‏في مطبخ الكتابة!

(1)
‏في القراءة يتشكل الوعي و تبدأ رحلتك في طريق المعرفة. 
‏الكتب التي نحبها و تجذبنا هي التي تستدرجنا إلى أشكال الكتابة وأساليبها. نحن خلطة مما فينا ومما نأخذه. الوضع يشبه - في القراءة - ما تلتهمه على «مائدة» المعرفة من «وجبات» إبداعية طبخها الآخرون..
‏الكتابة: هي قرارك لدخول المطبخ لتصنع وجبة تشبه ما أكلته سابقا .. ومع الوقت تحاول أن تصنع بهاراتك الخاصة لتحصل على نكهة لا تجيد صناعتها إلا أناملك.

‏كل هذا دون موهبة سيؤدي إلى..
‏تكسير الأطباق وإحراق الطبخة!

‏وعندما تدخل يدك في فرن الحقيقة..
‏لا تصرخ لأن إحدى أصابعك لسعتها فكرة ساخنة!
‏(2)
 لم تكن تعنيني الأشكال في الكتابة..
‏كنت وما زلت أحاول الوصول إلى المعنى ولو عبر سطر واحد.

‏ أميل إلى التكثيف والاختصار. 
‏كنت وما زلت أؤمن أنه:
‏عليك أن تتعلم كيف تكتب..
‏والأهم: عليك أن تتعلم كيف تشطب!

‏أنا أقف بجانب العربي الذي قال:
‏الإعجاز في الإيجاز.

‏نحن لا نحب الذين يشبهوننا!
‏المتميز في أي فن سيقول لك:
‏الذي يشبهني هو الذي لا يشبهني!

‏(3)
‏في هذا الكوكب المتعولم تتساقط الهويات..
‏وتتداخل الأصوات والألوان والأساليب والبهارات!
‏ولن تجد أي فرق بين الموائد:
‏احذر من مسلسلات نتفليكس، وإعلانات ماكدونالدز..
‏إياك أن تكتب نصا بطعم الكاتشب والمايونيز!!

‏(4)
‏اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ.
‏جرب الكتابة بحرية ولا تقيدك الأشكال الرائجة.
‏أعرف ما تمتلكه من أدوات.. وما لديك من مهارات.
‏لا تظن أن النجار التقليدي يستطيع أن يصنع الباب الأوتوماتيكي!
‏حاول أن تعرف الفرق بين ( المهندس الزراعي ) و( الفلاح) !
‏الموهبة مهمة.. 
‏لكن الجهد والتعلم والمثابرة أكثر أهمية.
‏لا تستعجل.. بعض ما ستقوله الآن: 
‏ستقوله بعد عشرة أعوام بشكل أجمل وأكثر نضجا.

‏(5)
‏في زمن الوجبات السريعة/ وسائل التواصل: هل سقطت «المطابخ» الحقيقية؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي