سعي أوكراني لدعم غربي إضافي .. وموسكو: مستعدون لحرب طويلة
أعلنت روسيا، أمس، زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع مشددة على أنها مستعدة "لحرب هجينة" وطويلة في أوكرانيا في وقت يزور فيها حلفاء غربيون كييف للبحث في الطلبات الأوكرانية على صعيد المساعدة العسكرية.
وباشرت أوكرانيا في يونيو هجوما مضادا تواجه فيه صعوبات، في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي لكنها تؤكد أنها بحاجة إلى دعم إضافي.
وفي هذا الإطار، استقبل فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني في كييف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج. ويزور أوكرانيا أيضا وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني.
في موسكو عرض الكرملين أسباب زيادة النفقات العسكرية بنسبة 68 في المائة في 2024، مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 10800 مليار روبل (106 مليارات يورو بسعر الصرف الحالي).
وقالت موسكو إن الغرب بدعمه كييف يشن "حربا هجينة" على روسيا لإخضاعها لهيمنته.
ويتوقع أن تشكل نفقات الدفاع نحو 30 في المائة من إجمالي النفقات الفيدرالية في 2024 و6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، للمرة الأولى في تاريخ روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
ويؤشر حجم هذه النفقات إلى عزم موسكو على مواصلة هجومها الذي باشرته قبل عام ونصف العام. فبعد سلسلة من الإخفاقات في 2022، تراجع الجيش الروسي إلى جنوب أوكرانيا وشرقها وتحصن فيهما.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "من البديهي أن هذه الزيادة ضرورة مطلقة لأننا في حرب هجينة".
ويرى حلفاء أوكرانيا الغربيون أن روسيا شنت "حربا امبريالية" على جارتها وأن دعم كييف حيوي لصد الطموحات الروسية.
من العاصمة الأوكرانية، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنرج بالتقدم الذي أحرزه الهجوم الأوكراني في الفترة الأخيرة مع أنه يبقى محدودا في جنوب البلاد أو شرقها.
وقال "اليوم قواتكم تتقدم. وتشارك في معارك شرسة إلا أنها تتقدم تدريجيا".
وأشار إلى أن تحالفا يضم نحو 50 دولة وعد منذ بداية النزاع بمساعدة عسكرية لكييف بقيمة 100 مليار يورو تقريبا، نصفها من الولايات المتحدة.
وشدد زيلينسكي، الذي يواجه في بعض العواصم تراجعا في العزم على دعم أوكرانيا، على أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الدعم ولا سيما الحصول على دفاعات جوية.
ويتوقع زيليسنكي أن تهاجم موسكو خلال الشتاء على غرار ما فعلت العام الماضي منشآت الطاقة لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد.
وأكد زيلينسكي أن الأمين العام للناتو وافق على بذل جهود لمساعدة كييف في سبيل حشد صفوف أعضاء الحلف.
ويزور سيبستيان لوكورنو، وزير الجيوش الفرنسية، كييف برفقة صناعيين في مجال الدفاع للبحث في تطور المساعدة الفرنسية لأوكرانيا وفي شركات صناعية في إطار النزاع الذي يبدو أنه سيطول.
واستقبل رستم أوميروف، وزير الدفاع الأوكراني، نظيره البريطاني جرانت شابس وشكره له "دعمه الثابت" مضيفا أنه "يركز على مسألة الدفاعات الجوية والمدفعية والأنظمة المضادة للمسيرات".
وقال أوميروف "الشتاء يحل قريبا لكننا مستعدون. نحن أقوى معا".
وعلى صعيد ملف انضمام كييف إلى الناتو، قال الرئيس الأوكراني إنها "مسألة وقت فقط".
ورأى ستولتنبرج من جهته أن كييف "أقرب إلى الحلف من أي وقت مضى" في حين لم يكشف عن أي جدول زمني لانضمام كييف إلى صفوفه.
وتؤكد موسكو أن انضمام كييف يشكل خطا أحمر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برر الحرب بعزم الناتو على استخدام أوكرانيا نقطة انطلاق لمحاصرة روسيا.
ومن جانب آخر، أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان، أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت 34 من أصل 44 طائرة مسيرة روسية من طراز شاهد في الساعات الأولى من صباح أمس.
وأضاف البيان "أطلقت روسيا 44 طائرة مسيرة من طراز شاهد 131/136- من الاتجاه الجنوب الشرقي (منطقة بريمورسكو-أختارسك في روسيا، وكيب تشودا في شبه جزيرة القرم)"، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأوضح أن القوات الجوية الأوكرانية، بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي، أسقطت 34 طائرة مسيرة من طراز شاهد. وتم تدمير ست طائرات استطلاع مسيرة من طراز أورلان وزالا وسوبركام.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن القوات الجوية شنت 12 هجمة على مواقع ارتكاز للقوات والأسلحة والمعدات العسكرية الروسية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأضافت هيئة الأركان أن القوات الروسية شنت عشر هجمات صاروخية و77 هجمة جوية، و44 هجوما من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق على مواقع القوات الأوكرانية والمنشآت المدنية.
وقالت الهيئة إن الهجمات الروسية أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى بين السكان المدنيين وأن أضرارا لحقت بالمباني السكنية والبنية التحتية المدنية الأخرى.
وأفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، بأن القوات الجوفضائية الروسية فقدت ما يقرب من 90 طائرة ثابتة الجناحين خلال أعمال القتال منذ فبراير من 2022، إضافة إلى أنها كانت تستخدم بعض أنواع طائراتها المقاتلة بشكل مكثف أكثر كثيرا مما كانت عليه في وقت السلم.
ويشار إلى أن الطائرة ثابتة الجناحين هي مركبة جوية لها القدرة على الطيران بواسطة جناحين ثابتين يولدان قوة رفع ناجمة عن السرعة الجوية إلى الأمام وعلى شكل الأجنحة.
وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن جميع الطائرات لديها عمر افتراضي في ساعات الطيران. ومن المحتمل جدا في ظل هذا الاستخدام الإضافي أثناء فترة الحرب، أن تستهلك روسيا العمر المتوقع لعديد من هياكل طائراتها بسرعة أكبر بكثير مما خططت له القوات الجوفضائية الروسية.
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الاستخباراتي، إلى أن الحاجة إلى القيام بأعمال صيانة إضافية تتعقد بسبب نقص قطع الغيار، نظرا للطلب المتزايد والعقوبات الدولية.