أسهم آسيا ترتفع بعد تحفيز اتفاق واشنطن وبكين شهية المستثمرين للمخاطرة

أسهم آسيا ترتفع بعد تحفيز اتفاق واشنطن وبكين شهية المستثمرين للمخاطرة

سجلت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعا بعدما أعلنت بكين وواشنطن عن "تقدم كبير" في محادثاتهما التجارية، ما حفز شهية المستثمرين للمخاطرة.

ارتفعت الأسهم في الصين ومؤشرات الأسواق الإقليمية ارتفعت، إذ صعد مؤشر "توبكس" الياباني لليوم الثاني عشر، في أطول سلسلة مكاسب منذ أكتوبر 2017، كما تقدم مؤشر "هانغ سنغ" لليوم الثامن، في أفضل أداء يومي له خلال عام.

العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" في التداولات الآسيوية قفزت 1.4%، فيما صعدت عقود "ناسداك 100" بنحو 1.9%، وارتفع الدولار مقابل الملاذات الآمنة التقليدية كالفرنك والين، متفوقا على معظم نظرائه الأوروبيين، إلا أنه تراجع مقابل اليوان والعملات الحساسة للاقتصاد الصيني.

رغم موجة الصعود الأخيرة في الأسواق، حيث اقترب مؤشر "إس آند بي 500" من استعادة مستوياته التي كان عليها قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية المتبادلة في مطلع أبريل، إلا أن مواصلة المكاسب ستتوقف على مدى نجاح الطرفين في تهدئة الحرب التجارية.

مخاوف من "الركود التضخمي"

يخشى المستثمرون من أن استمرار التصعيد في فرض الرسوم قد يؤدي إلى موجة من "الركود التضخمي" تضرب الاقتصاد العالمي، من خلال دفعه نحو الركود بالتزامن مع ارتفاع التضخم.

مدير محفظة الأصول المتعددة في شركة "برينسيبال لإدارة الأصول" راج سينغ قال "شهية المخاطرة تعود إلى الأسواق"، وبينما سينغ أن يستمر الشعور بالمخاطرة لفترة طويلة، "فإن الوضع التجاري برمته متقلب للغاية، وحالة عدم اليقين مرتفعة للغاية".

بعد يومين من المفاوضات في جنيف، قال المسؤولين الأمريكيين إنهما سيشاركان مزيدا من التفاصيل اليوم الإثنين، وقالا للصحفيين إن "الفروقات بين الجانبين لم تكن بالقدر الذي كان متوقعا"، وردد المسؤولون الصينيون الرسالة ذاتها في إيجاز منفصل أمس الأحد، مؤكدين أن المحادثات "حققت تطورا سليما ومستداما" في العلاقة الصينية الأمريكية.

كثير من التفاصيل في الاتفاقات التجارية

كانت جولات الرد والرد المضاد قد رفعت الرسوم الأمريكية على الواردات من الصين إلى 145%، بينما فرضت الصين رسوما جمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية.

كان ترمب قد علق تطبيق أشد الرسوم على معظم الدول باستثناء الصين، ما أشعل موجة صعود في مؤشر "إس آند بي 500"، وأسهم توقيع اتفاق تجاري مع بريطانيا الأسبوع الماضي في دعم المعنويات، رغم أن تفاصيل الصفقة لم ترق إلى التوقعات، كما تجري الهند واليابان مفاوضات مع أمريكا حول اتفاقيات لتقليص الرسوم الجمركية.

المدير العام في "ميزوهو سيكيوريتيز آسيا" شون داربي قال "في الواقع، أعتقد أن إنجاز هذه الاتفاقيات التجارية سيستغرق وقتا أطول بكثير مما يُتوقع"، مضيفا "هناك كثير من التفاصيل الدقيقة في هذه الصفقات".

كان الجانب الأمريكي قد حدد هدفا بخفض الرسوم الجمركية إلى أقل من 60% كخطوة أولى، ويعتقد أن الصين قد تكون مستعدة لمجاراتها، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات قبل نهاية الأسبوع. وصرح ترمب على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، بأن فرض رسوم بنسبة 80% "يبدو قرارا صائبا".

بدأت الضغوط التجارية بالفعل بإلحاق الضرر بالشركات الأمريكية، إذ سحبت شركات مثل "يو بي إس" و"فورد موتور" و"ماتيل" توجيهاتها بشأن الأرباح. وأظهرت بيانات من "بلومبرغ إنتليجنس" أن متوسط الشركات المدرجة في "إس آند بي 500" حقق 6.1% من إيراداته من بيع السلع إلى الصين أو للشركات الصينية خلال 2024.

ترمب يستهدف أسعار الأدوية

في غضون ذلك، قال ترمب إنه يعتزم توقيع أمر تنفيذي لخفض أسعار الأدوية الموصوفة في أمريكا، من خلال إلزام الأمريكيين بدفع نفس السعر الذي تدفعه الدول صاحبة الأسعار الأدنى، وبين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه سيوقع الأمر في الساعة الـ 9 صباحا بتوقيت واشنطن اليوم الإثنين. وتراجعت أسهم شركات الأدوية الآسيوية عقب هذا الإعلان.

قد تستفيد الأصول المحفوفة بالمخاطر أيضا من وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، إضافة إلى مؤشرات على احتمال عقد لقاء بين قادة روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع.

رئيس أبحاث وإستراتيجيات العملات في "كريدي أغريكول" فالنتين مارينوف قال "تهدئة التوترات التجارية والاقتصادية والجيوسياسية قد تعزز شهية المخاطرة في الأسواق"، مضيفا "أن التطورات الأخيرة قد تشكل دفعة للأصول والعملات المرتبطة بالمخاطرة، وضغوطا على عملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك السويسري وحتى اليورو".

الأكثر قراءة