الجيل الـ 6 ورقائق الذكاء الاصطناعي .. أبرز تقنيات 2024
مع اقتراب نهاية 2023، تتصاعد التكهنات حول التوجهات التقنية المتوقعة في 2024، وتشير التوقعات الحالية إلى أن العام المقبل سيشهد مزيجا من الابتكار والتحول الرقمي المستدام، مع تركيز على عدة مجالات رئيسة ستسهم في تشكيل المستقبل التقني وتوفير فرص جديدة للتطور والتقدم، ومن أبرز هذه المجالات، رقائق الذكاء الاصطناعي والاتصالات من الجيل السادس 6G، والهواتف القابلة للطي والشاشات المصغرة للواقع الافتراضي والمعزز.
رقائق الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم تقدما هائلا في مجال التكنولوجيا مع انتشار رقائق الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. تعد رقائق الذكاء الاصطناعي مكونا أساسيا في تطوير تطبيقات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وتشكل العمود الفقري للأجهزة الذكية والأتمتة والروبوتات، وتستخدم رقائق الذكاء الاصطناعي قدرات الحوسبة والتعلم الآلي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات بطريقة ذكية. تعمل هذه الرقائق على معالجة كميات ضخمة من البيانات وتحويلها إلى معلومات قيمة تساعد على تطوير تطبيقات مبتكرة في مجالات مثل الطب والتجارة والصناعة والمرور والذكاء الاصطناعي العام، وفي مجال الذكاء الاصطناعي، تعد رقائق الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لتطوير التطبيقات والتقنيات الذكية. تمكن هذه الرقائق من تنفيذ الخوارزميات المعقدة والتعلم العميق، ما يسهم في تطوير الروبوتات الذكية ونظم التحكم الذاتي والترجمة اللغوية وتحليل الصوت والصورة.
ومع تزايد الطلب على التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي، تشهد صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي نموا متسارعا، وتعمل الشركات الكبرى والناشئة في مجال تصميم وتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي على تطوير حلول مبتكرة وتحسين أداء الرقائق وتقليل استهلاك الطاقة، كما وصلت هذه التقنيات الآن إلى مستوى نضج وتستخدم على نطاق واسع في رقائق الأداء العالي، وبحلول 2024، ستركز الشركات الموردة على زيادة القدرات لتلبية الطلب المتزايد على طاقة الحاسب العالية في تطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت نفسه، يتوقع أيضا انتشار هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب.
6G والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية
تشهد صناعة الاتصالات تطورا مذهلا مع قدوم الجيل السادس، وهو مفهوم جديد يعد بثورة في مجال الاتصالات اللاسلكية، ويعد الجيل السادس تطورا هائلا عن الجيل الخامس حيث يوفر سرعات أعلى وأداء أفضل وقدرات تواصل متقدمة، وواحدة من أبرز التقنيات التي ستدعم الجيل السادس هي الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، التي تعد وسيلة فاعلة لتوفير تغطية شاملة واتصالات عالية السرعة في مناطق نائية ومناطق تفتقر إلى بنية تحتية قوية للاتصالات التقليدية.
وتوفر الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية تغطية عالمية ومستقرة، حيث يمكن الوصول إلى الإنترنت والخدمات اللاسلكية في أي مكان على وجه الأرض. تسهم هذه التقنية في تمكين اتصالات موثوقة وسريعة بين الأشخاص والأجهزة والتطبيقات عبر الحدود الجغرافية، وبفضل الجيل السادس، ستشهد الاتصالات اللاسلكية تحسينات كبيرة في سرعة البيانات وزمن الاستجابة وقدرة الشبكة، ومن المتوقع أن تصل سرعات الإنترنت في الجيل السادس إلى مستويات فائقة، ما يمكن تنفيذ تطبيقات متقدمة مثل الواقع الافتراضي والزمن الحقيقي والتوصيل الذكي. ومن المتوقع أن تبدأ عملية توحيد المعايير للجيل السادس 6G بين 2024 و2025، مع توقع تقديم أولى التقنيات القياسية من 2027 إلى 2028. مع تطور الابتكارات في التقنيات الرئيسة للجيل السادس، يتجاوز النطاق تكامل مستقبلات ومرسلات عريضة النطاق. سيكون التكامل السلس للشبكات الأرضية وغير الأرضية، والابتكارات التي يتم إدخالها من خلال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في الصدارة، ويتوقع أن يحدث الجيل السادس مجموعة متنوعة من التطبيقات التكنولوجية الجديدة، مثل العروض الهولوغرافية، والتوائم الرقمية.
وستدعم الأقمار الاصطناعية في المدار المنخفض تدريجيا الاتصالات من الجيل السادس مع تحقيق استقرار المعايير التكنولوجية للجيل السادس، ويتوقع أن يرتفع الطلب على الطائرات دون طيار المستخدمة في الاتصالات من الجيل السادس والاستشعار البيئي في عصر الجيل السادس.
الشاشات المصغرة لأجهزة الواقع الافتراضي والمعزز
تشهد صناعة الواقع الافتراضي والواقع المعزز تطورا رائعا مع ظهور الشاشات المصغرة المبتكرة، وتعد هذه التقنية الجديدة نقلة نوعية في توفير تجارب واقعية ومذهلة للمستخدمين، حيث يمكنهم الانغماس في عوالم افتراضية وتعزيز الواقع بطرق لم يسبق لها مثيل، وتعد الشاشات المصغرة جزءا أساسيا من أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز، حيث تقوم بعرض الصور والفيديوهات ثلاثية الأبعاد بطريقة تجعلها تبدو وكأنها جزء من العالم الحقيقي، وتتميز هذه الشاشات بأنها صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، ما يسمح للمستخدم بتجربة الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل مريح ومرن.
ويدفع الطلب المتزايد على نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز الحاجة إلى شاشات أقرب للعين ومن ذات الدقة الفائقة للبكسلات، وتكون تقنية Micro OLED من بين التقنيات الرائدة في هذا المجال، في الوقت الحالي، يستخدم عدد قليل من أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز شاشات Micro OLED، ولكن هذا يمكن أن يتغير بمجرد أن تبدأ العلامات التجارية الرئيسة في اعتمادها، ما قد يؤدي إلى زيادة وجود Micro OLED في السوق.
وتعد هذه التوجهات جزءا من المستقبل التقني المشرق الذي ينتظر العالم في 2024، ومن خلال التركيز على الابتكار والتحول الرقمي المستدام، ستستفيد الصناعات والمجتمعات من تقنيات جديدة وفرص جديدة للتطور والنمو.