تجميل الطرقات بعزل المتهالكة
أدى تطبيق قرار تنظيم وزارة النقل بتخفيض الحد الأعلى لموديلات جميع الشاحنات المستوردة والمخصصة لنقل البضائع "القاطرات والمقطورات وما في حكمها"، من عشرة أعوام وفقا للنظام السابق إلى خمسة أعوام فقط من عام الصنع، أدى هذا التنظيم إلى الرفق بالطرق مثلما أدى إلى تحسين المشهد العام لشكل وهيئة وحركة الشاحنات على جميع المحاور والخطوط قياسا إلى فترة مضت، فنتج عنه اختفاء نصف التشوه البصري في الطرق الطويلة فيما ما زال النصف مؤرقا. اليوم نحن بحاجة ماسة إلى نظام صارم مماثل يشمل جميع السيارات دون استثناء في ظل ما نشهد من زحام شديد يتفاقم يوما بعد الآخر بفعل سهولة اقتناء السيارة من قبل العمالة وجلها موديلات قديمة متهالكة، الدافع لاقتنائها الرخص، وتحدث تشوها بصريا يطعن خاصرة الرقي المشهود فيما لا تحظى برقابة كافية، فيؤدي تكاثرها إلى مزيد من الاختناقات المرورية. ولأن كثيرين ونحن منهم يقيمون تطور الدول استنادا لمشهد الطرقات ونوعية السيارات وموديلاتها، فينعتون تلك بالمتخلفة فيما يصنفون الأخرى بالمتقدمة، ولأن الحاجة قائمة إلى مزيد من الاستعداد للاستفادة من وسائل النقل العام وعلى رأسها مشاريع المترو التي أضحت قاب قوسين أو أدنى من مرحلة التشغيل، فإن الحاجة ماسة إلى تهيئة واستعداد جادين نتخلى بموجبهما عن تفضيل خصوصية النقل قدر الإمكان، خاصة أثناء التنقل بين العمل والمنزل أي أوقات الذروة، فمشهد الراكب الوحيد الذي يصافح الأعين عند إشارات المرور ينبئ بازدياد عناء الزحام وتفاقم المعاناة على المدى القريب، إذ قلما نرى سيارة مكتملة العدد، لذا نتطلع بشغف إلى القضاء على ظاهرة السيارات الخربة التي تجوب الشوارع دون رادع لتقليص العدد، فجلها لعمالة يمكنها استخدام وسائل النقل العام مثلما نتوق إلى تعميم ثقافة الاستفادة من الحافلات استعدادا لإنجاح مشاريع عملاقة، إذ يجب ألا تصافح أعيننا النقل الجماعي خاوية، فيما تفرض بعض المدن المكتظة وعلى رأسها سنغافورة نظاما صارما لحماية وسائل النقل العام، ولذلك فرضت رسوما لمن يبتغي استخدام سيارته وحيدا في مناطق دون أخرى، واعتمدت خيارين بلا ثالث، الأول عدم المرور دون الحمولة الكاملة، والثاني دفع الرسوم للتخلي عن الشرط الأول، وبهذا تم تأصيل استخدام الحافلات والقطارات وسيارات الأجرة ذات القيمة المخفضة بفعل تعدد الركاب وفقا للنقل الجماعي، فيما لا نزال نتألم ونحن نشاهد الحافلات المنطلقة بمرحلة تجربة النقل العام خاوية من الركاب.
أعود للإشارة إلى أهمية تحسين المظهر العام للحركة المرورية بالتجميل وعزل المتهالكة ووضع ضوابط ومعايير لقيادة وامتلاك العمالة للسيارات، والحث على استخدام الحافلات في التنقلات بعد توفير وتشغيل جميع الخطوط وهي مرحلة أضحت قريبة.