الاقتصاد الأزرق ينمو .. هل سيستمر المد في الارتفاع ؟

الاقتصاد الأزرق ينمو .. هل سيستمر المد في الارتفاع ؟

يبدو أن مستقبل الاقتصاد يكمن في أمواج المحيط، لا يزال البحر مصدرا لبعض الفرص المربحة، بما فيها السياحة والطاقة. مع ذلك، يتعرض المحيط واقتصاده الأزرق لتهديد من تغير المناخ، وهذه المشكلات ستتفاقم ما لم تبذل جهود حكومية مناسبة. قد يكون المحيط أيضا مفتاحا لحل أزمة المناخ، إذا نُفِّذت ممارسات تحميه.

 

ما هو الاقتصاد الأزرق ؟

 

الاقتصاد الأزرق هو "الاستخدام المستدام لموارد المحيط من أجل النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش والوظائف وصحة النظام البيئي للمحيطات"، حسبما قال البنك الدولي.

يشمل هذا الاقتصاد صناعات مثل الشحن البحري وصيد والسياحة الساحلية والطاقة المتجددة وتحلية المياه وتمديد الكابلات تحت الماء وصناعات الاستخراج من قاع البحر والتكنولوجيا الحيوية، وغيرها، وفقا لمعهد جرانثام للأبحاث التابع لكلية لندن للاقتصاد.

نما هذا الاقتصاد عالميا وأسهم بنحو 1.5 تريليون دولار سنويا على مستوى العالم ووفر أكثر من 30 مليون وظيفة، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. ومن المتوقع أن ينمو إلى 3 تريليونات دولار بحلول 2030، وفقا لمجلة "ذا ويك".

يعتمد الاقتصاد الأزرق على ثلاثة مجالات رئيسة: مساهمة المحيط في الاقتصادات، والاستدامة البيئية، وفرص النمو لجميع الاقتصادات. لذا فإن حكومة الولايات المتحدة، إلى جانب حكومات العالم، حريصة على الاستفادة من المحيط اقتصاديا، فضلا عن حمايته من مخاطر تغير المناخ.

يعيش 127 مليون شخص أو 40 % تقريبا من سكان الولايات المتحدة في مجتمعات ساحلية. وتتمتع الدولة باقتصاد أزرق قوي "أسهم بما مجموعه 476 مليار دولار من التأثير الاقتصادي في 2022، وهو ما يشكل 2 % تقريبا من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد"، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. كما "ولّد 777 مليار دولار من المبيعات، ودعم 2.4 مليون وظيفة في 2022".

 

ما هو حال الاقتصاد الأزرق ؟

 

يمكن أن يشكل تنظيم المحيط تحديا لأن هناك عوامل متضاربة. ذكر معهد جرانثام للأبحاث أن "حوكمة المحيط والاقتصاد الأزرق معقدة ويحتمل أن تكون صعبة التنفيذ. وقد أدى هذا إلى نهوج مفككة لتقاسم الموارد البحرية بين الدول وإعاقة فهم التأثيرات البيئية للاقتصاد الأزرق".

إلى جانب الخلاف بين البلدان، قالت الأمم المتحدة إن "الاقتصاد الأزرق المستدام لن ينجح إلا إذا وضعت رفاهية الإنسان والعدالة في صميمه".

مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ، أصبح العمل لحماية محيطات الكوكب أكثر ضرورة. كان أحد أكبر المكاسب للإدارة الدولية للمحيطات هي معاهدة أعالي البحار التابعة للأمم المتحدة التي تم إقرارها في 2023، والتي أُنشأت لتحديد أهداف النقاشات عبر البلدان.

تأمل حكومة الولايات المتحدة جمع بيانات أكثر للمساعدة في تحسين الاقتصاد الأزرق. وقد كانت الحركة، التي أطلق عليها اسم "الاقتصاد الأزرق الجديد"، مبنية على "تحسين جمع البيانات والمعلومات المستمدة من المحيطات والسواحل وتحليلها ونشرها لدعم النمو الاقتصادي وحماية صحة المحيطات ومعالجة التحديات المجتمعية ويعزز حلولها، مع حماية صحة المحيطات وضمان العدالة الاجتماعية"، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

يجب الحفاظ على التوازن حتى يظل الاقتصاد الأزرق حيويا. يعد المحيط أحد أكبر أحواض الكربون في العالم، وذلك يسمح بإزالة الكربون من الغلاف الجوي. مع ذلك، يمكن أن يؤدي الاقتصاد الأزرق، خاصة الصناعات مثل التعدين في أعماق البحر، إلى تفاقم قدرة المحيط على أن يكون مصرفا للكربون ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أزمة تغير المناخ بشكل عام.

تحسين الاقتصاد الأزرق يتطلب إيجاد توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة. قال معهد جرانثام للأبحاث "نحن نعلم أن المحيطات تلعب دورا مهما في تنظيم درجة حرارة الأرض وامتصاص ثاني أكسيد الكربون ودعم التنوع البيولوجي وسبل العيش. لكننا بدأنا للتو في إدراك مدى تأثير الاقتصاد الأزرق على تغير المناخ".

الأكثر قراءة