معركة الذكاء الاصطناعي الجديدة تتبنى استراتيجية حرب الأسعار القديمة
بعد أن أطلقت "أوبن أيه آي" تشات جي بي تي، احتشدت شركات التكنولوجيا الصينية الكبيرة والصغيرة ساعية نحو هدف واحد، وهو التفوق على شركة سان فرانسيسكو الناشئة من خلال إطلاقها روبوتات دردشة باللغة الصينية، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية.
كانت النتائج متباينة. ادعى بعض عمالقة التكنولوجيا الصينيون أنهم حققوا نتائج أفضل من تشات "جي بي تي 4"، النموذج الأكثر تطورا من "أوبن أيه آي"، بطرح أسئلة باللغة الصينية.
لكن بوجود أكثر من 200 نموذج من عدد كبير من الشركات التي تتنافس جميعها للحصول على حصة في السوق، يمكن لشركات الذكاء الاصطناعي الصينية أن تدعي أنها تتميز بميزة واحدة أخرى واضحة على الأقل، وهي السعر.
في الأسابيع الأخيرة، قدمت شركة بايت دانس، ومحرك البحث العملاق بايدو، ومجموعة علي بابا، وشركة وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة تينسنت، تخفيضات كبيرة في أسعار نماذجها، مع تقديم بعضها مجموعة متنوعة من الخدمات مجانا.
قال يو يانج، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة سنغافورة الوطنية، إن حرب الأسعار تشير إلى الافتقار إلى القدرة التنافسية على أساس مزايا النماذج نفسها، ما يجعلها غير قادرة على جذب العملاء بأسعار السوق السابقة.
في الولايات المتحدة، يتنافس عمالقة التكنولوجيا، مثل ألفابيت وميتا وأمازون ومايكروسوفت، أيضا في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال اتباع دليل "التوسع الخاطف" الذي أصبح شائعا في وادي السيليكون، وهو اقتناص المستخدمين في أسرع وقت ممكن، على حساب الإيرادات، لاحتكار السوق.
لكن حتى مع تمتعها بـ"نظام برمجيات مغلق" يفرض رقابة على خدمات الإنترنت الأجنبية، تواجه الشركات الصينية قيودا بسبب قيود أمريكية على تصدير الرقائق المتقدمة من شركة إنفيديا، التي أصبحت وحداتها لمعالجة الرسومات أساسية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. كما أن قدرتها الإنفاقية أقل على مستوى الشركات، مقارنة بأقرانها في السوق الأمريكية الغنية بالسيولة.
قال شو لي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة سينس تايم للذكاء الاصطناعي، لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" في مقابلة هذا الأسبوع: "تخفيض أسعار خدمات الذكاء الاصطناعي الصينية، يهدف أساسا إلى جذب عملاء أكثر وهو أشبه بممارسة تسويقية".
من جانبه، قال وانغ شنغ، المستثمر في صندوق إنو أنجل في بكين، إن هذا النوع من المنافسة السعرية "الشرسة" يضر بالشركات المحلية الناشئة في الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "فيما يتعلق بتطوير نماذج اللغة الكبيرة، شركات التكنولوجيا الكبرى ليست بالضرورة أفضل من الشركات الناشئة. لكن ما تمارسه للحصول على حصة أكبر في السوق يضر بهذه الشركات". ظهرت حرب الأسعار لأن الشركات لديها خيارات محدودة. دائما ما يكون التنافس على السعر أسهل من التحسينات التي لا نهاية لها لقدرات النماذج، وفقا ليان ليجي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميني ماكس في شنغهاي، وهي واحدة من بين أربعة "نمور" للذكاء الاصطناعي في الصين.