النفط يرتفع بشكل مفاجئ بعد تشكيك إيران في التوصل لاتفاق مع واشنطن
سجلت أسعار النفط ارتفاعاً مفاجئاً اليوم الجمعة بعدما أعادت إيران إحياء الشكوك حول مستقبل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي محتمل.
وقفز خام برنت بنسبة 1.1% ليتداول فوق 65 دولاراً للبرميل، إثر تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي قال إن بلاده ترى "مواقف متناقضة ومتنافرة" من جانب المفاوضين الأمريكيين.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط، لكن كلا المؤشرين قلّصا مكاسبهما لاحقاً. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أشار مطلع الأسبوع إلى أن بلاده تقترب من إبرام اتفاق مع طهران.
ورغم أن التوصل إلى اتفاق قد يمهّد الطريق لعودة إمدادات إيرانية محدودة إلى السوق في حال تخفيف العقوبات، إلا أن هذه الإمدادات ستدخل سوقاً تستعد أصلاً لتخمة في المعروض. جددت وكالة الطاقة الدولية الخميس توقعاتها بارتفاع المعروض الجديد، إلى جانب استئناف الإنتاج المتوقف من تحالف "أوبك+"، بما يفوق وتيرة تباطؤ الطلب هذا العام والمقبل، ما يُهدد بحدوث فائض عالمي.
وقال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في "ويستباك بنك" بسيدني: "لا نبالغ في تأثير الصفقة على الإمدادات الإيرانية، فقد تضيف فقط ما بين 200 إلى 300 ألف برميل يومياً، وهي كمية ليست ضخمة"، مضيفاً أن "خام برنت سيظل على الأرجح ضمن نطاق يتراوح بين 60 و65 دولاراً في الأسابيع المقبلة".
وتتجه أسعار النفط نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الثانية على التوالي، مدفوعة بتفاؤل حذر بشأن تحسّن الطلب بعد تقارب في المواقف بين الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكَين للنفط في العالم. رغم ذلك، ما زالت الأسعار منخفضة بأكثر من 10% منذ بداية العام، تحت وطأة الغموض التجاري وتسارع الإمدادات من "أوبك" وحلفائها.
في غضون ذلك، لا تزال بعض عقود النفط الآجلة تظهر نمط "الكونتانغو"، وهو منحى سعري سلبي تُتداول فيه العقود الأقرب أجلاً بأقل من تلك البعيدة. وتراجع الفارق بين أقرب عقدين لشهر ديسمبر من خام برنت إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوع.