صناعة السيارات .. الصين ماضية في الاستحواذ على "عجلات المستقبل"

صناعة السيارات .. الصين ماضية في الاستحواذ على "عجلات المستقبل"
نجحت الصين، العام الماضي، في التحول إلى أكبر مصدر للسيارات في العالم. المصدر: رويترز

أجرى الرئيس الصيني شي جين بينج، زيارة رسمية إلى فرنسا، استغرقت يومين، بعد غياب دام 5 سنوات عن بلدان القارة الأوروبية، تزامنا مع ذكرى مرور 60 عاما على بداية العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية.
وقدوم الزعيم الصيني إلى باريس، في رحلة امتدت نحو 12 ساعة من الطيران، لم يكن بغية استعادة أمجاد التاريخ والدبلوماسية، بل كان سعيا لإيجاد حلول توافقية وتسويات للقضايا التجارية المتراكمة بين بكين وباريس، ومن خلال دول الاتحاد الأوروبي التي تلوح بمزيد من الإجراءات الحمائية ضد السلع الصينية.
وسبق للمفوضية الأوروبية، شهر سبتمبر الماضي، أن فتحت تحقيقا بشأن الدعم الذي توفره الحكومة الصينية لقطاع السيارات الكهربائية، وهددت برسوم جمركية إضافية حماية للصناعة الأوروبية، وبالتحديد صناعة السيارات التي بدأت تتهاوى أمام السيارات الصينية المنخفضة التكلفة.
وتتصدر الصين قائمة الدول المصنعة للسيارات في العالم، لعقد ونصف، فالإنتاج السنوي في البلاد يمثل 32% من إجمالي السيارات عالميا، وتسهم الصناعة بنحو 10% من إجمالي الناتج المحلي الصيني.
وخلال عام 2022، جرى إنتاج 85 مليون سيارة على مستوى العالم، بزيادة 6% عن العام السابق، وفقا للمنظمة الدولية لمصنعي السيارات OICA، كان نصيب الصين منها 27 مليون سيارة، متبوعة بالولايات المتحدة، 10 ملايين سيارة، فاليابان بـ7.8 مليون سيارة، فالهند 5.4 مليون سيارة، ثم كوريا الجنوبية بـ3.7 مليون سيارة.
ووصل إجمالي السيارات داخل الصين، بحسب بيانات وزارة الأمن العام الصينية، إلى 430 مليون سيارة، منها 18.21 مليون سيارة تعمل بالطاقة المتجددة، بزيادة قدرها 5.19 مليون سيارة عن عام 2022، وشكلت نحو 28% من إجمالي عدد السيارات الجديدة في البلاد.
وفضلا عن الريادة في الإنتاج، نجحت الصين، العام الماضي، في التحول إلى أكبر مصدر للسيارات في العالم، متجاوزة بذلك، لأول مرة في التاريخ، جارتها اليابان، ما شكل تحولا جذريا في هذه الصناعة عالميا. فبكين، حسب وزارة الصناعة الصينية، صدرت 4,91 مليون سيارة في عام 2023.
ريادة فسرها محللون في صحيفة "وول ستريت جورنال" بارتفاع الصلب الروسي على السيارات الصينية، في ظل العقوبات الغربية على موسكو التي قررت إلغاء أي اعتماد على الاقتصاد الغربي.
وأكدها أليكسي بودشيكولدين، رئيس جمعية تجار السيارات الروس، حين صرح بأن "السيارات الصينية أضحت تشغل 50% من سوق السيارات الروسية"، معلنا وجود 60 علامة تجارية للسيارات الصينية في روسيا.
وامتد التفوق الصيني إلى السيارات الكهربائية، بعد أن تمكنت شركة "بي واي دي" BYD، أواخر عام 2022، من الإطاحة بشركة "تسلا" Tesla، العملاق الأمريكي في صناعة السيارات الكهربائية في العالم، الذي تجاوزت مبيعاته 1.3 مليون سيارة كهربائية بقليل، مقابل 1.9 مليون سيارة كهربائية لمنافسه الصيني، الذي نجح في مضاعفة مبيعاته 3 مرات أكثر من السنة الماضية.
ويتوقع خبراء أن تكون السوق مدار حرب تجارية بين الصين والدول الغربية، فالتقديرات تتحدث عما بين 40 و70 مليون سيارة في أفق عام 2025، وما يفوق 500 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2040، ما يشجع على مزيد من الإنتاج. علاوة على الأسعار المنخفضة لهذه السيارات مقارنة بنظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
حرب تعمل بكين جاهدة على تفاديها بزيارة شي جين بينج إلى باريس، وإن كانت تتوقعها لا بل تسابق الزمن استعدادا لها، بإطلاق خطة محلية للإفلات من التطويق الغربي، بإعلان الحكومة عن خطة للمقايضة ترمي إلى تقديم حوافز مالية تشجع المواطنين والشركات على استبدال السيارات والآلات القديمة بأخرى جديدة.

الأكثر قراءة