وعيك وفرحك وشجرتك

المسؤولية البيئية هي الواجب المفروض على كل فرد للحد من الممارسات ذات الأثر السلبي في البيئة، هكذا يعرف الخبراء هذا المصطلح الذي يمكنني القول إنه من المستهدفات الجميلة لرؤية 2030، وإن اختلفت تسميته، لكن الهدف واضح ومحدد. خلال الأيام الماضية، ابتهجت بثلاثة أخبار لها علاقة بتحقيق الأهداف البيئية: الأول، هو إعلان قائد هذه الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اعتماد مجلس المحميات الملكية، المستهدفات الاستراتيجية لعام 2030 لهذه المحميات التي تركز على حماية الحياة الفطرية، وأنشطة التشجير، وتعزيز السياحة البيئية، وتوفير فرص العمل.
هذه المستهدفات ستسهم في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء في حماية 30 في المائة من المناطق البرية والبحرية في المملكة، حيث تشكل المحميات السبع 13.5 في المائة من إجمالي مساحة المملكة، إضافة إلى المساهمة في مستهدفات زراعة الأشجار في المملكة بما يزيد على 80 مليون شجرة بحلول 2030.
الخبر الثاني، هو إطلاق هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، حملتها التوعوية للحفاظ على الحياة الفطرية تحت شعار «نعتمد على وعيك»، وتهدف الحملة إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية بقاء الحيوانات بسلام وتكاثرها وما لها من أثر مباشر في بيئة المحمية عموما، وتوجيه سلوك المجتمع للحفاظ على العناصر الأساسية للتوازن البيئي. وتم التركيز في الحملة على الصيد الجائر، وما له من سلبيات كبيرة، وتم توجيه رسالة مباشرة للصياد بأن يقوم بعتق الحيوانات من الصيد الجائر. أما الخبر الثالث، فهو إعلان برنامج «الرياض الخضراء» بدء أعمال تشجير حي الغدير، سادس الأحياء السكنية التي تشجر ضمن خطة البرنامج الشاملة لتشجير 120 حيا في مدينة الرياض، ولأنني من سكان الحي، فقد رأيت مقر المعرض الذي انطلقت منه الحملة لزراعة 46. 5 ألف شجرة وشجيرة، وتنفيذ سبع حدائق، وتشجير أربع مدارس و13 مسجدا، ومنشأة صحية، إضافة إلى أربع أراضي فضاء، و28 كيلومترا من الشوارع والممرات.
كل هذه الأحداث تشعرك بالفخر والسعادة، لكونك تعرف أن هناك من يحمي البيئة، ويلفت انتباه المجتمع لقيمة الأرض، أرضنا أولا، وبقية الكوكب، وأهمية الحفاظ عليها لأن في ذلك جودة للحياة، وطمأنينة اليقين بأن ذلك جزء من "عمارة الأرض"، المسؤولية الملقاة على عاتق البشر.
مسؤولياتنا كأفراد، إضافة إلى دعم وتشجيع كل ذلك، هي الإسهام أيضا في زراعة الأشجار في محيطنا الخاص، وتشجيع غيرنا على ذلك، فنحصل إضافة إلى الأجر والثواب من الخالق، على شعور إسعاد أنفسنا وإسعاد الآخرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي