محللون: المخاوف الاقتصادية تلقي بظلالها على أسعار النفط رغم ارتفاع الطلب

محللون: المخاوف الاقتصادية تلقي بظلالها على أسعار النفط رغم ارتفاع الطلب

ما زالت أسعار النفط تتعرض لضغوط جراء التوترات الجيوسياسية، والمخاوف بشأن حرب رسوم جمركية متبادلة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، فضلا عن زيادة المخزونات الأمريكية، وفقا لما أكده لـ"الاقتصادية" محللون مختصون في أسواق الخام.

كانت أسعار النفط قد تراجعت في نهاية تعاملات يوم الجمعة، لتواصل تكبد الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي.

وفي ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت، تسليم أبريل، بنسبة 0.4%، لتصل إلى 74.74 دولار للبرميل، بينما سجلت مكاسب أسبوعية طفيفة لم تتجاوز 0.1%، مدفوعة بارتفاع الطلب على الوقود، والتوقعات بأن خطط الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية عالمية لن تدخل حيز التنفيذ قبل أبريل، ما يتيح مزيدا من الوقت لتجنب حرب تجارية.

في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم مارس بنسبة 0.8%، لتصل إلى 70.74 دولار للبرميل، كما سجلت خسائر أسبوعية بنسبة 0.4%.

جاء هذا في الوقت الذي ارتفع فيه الطلب العالمي على النفط إلى 103.4 مليون برميل يوميا، بحسب بنك "جي بي مورجان تشيس".

مخاوف متنامية

تزايدت المخاوف بشأن زيادة المعروض مع الحديث عن محادثات سلام لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وقد يفضي حل الأزمة إلى رفع العقوبات عن روسيا وإغراق السوق بمزيد من الإمدادات.

زادت مخزونات الخام الأمريكية في الوقت ذاته بواقع 4.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 7 فبراير الجاري، وهو ما شكل مزيدا من الضغط على أسعار النفط.

واختبر خام غرب تكساس الوسيط مستوى الدعم الرئيسي عند 70.80 دولار، وقد يؤدي الانخفاض المستمر دون مستوى 69.55 دولار إلى دفع الأسعار نحو مستوى 64.78 دولار في المدى القريب.

ويعطي انخفاض الإمدادات الروسية والإيرانية حاليا مزيدا من الدعم للأسعار، لتحقيق مكاسب مبكرة، لكن الضغوط الهبوطية تتزايد في ظل صراع مخاطر العرض مع ارتفاع المخزونات الأمريكية واستمرار تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سياسته النقدية.

وقال مدير شركة "روسكا" الأمريكية لحلول الطاقة ألكسندر شورين لـ"الاقتصادية": إن الزيادة التي جاءت أعلى من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يناير الماضي أدت إلى تفاقم المخاوف بشأن التضخم "ما أثر في معنويات المستثمرين وأسهم في تقلب أسعار النفط".

لكنه أشار إلى تحسن معنويات السوق نسبيا مع توصل الولايات المتحدة والهند إلى اتفاق لحل النزاعات المتعلقة بالرسوم الجمركية وتحسين العلاقات التجارية. "ومع ذلك ظل مستثمرو النفط إلى حد كبير حذرين من الرسوم الجمركية المتبادلة المحتملة" بحسب شورين.

التقلبات تسود الموقف

ألقى الغموض الذي يحيط بالتوقعات بشأن التوترات الجيوسياسية بظلاله على سوق النفط الخام، في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون التعامل مع التداعيات الجيواقتصادية، وخاصة فرض التعريفات الجمركية المحتمل، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" العضو المنتدب لشركة "أسيست ريالتي" الدولية للطاقة ايدان لاركين.

وأشار إلى أن احتمال التوصل إلى حل للنزاع الروسي الأوكراني زاد من التوقعات برفع العقوبات عن النفط الروسي، "وهو ما قد يؤدي إلى زيادة العرض العالمي وممارسة ضغوط هبوطية على الأسعار".

خبير الطاقة والعلاقات الدولية في جامعة "ليدز بيكيت" البريطانيه أولاينكا أجالا قال بدوره لـ"الاقتصادية": إن أسواق النفط شهدت تقلبات كبيرة في الأسبوع الماضي مدفوعة بمخاوف العرض والتطورات الجيوسياسية وتغير توقعات الطلب".

أضاف: "كانت المكاسب مدعومة بتقليص الصادرات الروسية والإيرانية، إلا أن النصف الأخير من الأسبوع جلب ضغوطا هبوطية من ارتفاع أسعار النفط في الولايات المتحدة".

الأكثر قراءة