خبراء: مشروع "هورس باورترين" مع "أرامكو" كفيل بإحداث ثورة في هندسة السيارات
سيكون مشروع "هورس باورترين" المشترك بين شركة "أرامكو" السعودية، و"جيلي" الصينية و"رينو" الفرنسية المصنعتين للسيارات، كفيلا بإحداث ثورة في هندسة السيارات تسهم في ابتكار حلول جديدة لخفض الانبعاثات، وفقا لما يراه خبراء تحدثوا لـ"الاقتصادية".
يوفر المشروع، الذي تأسس قبل أقل من عام، مجموعات نقل الحركة التي تم تطويرها ذاتيا، والتي تتكون من محركات احتراق وأنظمة قيادة هجينة مدمجة بتصميم معياري لعديد من مصنعي المركبات المختلفة، وفقا للخبراء الدوليين.
وبينما أكد المتخصصون تطور مفاهيم القيادة الجديدة للسيارات في آسيا، فقد أشاروا إلى أن المستثمرين من العالم العربي أصبحوا في بؤرة الاهتمام بشكل متزايد.
وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في "هورس باورترين" إنجو شولتن إن "توليد القوة لم يعد مجرّد مكون للمركبة فقط، فقد تطور إلى قطاع تكنولوجي كامل يقود مستقبل التنقل".
أضاف "نتجاوز دور المورد التقليدي، لنصبح مهندسين لصناعة جديدة تماما وتمكين العلامات التجارية للسيارات، من خلال خبرتنا الفنية العميقة"، مؤكدا أهمية تطوير محركات الاحتراق الكبيرة للنقل لمسافات طويلة لتعمل بالهيدروجين.
أكملت "أرامكو" أواخر العام الماضي شراء حصة نسبتها 10% في "هورس باورترين" المحدودة، المتخصصة في مجال حلول نقل الحركة الهجين، ومحركات الاحتراق الداخلي، عبر إحدى شركاتها التابعة المملوكة بالكامل، وهي شركة "أرامكو آسيا سنغافورة بي تي إي المحدودة".
وتعتمد هذه الصفقة على مساعي "أرامكو" لتطوير حلول نقل جديدة من شأنها تقليل الانبعاثات الناجمة عن وسائل النقل عالميا.
ومن المتوقع أن يسرّع استثمار "أرامكو" جهود هورس باورترين لتطوير الجيل القادم من محركات الاحتراق الداخلي ومجموعات نقل الحركة الهجينة، إلى جانب التقنيات التكميلية، مثل حلول الوقود البديل والهيدروجين.
نقل مستدام
ويرى البروفيسور برنهارد جيرينجر، رئيس الجمعية النمساوية لهندسة السيارات (ÖVK)، أن حماية المناخ الهادفة "لن تتحقق إلا من خلال خطط متكاملة، وألا نركز فقط على مستوى الانبعاثات".
وناشد جيرينجر صناع القرار في السياسة والتشريع تغيير نهجهم، بالاعتماد على التنمية المستدامة في قطاع النقل واستيعاب كل الموارد وعدم التركيز فقط على برامج تحول الطاقة، عادّا أنه "لا مسار واحدا نحو التنقل المستدام، ولكن عديدا من الطرق التي يجب اتباعها في وقت واحد".
وقال لـ"الاقتصادية": إنه "لا يوجد شيء اسمه محرك أخضر، ولكن هناك طاقة خضراء. ومن الضروري المضي قدما في التركيز على مصادر الطاقة الخضراء إذا أردنا تمكين التنقل المحايد للكربون حقا في جميع أنحاء العالم".
وتركز التشريعات الحالية على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات "دون مراعاة توليد الطاقة والمواد الخام"، وفقا لجيرينجر، الذي يعد هذه السياسات "خاطئة ولا تساعد البيئة، ويجب تغييرها في أسرع وقت ممكن".
الدكتور فريدريك زوهم، عضو مجلس الإدارة التنفيذي للبحث والتطوير في شركة "مان" للشاحنات والحافلات توقع بدوره أن تكون الشاحنات الكهربائية هي الأنسب للغالبية العظمى من تطبيقات النقل".
وقال لـ"الاقتصادية": إنه من أجل إزالة الكربون من نقل البضائع على الطرق "ينصب تركيزنا على المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، حيث تتمتع هذه المركبات حاليا بمزايا واضحة مقارنة بمفاهيم القيادة الأخرى من حيث كفاءة الطاقة وتكاليف التشغيل والطاقة".
وعدّ أيضا أن تقنية احتراق الهيدروجين أو خلايا الوقود من الممكن أن تكون مكملا مهما خاليا من الانبعاثات للشاحنات الكهربائية "خاصة للرحلات الطويلة جدا، أو التطبيقات الخاصة، أو في المناطق التي ليست بها بنية تحتية كافية للشحن".