FINANCIAL TIMES

شركات الأسهم الخاصة .. بعيدا عن الاستحواذ التقليدي

شركات الأسهم الخاصة .. بعيدا عن الاستحواذ التقليدي

تعمل بعض أكبر شركات الأسهم الخاصة في العالم على تسريع التحول بعيدا عن عمليات الاستحواذ الضخمة والتوجه نحو أعمال مثل الائتمان الخاص، حيث تجبرها أسعار الفائدة المرتفعة على تمزيق قواعد اللعب الخاصة بها.
بعد عقد من إبرام الصفقات القياسية، أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى توقف عمليات الاستحواذ تقريبا خلال العام الماضي، وتركت كثيرا من شركات الأسهم الخاصة مثقلة بشركات المحافظ التي تم الاستحواذ عليها بأسعار مرتفعة.
تعمل هذه الخلفية القاتمة على تسريع اندفاع كان جاريا بالفعل من قبل بعض أكبر الأسماء في الصناعة نحو أعمال جديدة بما في ذلك إقراض الشركات، الذي أصبح أكثر ربحية مع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة لخفض التضخم.
كان كبار المسؤولين التنفيذيين من أبولو وبلاكستون من بين أولئك الذين خططوا لاحتمالية هذا العمل، المعروف بالائتمان الخاص، فضلا عن الاستثمار في البنية التحتية حيث تجمع الآلاف من صانعي الصفقات والمستثمرين في باريس في مؤتمر الصناعة السنوي أي بي أي إم.
وفي إشارة إلى كيفية تحرك الأسهم الخاصة بسرعة إلى ما هو أبعد من جذورها المتهورة في شراء الشركات الكبيرة، كان التركيز في باريس بشكل مباشر على كيفية وضع الشركات لنفسها كبديل للنظام المصرفي التقليدي، قادرا على تقديم قروض للشركات بمليارات الدولارات.
قال جيم زيلتر، الرئيس المشارك لصندوق أبولو، إنه في عصر أسعار الفائدة المرتفعة هناك عوائد "غير مسبوقة" متاحة في الائتمان الخاص. وتستهدف الشركة التي يقع مقرها في نيويورك بشكل متزايد تقديم القروض للشركات الكبيرة، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. ومن الأمثلة الأخيرة على ذلك قرض بقيمة 500 مليون يورو لشركة الخطوط الجوية الفرنسية.
تدير وحدة الائتمان الخاصة التابعة لصندوق أبولو الآن أكثر من 400 مليار دولار، ما يقزم 100 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة في قسم الاستحواذ التابع لها، الذي كان تاريخيا حجر الأساس في أعمال المجموعة.
كما أشار مؤسس ورئيس مجلس إدارة صندوق بلاكستون، ستيف شوارزمان، إلى الأرباح التي يمكن تحقيقها عن طريق إقراض الشركات.
أخبر شوارزمان المؤتمر: "إذا كان بإمكانك كسب 12 في المائة، وربما 13 في المائة في يوم جيد حقا في ديون البنوك المضمونة الممتازة، فما الذي تريد أن تفعله غير ذلك في الحياة؟ إذا كنت تعيش في اقتصاد لا ينمو ويمكن لشخص ما أن يمنحك 12 أو 13 في المائة مع عدم وجود أي احتمال للخسارة تقريبا، فهذا أفضل شيء يمكنك القيام به تقريبا".
في هذا الشهر، قام بنك بلاكستون بدمج ذراعيه الائتمانية والتأمينية، اللتين تديران معا 295 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الـ137 مليار دولار في أعماله في الأسهم الخاصة. قال شوارزمان إن العمل المدمج يمكن أن ينمو ليدير تريليون دولار في العقد المقبل.
يقوم أمثال بنكا أبولو وبلاكستون، فضلا عن الشركات المتخصصة في الائتمان الخاص، بجمع الأموال من المستثمرين بما في ذلك صناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية التي يتم استخدامها بعد ذلك لتمويل إقراضها للشركات.
لكن الابتعاد عن عمليات الاستحواذ التقليدية من المرجح أن يأتي بعوائد أقل. ففي فترة أسعار الفائدة المنخفضة التي دامت أكثر من عقد من الزمن، حقق صندوق الاستحواذ المتوسط عائدات بنحو 18 في المائة، وفقا لبيانات من شركة آدامز ستريت بارتنرز.
بالمقارنة، من المتوقع الآن أن تحقق صناديق الائتمان الخاصة عوائد في أوائل خانة العشرات، وإن كان ذلك مع تعرض المستثمرين لمخاطر أقل لأن القروض تأتي مع ضمان على أصول الشركة المقترضة.
رغم التوسع الذي حققته صناديق الائتمان الخاصة بالفعل في الأعوام الأخيرة، فإن الائتمان الخاص سينمو بشكل أسرع من الأسهم الخاصة في الأعوام المقبلة، وفقا لكثير من المسؤولين التنفيذيين المشاركين في المؤتمر.
قال خوسيه فيليسيانو، المؤسس المشارك لشركة كليرليك كابيتال: "ربما كان الائتمان هو الجزء الأسرع نموا في سوق البدائل. نعتقد أن هذا سيظل هو الحال خاصة في ظل بيئة أسعار الفائدة اليوم".
أصبحت جاذبية الائتمان مقارنة بالأسهم الخاصة أكثر وضوحا بسبب التحديات التي تواجه صناعة الاستحواذ.
قال إدوين كونواي، أحد كبار المديرين الإداريين في صندوق بلاك روك: "في النصف الأول من هذا العام، شهدنا انخفاض نشر رأس المال في الأسهم الخاصة 37 في المائة، لذلك اختارت الصناعة عدم القيام باستثمارات".
قال إن حجم عمليات الخروج التي قامت بها شركات الأسهم الخاصة من صفقات الاستحواذ - عادة عن تعويم طرح شركة محفظة في البورصة أو بيعها - انخفض بأكثر من 60 في المائة من ذروته في 2021. أضاف كونواي: "إن هيمنة الأسهم الخاصة والعقارات تتغير. وتلعب فئات الأصول الأخرى دورا أكثر عمقا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES