الين واليوان كلاهما ضعيف.. عملة اليابان فقط قادرة على هز الأسواق
استقرت الأسواق المالية العالمية بعد انهيار يوم الإثنين، لكن اليوان الصيني يمثل قلقا جديدا يلوح في الأفق.
كان البيع الكثيف في السوق مطلع أغسطس - وهو أسوأ أيام مؤشر نيكاي منذ الإثنين الأسود في 1987 - ناتجا جزئيا عن إغلاق مراكز تداولات المناقلة بالين الياباني، وفقا لـ"بزنس إنسايدر".
تعرف إستراتيجية تداول المناقلة بأنها الاقتراض في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة الراسخة في اليابان لشراء الأصول ذات العائد الأعلى في أماكن ودول أخرى، لكن رفع بنك اليابان للفائدة الأسبوع الماضي أحدث هزة وأجبر المستثمرين الذين اقترضوا لتمويل تداولات المناقلة على تصفية مراكزهم، ما أدى إلى اضطراب السوق العالمية.
قال كون جو، رئيس قسم أبحاث آسيا في بنك ANZ، لشبكة "سي إن بي سي": "ربما يكون اليوان هو التالي في إغلاق مراكز تداولات المناقلة"، مشيرا إلى أن اليوان قفز بالفعل مقابل الدولار في رد فعل تلقائي لإغلاق مراكز تداولات المناقلة بالين.
الآن، يشعر محللون ومستثمرون بالقلق إزاء حدوث الأمر نفسه مع اليوان الصيني، وتعيش الصين في بيئة أسعار فائدة منخفضة، في حين تحاول السلطات تعزيز اقتصاد البلاد المتعثر.
أضاف جو: المصدرون الصينيون كانوا يحتفظون بكميات كبيرة من الأرباح بالدولار لم يكونوا على استعداد لتحويلها بسبب ارتفاع الفائدة في الولايات المتحدة، لكنهم قد يفعلون ذلك قريبا مع استعداد الفيدرالي لخفض الفائدة، ما قد يتسبب في "تحركات كبيرة" في الأسواق.
تداول الدولار الأمريكي عند مستوى 7.17 مقابل اليوان الآن بعد أن هبط إلى أقل من 7.1 أثناء فوضى الأسواق يوم الإثنين، رغم ذلك لا يبدو أن المحللين يعتقدون أن تداعيات تداولات المناقلة باليوان ستؤدي إلى اضطرابات مثلما حدث مع الين.
كتب فيشنو فاراثان، كبير خبراء الاقتصاد الآسيوي في بنك ميزوهو، في مذكرة يوم الخميس أن الأمر نفسه لن يحدث مع اليوان، لأن الين ــ على عكس اليوان ــ عملة عالمية ذات سيولة عميقة. وعلى النقيض من ذلك، لا تزال الصين توجه تحركات العملة الصينية. كما أن الصين لديها مشكلات مختلفة عن اليابان، إذ في حين إن ضعف الين يرجع إلى أسعار الفائدة المنخفضة في اليابان، فإن ضعف اليوان يرجع أساسا إلى "الرياح الاقتصادية الهيكلية المعاكسة والتهديدات الجيوسياسية الهائلة" التي تواجهها الصين.
تمر الصين بمرحلة انتقالية اقتصادية مؤلمة من كونها عملاق تصنيع منخفض القيمة إلى قوة في الصناعات "الثلاث الجديدة" المثيرة، السيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم، والخلايا الشمسية، لكنها تواجه توترات جيوسياسية متزايدة، بما في ذلك تعريفات جمركية مرتفعة مفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على هذه الصناعات عالية القيمة، ما يعني أن المخاطر الجيوسياسية يجب أن تتلاشى حتى يتعزز اليوان ويتسبب في تفكك تداولات المناقلة بشكل مؤثر مثلما حدث مع الين.
لم يتمكن اقتصاد الصين أيضا من النمو بشكل مقنع منذ خرجت البلاد من قيود الجائحة، لذلك من المرجح أن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) لا يزال بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة، ولذلك، خطر اليوان - على عكس الين – يكمن في انخفاض القيمة وليس ارتفاعها، وقد يؤدي انهياره إلى إثارة عزوف عن المخاطرة، وكما يقول فاراثان: التقلب الشديد في حالتي الين واليوان غير مستحب، لكننا نخشى انهيار اليوان المفاجئ أكثر من خشيتنا قوته المفاجئة.