قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

لصوص النار

نبذة الناشر: كتب المؤرخ المهم بلوتارخ قبل الميلاد: "كون عمل فني نجح في تخليب لبنا، لا يعني ذلك بالضرورة أن صانعه يستحق تقديرنا". قراءة هذه المقولة تجعل المرء يتفكر في حيوات أولئك الذين نظرنا إليهم أنهم بشر فوق البشر، أولئك الذين منحناهم ألقابا مثل "العظماء"، "الخالدين"، أو "العباقرة"، وذلك يدعونا للتفكر في كمية الأمور التي نجهلها عن حياتهم رغم أننا نمجدهم ونكاد نقرنهم بالرسل، ونلاحظ تحرجا عن الكتاب والمؤرخين من تدوين مثل تلك الحقائق أمام العلن، وقد يكون ذلك بسبب تحرجهم من ذكر مثل تلك الأمور، أو أنهم ظنوا أنها تفقد العبقري قدره ومكانته. هذه الأفكار دفعتني للتساؤل: ما هي الأمور الأخرى التي نجهلها في حيواتهم؟ ما هي الأمور التي خفيت عنا؟ على سبيل المثال، على مدار القرون، كان هناك إيمان قوي أن العبقري يولد كذلك: "عبقري". ويبدو أن مثل ذلك الإيمان لا يزال مترسبا في عقلنا الجماعي، رغم أن العلم السلوكي الحديث ودراسة حيوات العباقرة أثبت لنا أن هذه الأفكار تنتمي إلى الرف نفسه الذي وضعنا عليه فكرة سطحية الأرض وأن الأبراج السماوية طريقة ممتازة لمعرفة شخصية المرء.

الحب في المنفى
نبذة عن الرواية: في ساعة الظهيرة، في فسحة الغداء التي تتخلل يوم العمل الطويل لمن يعملون كنا نجلس معا. نشرب القهوة، تحدثني عن نفسها وأحدثها عن نفسي، ويقربنا الصمت أكثر عندما نتطلع عبر زجاج المقهى إلى ذلك الجبل المستطيل المتعرج، الرابض على ضفة النهر الأخرى كتمساح طويل الذيل. كنت أتحصن وراء جدار الكلمات لكي لا أفتضح، تتدافع كلماتي الفارغة جرارة ومسلية ومتتابعة، مثل شرنقة دودة عراها جنون الغزل فلا تستطيع أن تكف. لعلي -وكيف الآن أدري؟- كنت عن غير وعي أغزل من خيوط الكلمات شباكا حولها. وكانت هي تتطلع إلى بعينيها الجميلتين، تتسع العينان وهي تبتسم وتسألني: من أين تأتي بكل هذا الكلام؟ صنعتي أنا أن أتكلم فكيف تفوقت علي؟ ولكني في تلك الظهيرة لم أستطع، تبعثرت خيوط الكلمات وتمزقت، حلت فجوات طويلة من الصمت كنت أنظر خلالها ساهما إلى النهر. وجلست هي منكبة على فنجان قهوتها الفارغ تديره في الطبق، لا أرى سوى هالة شعرها الكثيف وأنفها البارز المستقيم. وكانت ترفع رأسها فجأة، تنظر إلى حين أسكت وتقول أكمل.. أكمل.. ولكن الكلمات لا تكتمل.

الطريق إلى كريشنا
من مقدمة الكتاب: لا أحب الكتابة عن رحلاتي، لكنني أفضل أن أعيشها، وأن أنغمس فيها حد التلاشي في تفاصيلها دون أن أنشغل بتسجيل وقائعها، أو توثيق أحداثها في كتب خاصة بذلك؛ وهذا كان السر الأكبر وراء استمتاعي بالرحلات، وبذلي النفيس والأنفس لأجل القيام بها مسكونة بفكرة معايشة البشر وحيواتهم، واقتناص أعمار أخرى فوق عمري الهبائي مقابل أعمار البشرية وعمر هذا الكوكب الضائع المجهول في كون لا أحد يعرف حقيقة حدوده ومجاهله. لقد تعلمت في السفر أن أرهف مشاعري وحواسي لكل ما يدور حولي، كما تعلمت أن السفر في الجغرافيا هو في حقيقة الحال سفر في التاريخ والثقافة والإنسان والتجربة والخبرات، كما هو اكتشاف للذات، ففي كل مرة أسافر فيها، أكتشف نفسي مرة تلو أخرى، كما تعلمت أن اكتشاف الذات والإنسان هي مهمة شاقة ومخيفة وغير مأمونة المآلات، تماما كما هي تجربة لذيذة لا تدانيها أي لذة خلا تفتق الروح والجسد عن ولادة إنسان آخر. لكن هذه الخبرات جميعها لم تغرني على امتداد سنين طويلة بتوثيق رحلاتي وأسفاري وخبراتي في وثيقة سردية مكتوبة، إلى أن نجح صديقي اللدود الأديب والناقد العراقي عباس داخل حسن في أن يقنعني بذلك، ولا أعرف كيف استطاع ذلك؟

الأكثر قراءة