"براقع الصقور" تجارة أشبه بالذهب والألماس في السعودية والأسعار بمئات الآلاف
وأنت تتجول في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي في الرياض، يبرز في أحد جوانبه "سوق الإكسسوارات"، التي تعرض أنواعا مختلفة من المقتنيات على رأسها "براقع الصقور"، بأسعار تصل إلى مئات آلاف الريالات.
البراقع لم تعد كما كانت في السابق، بل أصبحت تجارة أشبه بالذهب والألماس، كتحفة فنية مرصعة بالأحجار الكريمة، يمتزج فيها التراث بالحضارة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، ما جعلها سوقا جاذبة لمستثمري صناعة المجوهرات الثمينة.
والبرقع جزء أساسي من معدات الصقارة التقليدية وهو غطاء مصنوع عادة من الجلد أو مواد خفيفة، يُوضع على رأس الصقر لتغطية عينيه ويستخدم لتهدئة الصقر ومنعه من التوتر أو الاندفاع أثناء الصيد أو التدريب، ويتيح للمدرب التحكم في توقيت إطلاقه للصيد.
في "دوفيل دي انجليس"، وهو أحد المتاجر الذي سمي على اسم مالكته، ويستعرض براقع الصقور المشغولة يدويا من مواد ذات جودة عالية وجلود طبيعية ومزينة بالذهب والألماس، أوضحت "دوفيل" أن عملاءها انتقائيون للغاية، وأشبه بجامعي التحف، ويهمهم امتلاك قطع فريدة لا يمكن تكرارها، ويقدرون امتلاك شيء يبرز ويتميز بقصته وحصريته.
مسؤولة التسويق في المعرض رنا العمري، قالت لـ"الاقتصادية" أن الأسعار تراوح بين 8 آلاف و137 ألف ريال، وتصل إلى مئات الآلاف بحسب نوعية الطلب.
معرض الصقور الذي ينظم تحت شعار "عالم يشبهك"، على مدى 10 أيام في مَلهم، سجل أكبر عدد زيارات في تاريخه وإقبالا متزايدا من المهتمين والباحثين ومحبي الصيد بالصقور، ما يؤكد الشغف المتزايد تجاه هذه الهواية.
لكن السوق لا تقتصر على البراقع فحسب، بل تعرض مقتنيات فاخرة أخرى مثل المسابح التي تصل أسعارها إلى 300 ألف ريال، والعصي التي تتجاوز 20 ألف ريال، بحسب العمري.
ووفقا لزوار وبائعين، فإن هذه البراقع لا تعبر عن الاحتياجات الوظيفية فقط، بل تعكس أيضًا الذوق الرفيع والفخر بالصقر، خاصة بالنسبة للأثرياء وهواة التميز.
في المقابل، صقارون من زوار المعرض يرون أنهم لا ينظرون إلى البراقع على أنها مجرد أدوات لتغطية رؤوس صقورهم، بل يرونها رمزًا للحرفية والفن، ويمتزج فيها التراث بالحضارة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.
أشاروا إلى أن كل برقع يُصنع يحمل قصة، تبدأ من يد الحرفي الذي يعمل عليها بعناية، وتنتهي عند الصقار الذي يختارها بعناية لصقره.
وبين المشترين والبائعين، يبقى آخرون في حالة دهشة، حينما يرون أن سعر برقع الصقور يعادل سعر سيارة وأكثر، متسائلين: هل براقع الصقور تستحق هذه الأسعار؟
لكن في نهاية المطاف، يعكس تنوع أسعار البراقع في معرض الصقور مدى اهتمام المشاركين بالصقور، سواء من ناحية الحفاظ على التراث أو التميز في اقتناء القطع الفاخرة، ويبقى شاهدا على عشق الصقارين لصقورهم وحرصهم على تزويدها بما يعبر عن قيمتهم ورمزيتهم.