطويل.
وخلال الأسبوع الماضي، اشترى مستورد صيني شحنة بروبان من الخليج بعلاوة قدرها 30 دولاراً للطن على سعر التعاقد السعودي لشهر يوليو، بحسب المتعاملين، مقارنةً بنحو 70 دولاراً في وقت سابق من الشهر، عندما بلغ الإقبال المحموم على الإمدادات البديلة ذروته. وكان أحدث سعر قياسي سعودي قد تحدد في أبريل عند نحو 600 دولار للطن.
كما واصل المستوردون شراء عدد كبير من شحنات غاز البترول المُسال، المُكون من البروبان والبوتان، من الخليج، وإن كان بخصم لا يقل عن 50 دولاراً للطن الأسبوع الماضي، بحسب المتعاملين. إلا أن وجود البوتان يقلل من جاذبية الشحنات لوحدات نزع الهيدروجين عن البروبان.
الرسوم تضرب الشحنات الأمريكية
قالت سامنتا هارتكى، مديرة تحليل أسواق الأمريكتين في "فورتيكسا" (Vortexa)، وهي شركة تتبع الشحنات والتحليلات، إن باحتساب الرسوم الجمركية الحالية عند 10%، فإن هوامش أرباح وحدات نزع الهيدروجين عن البروبان الصينية التي تستخدم الإمدادات الأمريكية "ليست مغرية" وتبلغ نحو 20 دولاراً للطن.
وأضافت إن الشحنات الأمريكية لن تتجه إلى الصين ما لم تنخفض أسعار البروبان في الولايات المتحدة، أو ترتفع أسعار الإمدادات البديلة التي تصل إلى شرق آسيا.