منذ وقت ليس ببعيد، كان جمع مبلغ لتقديم هدية مسألة بسيطة إلى حد معقول.
فعندما نسمع أن إحدى الزميلات ستلد أو تتزوج أو تترك العمل، يشتري أحد ما بطاقة وينطلق يدور حول المبنى مسلحا بمظروف لجمع مال لهدية.
عندما أقول "أحد ما" فإني أعني امرأة. لا أستطيع تذكر أني رأيت رجلا يؤدي هذه المهمة المجحودة التي لا تؤدي إلى ترقية، لكن قد أحسنت صنعا كل من فعلت ذلك.
أيا كان، بعد توقيع البطاقة وجمع الأموال، تشترى هدية وتسلم بطريقة تركت معظم المتفرجين في جهل بشأن المبلغ الدقيق الذي جمع، وأحيانا الهدية.
كان ذلك في الماضي، كما ذكرتني بذلك إحدى الصديقات، عندما أخبرتني بعينين محملقتين، أنه تم جمع أكثر من 550 جنيها استرلينيا في مكتبها متوسط الحجم لتوديع مدير كبير سينتقل إلى منصب جديد في مدينة أخرى.
قالت: "إنه حتى لا يغادر الشركة! وهو يجني بالفعل أكثر من معظمنا الذين شاركوا في هديته".
كيف عرفت أنه تم جمع أكثر من 550 جنيها استرلينيا؟
لأنه هكذا قيل على المنصة الإلكترونية التي تم استخدامها لجمع الأموال فيما كتب الناس رسائل وداع رقمية.
أهلا بكم في السياسة الجديدة، وغير المبهجة دائما، لجمع أموال الهدايا في المكتب.
لقد تغيرت العملية بفضل أمثال منصة كوليكشن بوت، وجيفت راوند، وثانك بوكس – وهي منصات عبر الإنترنت أصبحت تظهر دائما في المكاتب منذ أدى العمل عن بعد أثناء الجائحة إلى جعل جمع الأموال شخصيا بمنزلة كابوس.
تقول إيلي أندريو، المؤسسة المشاركة لموقع فينج في لندن، الذي تم إنشاؤه في 2015: "لقد زادت شعبية خدمة مثل خدمتنا بشكل كبير".
يضم الموقع موظفين في البنوك والجامعات ومحاسبين ومجموعات إعلامية من بين عملائه، إضافة إلى مكتب لنادي كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز. أكدت أندريو أن المستخدمين يجمعون عادة "أكثر بكثير" مما كانوا يجمعون عندما كانوا يضيعون وقتهم في صيد زملائهم في مكاتبهم على أمل أن يكون لدى كل منهم ما يكفي من الفكة لإعطائها.
مع ذلك، يبدو كما لو أن زميل صديقتي الذي حصل على أكثر من 550 جنيها استرلينيا كان محظوظا.
قالت أندريو: إن متوسط ما يجمعه "فينج" يبلغ نحو مائة جنيه استرليني، مضيفة أن أحد المستخدمين "اندهش" لأنه جمع 200 جنيه استرليني بدلا من الـ10 جنيهات استرلينية التي كان يتم جمعها عادة في مظروف.
لم تسمع أندريو عن استياء صغار الموظفين من المبالغ المالية التي تذهب إلى كبار الموظفين. لكنها أشارت إلى أن كبار المسؤولين عادة ما يكون لديهم علاقات أكثر في المؤسسة، ولهذا مجموع التبرعات المحتملة أكبر.
هذا منطقي. وصحيح أنه لا شيء جديد فيما يتعلق بالاستياء الشديد من جمع الأموال من أجل الهدايا.
ففي 2010، كتب موظف ساخط في منتدى على الإنترنت لمحبي السيارات أنه عندما كان يعمل في شركة حاولت تنظيم عملية جمع لرجل كان سينتقل إلى الخارج، "اغربوا عن وجهي"، مضيفا: "ذهب الرجل إلى نيوزيلندا وكان يتقاضى ضعفي راتبه تقريبا".
لكن طريقة جمع المال الجديدة عبر الإنترنت لا تزال مشحونة أكثر، لأن ما لم يختاروا غيرها، كل شيء يتعلق بالعملية يتسم بشفافية أكثر، بدءا من المبلغ الإجمالي للأموال إلى ما يقال في بطاقة الوداع الرقمية.
وهذا يزيد من خطر الغيرة ("لماذا حصلت على أموال أكثر بكثير مني؟") وعدم الثقة ("هل أعطيت ما يكفي لحفل استقبال مولود مديري؟") وغير ذلك من التطورات غير السارة.
تكون المساهمات في بعض الأحيان اختيارية إذا كنت توقع على بطاقة تهنئة رقمية، وفي أحيان أخرى لا تكون كذلك، ما قد يسبب ارتباكا. وحتى عندما تخفى مبالغ المساهمات الفردية، فمن الممكن تخمين من قدم كم بمراقبة رصيد المبلغ المباشر يزداد أثناء إرسال الأشخاص رسائلهم. ربما هذا سبب آخر لكون التحصيلات عبر الإنترنت أعلى من التحصيلات المحسوسة، مع أنه من الممكن أحيانا إخفاء الرصيد المباشر أيضا.
في مؤسسة واحدة على الأقل أعرفها، أدى حجم المساهمات إلى الحديث عن وضع حدود، يذهب أي شيء يجمع أعلى منها إلى الأعمال الخيرية. وفي مؤسسة أخرى، تستخدم المنصات الرقمية في الأغلب للتوقيع على البطاقة فقط. لا مال يقدم.
في النهاية، لا فائدة من الأمل في العودة إلى الماضي. بساطة الجمع الرقمي تعني أن هذه الممارسة ستبقى، وهذا له جانب إيجابي كبير. وكما أخبرتني أندريو من "فينج"، أصبحت عمليات الجمع الرقمية ميسرة جدا الآن لدرجة أن الرجال أصبحوا يتولونها بازدياد. وتقول: "أرى أن هذا أمر مثير للاهتمام في حد ذاته". واتفق تماما معها.

السياسة المشحونة لجمع مبلغ الهدايا في العمل

أضف تعليق