السعوديون يبدعون .. يثرون .. ويطربون زوار مهرجان جرش

السعوديون يبدعون .. يثرون .. ويطربون زوار مهرجان جرش
فرقة نسائية تمثل التراث المنطقة الشرقية.
السعوديون يبدعون .. يثرون .. ويطربون زوار مهرجان جرش
عرضة جنوبية.
السعوديون يبدعون .. يثرون .. ويطربون زوار مهرجان جرش
من حفلة الأوركسترا والكورال الوطني.
السعوديون يبدعون .. يثرون .. ويطربون زوار مهرجان جرش
أعمال حرفية بأيد سعودية.
السعوديون يبدعون .. يثرون .. ويطربون زوار مهرجان جرش
وزيرة الثقافة الأردنية في الجناح السعودي المشارك في مهرجان جرش.

حالة من الثراء الثقافي، عاشها زوار مهرجان جرش للثقافة والفنون 2023 في الأردن، عقب مشاركة السعودية بتراثها وفنونها وثقافتها، لتقدم مشاركة متكاملة أضفت أجواء احتفائية فريدة على المهرجان العريق.
"الاقتصادية" رافقت الوفد السعودي المشارك في مهرجان جرش، لتنقل قصصا ثقافية خلدتها ذاكرة الزوار، قدمت المملكة وشعبها وثقافتها في أبهى حلة طيلة 11 يوما.

مخاوي الليل يطرب
مدهشة تلك الحالة التي خلفتها أجواء الفرق الأدائية السعودية، والحفلة الغنائية للفنان خالد عبدالرحمن، لدى زوار مهرجان جرش بدورته الـ37، والتي تلقاها الجمهور بشوق، ولا سيما أن "مخاوي الليل" أطل على جمهوره الواسع هناك للمرة الأولى بعد 30 عاما من الانتظار.
وفي الحفلة، امتلأت ساحات المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية على غير عادتها، مثل فيها عبدالرحمن - أو "أبو نايف" كما يناديه عشاقه - الفن السعودي وسط نخبة من فناني العالم العربي الذين يشاركون في المهرجان، وأهدى فيه جمهوره أغنيته الشهيرة "وشلون مغليك"، إيذانا بانطلاق ليلة طربية.
أثناء "بروفات" حفلته، عبر خالد عبدالرحمن في حديث لـ"الاقتصادية" عن سعادته بمشاركته الأولى في مهرجان جرش، مثمنا اللهفة والشوق الذي يكنه الجمهور له، وترقبه للاستمتاع بأغانيه التي تمثل الطرب والفن السعودي الأصيل.
وبحسب بيان لوزارة الثقافة، فإن المشاركة السعودية في المهرجان التي يمثلها ثلاث هيئات ثقافية، هي هيئة الموسيقى، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة التراث، تعكس في مجملها حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها تحت مظلة رؤية السعودية 2030، إضافة إلى إبراز الفن والتراث والثقافة السعودية، وغرس صورة إيجابية وفريدة عنها في الأذهان.

فرق نسائية للمرة الأولى
تشارك الشعبان الشقيقان الفرح، في ليلة موسيقية لفرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، عاشها زوار بوليفارد العبدلي بقلب العاصمة الأردنية عمان، ضمن فعاليات مهرجان جرش.
وقدمت الفرقة والكورال خلالها باقة من الأغاني الوطنية، وأخرى منوعة تخللتها فقرات موسيقية فردية، فيما شاركت فرق أدائية رجالية ونسائية في الحفلة، وقدمت فنون السامري، والخطوة، والخبيتي، والينبعاوي.
كانت هذه هي المشاركة الثانية للمملكة في مهرجان جرش، لكنها الأوسع والأكثر اكتمالا، ظهرت فيها فرق أدائية نسائية سعودية للمرة الأولى، فرقة من المنطقة الشرقية وثانية من عسير، أدت فنونها بحضور نايف بن بندر السديري سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، وسلطان البازعي رئيس الوفد السعودي المشارك، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية.
وحول هذه المشاركة الأولى في تاريخ المملكة، أكدت مدربة الفرقة الشعبية الشرقاوية مستورة المبروك، أن الفرق بين أداء الفنون الأدائية للرجال والنساء يكمن في الزي، ومسكة الشيلة، وحتى بعض الحركات الإيقاعية، وأضافت بأن فرقتها تتكون من 12 عضوة، في تجربة أولى لهن في مهرجان دولي.
في حين أماطت اللثام رئيسة فرقة الخطوة النسائية عفاف مشهور عن فرقتها المكونة أيضا من 12 عضوة، يربطهن حب الموسيقى والتراث، والفخر بالوطن وفنونه وتراثه العريق، وقالت إن الفرقة تكونت في وقت قياسي وجيز لا يتجاوز 24 ساعة، في تجربة ممتعة وجديدة لهن.

حكايا وأساطير سعودية
مرويات التاريخ، وقصص التراث والأساطير، وحكايا الشجاعة والوفاء، حضرت في المشاركة السعودية من خلال الراويين المعروفين محمد الشرهان ونواف الهويمل.
ويستذكر الراويان حقبا زمنية متعددة من تاريخ الدولة السعودية، وجوانب من الحياة الاجتماعية قديما، وقصص الأمثال الشعبية، تكشف في مجملها تراثا ممتدا لمرويات تتناقل جيلا بعد جيل، في فعالية جاءت بإعداد ودعوة من هيئة المسرح والفنون الأدائية.
وبين الهويمل أنه انطلق في عالم أداء الحكايات 2013 من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ثم تنقل بين الإذاعة والتلفزيون، مبينا أن الحضور الجماهيري الكبير من زوار مهرجان جرش "أطربه"، فهو مشجع ويحفز على تقديم أفضل ما لدى الراوي من قصص وحكايات.
ويتسم هذا الفن بقدرة الراوي على الأداء وإيصال القصة بشكل جذاب، ويقدم الهويمل والشرهان قصصا شعبية وأحداث ومواقف وحكايات سجلتها الكتب والمراجع التاريخية، أو متواترة شفهيا من الأجداد والآباء، ويحرصون بدورهم على نقلها إلى الأجيال الجديدة بأساليب جذابة، لتعلق في ذاكرتهم.
وقدم الراوي نصائحه للشباب الذين يرغبون في دخول هذا المجال وتعلم فن الأداء وإلقاء القصص بمتابعة الفيديوهات التعليمية، والتعرف على الرواة ومجالستهم، ونهل القصص من الكتب وكبار السن، مع إثراء حصيلتهم دوريا بالمفردات، ثم محاولة ابتكار أسلوب خاص للراوي، يتميز به عن غيره من الرواة.

جناح للحرفيين
الحرفيون حضروا في "جرش" بدعوة من هيئة التراث، حيث يقدم ثمانية حرفيين الإرث والحرف اليدوية، مثل السدو، والقط العسيري، وصناعة المشالح، والمشغولات النخيلية، والفخاريات، وغيرها من الحرف التي نالت إعجاب هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية، وعلقت خلال زيارتها الجناح السعودي في مهرجان جرش حول أهمية هذه الحرف في صون التراث المشترك بين الشعوب، وحمايتها من الضياع والاندثار.
ولم يغب عام الشعر العربي عن الجناح السعودي المشارك، أحد أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية، إذ احتفى بماضيه العريق وحاضره الحي، اعتزازا بقيمته ومكانته.
في الجناح معرض مصور يسلط الضوء على مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو، وفي محيطها فرق أدائية تؤدي أهم الفنون التراثية بمختلف إيقاعاتها، تجسد تنوع وثراء التراث والفنون السعودية، حيث قدمت من منطقة تبوك فن الدحة، الفن الأدائي غير الإيقاعي، الذي كان يمارس قديما لإخافة الأعداء من خلال إصدار صوت الهدير المشابه لأصوات الإبل، واليوم أصبح هذا الفن للمسامرة في المساء ومناسبات الأفراح، كما قدمت فن الرفيحي المنتشر شمال المملكة، وفن الخطوة المقبل من مناطق جنوب المملكة، ويتسم بأداء حركي يميزه عن بقية الفنون.
كما قدمت الفرق فن الينبعاوي، وهو عبارة عن فن موسيقي طربي شرقي أصيل يعتمد على الرتم السريع في ألحانه، يتميز به أهل ينبع على ساحل البحر الأحمر، إضافة إلى فن السامري النجدي، المعتمد على الدفوف والقصائد الشعرية والأداء الحركي، ويمثل أفراد الفرقة فيه لوحة من أجمل اللوحات الأدائية، وأخيرا فن الخبيتي الأصيل، الذي يمتلك حضورا طاغيا في الأعراس والمهرجانات، شارك الجمهور الأردني صورا ولقطات على منصات التواصل الاجتماعي لها ولمجمل المشاركة السعودية في أبعادها الموسيقية والتراثية والفنية.

سمات

الأكثر قراءة