السندات الأمريكية .. اليابان تلوح بها كـ"ورقة" مع ترمب .. والصين تنوع محفظتها بعيدا عنها
وصف وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، حيازات بلاده من سندات الخزانة الأمريكية التي تتجاوز قيمتها تريليون دولار، بـ "الورقة" في مفاوضاتها التجارية مع إدارة ترمب، في موقف نادر من أقرب حلفاء أمريكا في آسيا، بحسب "فاينانشيال تايمز".
وخلال مقابلة تلفزيونية، سُئل عما إذا كانت اليابان ستستخدم موقفها التقليدي كدولة لا تبيع سندات الخزانة كأداة في محادثاتها التجارية مع واشنطن، "قال كاتو: "إنها ورقة"، مضيفا أن "استخدامنا لها من عدمه قرار مختلف".
ويمتلك حاملو السندات اليابانيون، بمن فيهم الحكومة، 1.13 تريليون دولار من سندات الخزانة، وهو أكبر حجم تملكه دولة أجنبية.
ولا يوجد ما يشير إلى أن طوكيو تدرس أي مبيعات لأصولها الرسمية من سندات الخزانة. لكن المتداولين قالوا إن مجرد الإشارة إلى مثل هذا الإجراء كـ"ورقة" قد يزيد من التقلبات في سوق السندات الأمريكية التي شهدت اضطرابات عنيفة منذ 2 أبريل عندما أعلن دونالد ترمب عن فرض تعريفات جمركية "متبادلة" شاملة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وشهدت سندات الخزانة الأمريكية عمليات بيع واسعة النطاق للأصول الأمريكية قبل أن تعوض جزءًا من خسائرها بعد أن أوقف ترمب فرض التعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا.
وقال محللون إن تعليقات كاتو كانت رد فعل طبيعي على التهديد الاقتصادي الذي تشكله حرب ترمب التجارية، وهو التهديد الذي وصفه رئيس الوزراء الياباني بأنه "أزمة وطنية".
قال نيكولاس سميث، كبير إستراتيجيي اليابان في شركة CLSA: "هذا صراع شوارع: إن التعهد بعدم استخدام أحد أقوى الأسلحة وأكثرها وحشية سيكون ساذجا ومتهورا. لستَ بحاجة لاستخدام السلاح: فقط استغله".
وتتعزز مكانة اليابان كأكبر حائز أجنبي في سوق سندات الخزانة الأمريكية كأداة تفاوضية إذا قررت الصين استخدام حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية كسلاح في مواجهتها التجارية مع الولايات المتحدة.
في سياق متصل، لطالما شكّلت سندات الحكومة الأمريكية حجر الأساس لاحتياطيات الصين من النقد الأجنبي البالغة 3.2 تريليونات دولار.
وحتى الآن، لم يُصدر أي مؤشر علني على أي تغيير في هذه الإستراتيجية، رغم فرض الرسوم الجمركية والتقلبات الأخرى في السياسة الأمريكية.
وذكر زو لان، نائب محافظ بنك الشعب الصيني، هذا الأسبوع، أن محفظة الاستثمار مُنوّعة بالفعل، وأن "تأثير التقلبات في أي سوق أو أصل معين على احتياطيات الصين من النقد الأجنبي محدود بشكل عام".
لكن عديد من المستشارين والباحثين والأكاديميين يُعربون عن قلقهم.
وفي مقال نُشر في أبريل، قال يانغ بانبان وشو تشي يوان، باحثان في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: "لم يعد أمان سندات الخزانة الأمريكية مضمونا. لقد ولّى ذلك العصر، وعلينا أن نشعر بالقلق إزاء هذا التغيير من منظور حماية حيازاتنا من سندات الخزانة".
مع تفكيك ترمب لنظام التجارة العالمي وانتقاده العلني للاحتياطي الفيدرالي، بدأ المستثمرون على نطاق أوسع يتساءلون عن مكانة الدولار وسندات الخزانة كملاذ آمن.
أثارت عمليات البيع المكثفة لسندات الخزانة الأمريكية في أبريل، عقب إعلان ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على شركاء أمريكا التجاريين، مخاوف راسخة في واشنطن وأماكن أخرى: من أن الصين قد ترد على الولايات المتحدة ببيع سنداتها انتقاما.
وقد يؤدي ذلك إلى تقلبات مقلقة في أصل تطمع فيه البنوك المركزية ومديرو الأصول وصناديق التقاعد حول العالم لاستقراره.