كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحرك الأزمة الاقتصادية التالية؟
ربما يحدث الركود التالي وسط مشهد تكنولوجي جديد: اعتماد واسع النطاق للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو أمر لم تعرفه أي صدمة اقتصادية.
ووفقا لـ "آكسيوس" فالمكاسب الاقتصادية المحتملة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الكيفية التي قد يغذي بها نمو الإنتاجية، واضحة إلى حد ما. لكن الضربات المحتملة التي قد تلحق بأسواق العمل والأسواق المالية عندما ينسدل ستار الازدهار غامضة.
"الاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي يمكن أن يحول ركود عادي إلى أزمة اقتصادية عميقة طويلة الأمد من خلال التسبب في اضطرابات واسعة النطاق في أسواق العمل، والأسواق المالية، وسلاسل التوريد،" كما قالت جيتا جوبيناث، المسؤولة الثانية في صندوق النقد الدولي، في خطاب ألقته أخيرا.
ذكرت جوبيناث أن تجربة العالم مع الأتمتة وأسواق العمل في العقود الأخيرة تقدم تحذير نوعا ما.
عندما يكون الاقتصاد قويا تصبح الشركات أكثر استعدادا للاستثمار في التكنولوجيات الجديدة والتمسك بالعمال. وعندما يتراجع الاقتصاد تسرح الشركات العمال لخفض التكاليف وقد لا تعود أبدا إلى مستويات التوظيف السابقة.
"في فترة الركود المقبلة، من المرجح أن يهدد الذكاء الاصطناعي نطاقا أوسع من الوظائف مقارنة بالدورات السابقة، بما في ذلك الوظائف ذات المهارات المعرفية العالية"، كما قالت جوبيناث مؤكدة أنها كانت توضح الخطر ولم تكن تتنبأ.
"قد تكون النتيجة خسارة غير مسبوقة للوظائف" نظرا لوجود عمال مسرحين لفترة طويلة لا يملكون مهارات مناسبة لاقتصاد يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
أضافت جوبيناث إن الشركات المالية التي تستخدم استراتيجيات التداول المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد "تكافح للتصدي" لمثل هذه الظروف الاقتصادية غير المسبوقة.
مع انخفاض أسعار الأصول التي تخلت عنها النماذج، فقد يتحول الوضع إلى "دوامة من البيع بأسعار بخسة تؤدي إلى انهيار أسعار الأصول في مختلف الأسواق المالية".
وعلى نحو مماثل، يمكن لنماذج سلسلة التوريد المبنية على الذكاء الاصطناعي أن تثير تنبؤات خاطئة تؤدي إلى تقلبات كبيرة في المخزونات والإنتاج.
قد يتسبب هذا، كما قالت جوبيناث "في حالات تأخير معوقة ونقص في الإمدادات المهمة عبر الاقتصاد العالمي"، مضيفة أن "معظم الجهود الدولية للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي موجهة حاليا نحو المخاوف بشأن الأمن والخصوصية والأخلاق والمعلومات المضللة. لكننا نحتاج أيضا إلى جهد دولي جاد لحماية الاقتصاد من الذكاء الاصطناعي".
