"كورت الدولية ": الطلب الصيني يثير قلق المستثمرين والمتداولين في سوق النفط
لا يزال الطلب الصيني على النفط مصدر قلق رئيس للمستثمرين والمتداولين في السوق، وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، بحسب ديفيد لديسما مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية لـ"الاقتصادية".
وأكد أن الأسعار تلقت الدعم من الإشارات التي تشير إلى أن التوترات في الشرق الأوسط لا تزال مرتفعة ومع ذلك يتوقع المتعاملون في السوق بشكل متزايد حدوث فائض العرض خلال العام المقبل.
وصعدت أسعار النفط أكثر من 1 % اليوم الخميس مدعوما بارتفاع الطلب على الوقود مع اجتياح عاصفة كبيرة ولاية فلوريدا والمخاوف من اضطرابات محتملة لإمدادات الشرق الأوسط.
وخلال التعاملات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.2 دولار أو 1.6% إلى 77.78 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.16 دولار أو 1.6% إلى 74.40 دولار للبرميل.
وتتعرض الولايات المتحدة، أكبر دولة منتجة ومستهلكة للنفط في العالم، لعاصفة كبيرة أخرى، هي الإعصار ميلتون الذي اجتاح ولاية فلوريدا، حيث نفدت الإمدادات من نحو ربع محطات الوقود، ما ساعد على دعم أسعار الخام.
يأتي ذلك في وقت ذكر فيه بنك ستاندرد تشارترد أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام كان ناجما عن هروب البائعين على المكشوف للتغطية بعد تصاعد أزمة الشرق الأوسط ، حيث اعتبر البنك استجابة السوق للأحداث في الشرق الأوسط، خاصة التهديدات الموجهة ضد البنية التحتية للطاقة الإيرانية، مخيبة للآمال للغاية.
ولفت بنك ستاندرد تشارترد إلى أن تسوية شهر أقرب استحقاق لخام برنت في 7 أكتوبر كانت أقل من التسوية للأيام المماثلة في 2021 و2022 و2023، في حين إن الأسعار الفورية عادت إلى حيث كانت في أواخر أغسطس.
وأضاف البنك أنه "لم يكن هناك تغيير يذكر في المعنويات الهبوطية الساحقة التي سيطرت على سوق النفط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع استمرار عديد من المتداولين على استعداد لبيع النفط بقوة إذا سمح تدفق الأخبار اليومية وزخم السوق بذلك".
إلى ذلك، قال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن أسعار النفط ارتفعت بنحو 10 دولارات للبرميل الأسبوع الماضي، لكنها بدأت تتراجع منذ ذلك الحين"، محذرين من أن الاستجابة من بيع النفط لا تزال قوية مع سيطرة المعنويات الهبوطية وما زال عديد من المتداولين يقومون ببيع النفط بقوة بناء على زخم السوق.
وأشاروا إلى استئناف الإنتاج الليبي في وقت كانت فيه سوق النفط الأوروبية مشغولة بالفعل بأرباح التكرير الضعيفة وانقطاع مصافي التكرير وارتفاع أسعار الشحن.
وفي هذا الإطار، ذكر فيتوريو موسازي مدير الشراكة الدولية في شركة سنام الإيطالية للطاقة، أن أسعار النفط تحركت من أدنى مستوياتها بعد أن أظهرت بيانات رسمية من الحكومة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في البلاد زادت بمقدار 5.81 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو تراكم أقل من المكاسب البالغة 11 مليون برميل التي توقعتها مجموعة صناعية.
في حين قال سيفين شيميل مدير شركة "في جي آندستري" الألمانية، "إن مخاطر الكوارث الطبيعية عادت إلى صدارة المشهد وقد تؤثر بقوة في الإنتاج الأمريكي".
وأوضح أن إعصار ميلتون أدى إلى توتر السوق، ورغم ذلك كشفت شركة شيفرون أنها بدأت في إعادة نشر أفرادها في منصاتها في خليج المكسيك، حيث ذكرت أنه طوال العاصفة، ظل الإنتاج من أصولها في خليج المكسيك التي تديرها شيفرون عند مستوياته الطبيعية.