«تمبولسلوكو» .. قرية إندونيسية تغرق تحت البحر

«تمبولسلوكو» .. قرية إندونيسية تغرق تحت البحر

في إندونيسيا، أصبحت حقول الأرز الخصبة في قرية تمبولسلوكو مجرد شبكة من الممرات الحجرية على سطح المياه التي اجتاحتها، في مثال على الكارثة التي قد يتسبب فيها تغير المناخ في المجتمعات الساحلية. ما زال أكثر من 200 شخص يعيشون في هذه المنطقة الساحلية من جزيرة جاوة رغم أن حياتهم تغيرت بشكل كبير بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر وتآكل السواحل والاستخراج المفرط للمياه الجوفية، ما تسبب في حالة التسيل.
كما أن إزالة أشجار المانجروف من أجل إنشاء برك صيد في التسعينيات جعلت الساحل أكثر عرضة للفيضانات.
يتأمل سولكان وهو مدرس إندونيسي صورا قديمة. يستذكر مجموعة من التلاميذ المبتسمين الواقفين على طريق اختفى الآن تحت المياه العكرة.
يقول هذا الرجل الذي مثل عديد من الإندونيسيين يحمل اسما واحدا فقط، "لم تعد إلا مجرد ذكريات".
ويؤكد ديني نوجروهو سوجيانتو، الأستاذ في جامعة ديبونيجورو، أن المياه غطت مسافة خمسة كيلومترات في الداخل حول تمبولسلوكو ومنطقة ديماك المحيطة. وبحسب الدراسات العلمية، فإن المنطقة المحيطة بتمبولسلوكو تغرق بمعدل 20 سنتيمترا سنويا، وفق سوجيانتو، أي ضعف المعدل المسجل في 2010.
ويضيف الباحث "هذا أعلى معدل تسيل تسجله المنطقة على الإطلاق" مشيرا إلى أن "كارثة بطيئة" في طور الحدوث. يعد القرويون الذي يعيشون على الساحل الجاوي الضحايا الأوائل لحالة الطوارئ المناخية وفقا للباحثين الذين يقدرون أن جزءا كبيرا من مدينة جاكرتا مهدد بالغرق بحلول 2050.
في تمبولسلوكو، رفع السكان الأرضية الخشبية لمنازلهم بالتربة لإبقائها جافة مع اشتداد حدة الفيضانات. وأجبر سولكان على نقل روضة الأطفال التي يملكها إلى موقع أكثر ارتفاعا. يقول سولارسو (54 عاما) إنه منذ 2018، رفع أرضية منزله ثلاث مرات، بمجموع 1.5 متر، وكلفه ذلك نحو 22 مليون روبية "1451 دولارا أمريكيا". ويضيف هذا الصياد لـ"الفرنسية"، "بالنسبة إلي، لا مستقبل. هذه القرية ستختفي في أقل من خمسة أعوام. لا يمكننا البناء، ولا يمكننا القيام بأي شيء".
وتغمر المياه أرضية منزله عند ارتفاع المد. وهو يقول إنه يخشى أن تؤدي موجة أكثر عنفا إلى تدمير منزله.

سمات

الأكثر قراءة