من الحر إلى الحر

عند الحديث عن المنتجعات البرية، يمكن القول: إن هناك نجاحا ملحوظا في تقديم هذا المنتج في مدن سعودية عدة وفي جميع فصول العام تبعا لكل منطقة وتضاريسها وطقسها.
المنتجعات البحرية في المدن الساحلية لا تتوافر كثيرا، ورأينا بواكير الفنادق والمنتجعات في مشاريع الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة وهي رائعة جدا، لكنها في مراحلها الأولى، وهي أيضا بدأت بمنتجات فاخرة بغرض منافسة السواحل والمنتجعات العالمية المشهورة.
لعل القادم من هذه المشاريع وغيرها مما سيأتي عبر مشاريع لشركات محلية أو عالمية ممن أعلن بعضها دخول السوق السعودية بعد جهود الاستقطاب الناجحة سيغير من الخريطة وتصبح هناك منتجات من جميع المستويات.
من تجاربي وتجارب من أعرف، تحتاج المنتجعات البحرية أو الساحلية إلى مساحات واسعة وهذا متوافر لدينا، وفي أغلب تجارب السفر إليها لا تخرج منها العائلة، لأن فيها كل شيء تقريبا، ولأن متوسط مدة البقاء فيها يكون في الأغلب بين خمسة وسبعة أيام، وهي تقدم عروض ما يسمى بالإقامة الكاملة أو الممتلئة Full Board، أي الوجبات الثلاث والوجبات الخفيفة والعصائر والمثلجات مدفوعة ومخفضة عند الحجز أو تسجيل الدخول.
تسافر العائلات إلى هذه المنتجعات في المنطقة حولنا وفي بعض مدننا الساحلية، رغم أن الطقس حار، لكن وجود المسابح العملاقة والألعاب المائية الجيدة وتوفير مسابح خاصة لمن لا يحبذون المسابح العامة وامتلاك بعض المنشآت شواطئ خاصة ممتدة يجعل الناس من جميع الطبقات والقدرات المالية يذهبون إليها.
الملاحظتان التي ربما تفيد المستثمرين الجدد أو الحاليين في هذا المجال، أن التكلفة للعائلة متوسطة الحجم ومتوسطة الدخل تقع بين 15 و20 ألف ريال لمدة أسبوع كامل، وهذا لا يتوافر كثيرا محليا.
الأمر الثاني أن هذه المنتجعات تقلص مصاريف التشغيل عبر التشارك في بعض تكاليف الخدمات اللوجستية والتشغيلية وتتعاقد جماعيا مع موردين لتخفيض التكلفة وربما يتيسر لها ذلك، لكونها متجاورة على امتداد المساحات الشاطئية المتاحة.
كثير من السياح يهمهم الترفيه أكثر من الطقس، يسافرون من طقس حار إلى آخر حار، وهناك زائرون من مناطق باردة يحبون طقس الشرق الأوسط الساخن ولعل الفرص كبيرة وكثيرة أمامنا في هذا المجال.
إننا نسير سياحيا بخطى قوية وفاعلة، ورأينا جميعا حملات الترويج للسياحة في المملكة في معظم دول العالم وكان معظم محتواها لافتا ومبدعا، وأثق أننا سنكون من أهم المحطات للسائح من أي مكان قريبا، بل قريبا جدا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي