البحر الأسود ميدان جديد للمعركة .. موسكو وكييف تهددان باستهداف السفن
أكدت أوكرانيا، أمس، أنها ستعد أي سفينة في البحر الأسود متجهة إلى موانئ روسية أو إلى أراض أوكرانية تسيطر عليها روسيا، "سفنا عسكرية" محتملة، وذلك غداة قرار مماثل اتخذته موسكو بشأن السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إن "جميع السفن المبحرة في مياه البحر الأسود في اتجاه الموانئ الروسية والموانئ الأوكرانية الواقعة على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا مؤقتا، قد تعد أنها تحمل بضائع عسكرية مع جميع الأخطار المرتبطة بذلك".
كذلك، "منعت" الوزارة الإبحار في المنطقة الشمالية الشرقية من البحر الأسود ومضيق كيرتش قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
ويأتي هذا التحذير بعد تحذير مماثل وجهته روسيا أمس الأول قائلة إنها ستتعامل مع السفن المتجهة الى الموانىء الأوكرانية في البحر الأسود بوصفها "تنقل شحنات عسكرية محتملة".
وتعرض الأسطول الأوكراني لتدمير شبه كامل جراء القصف الروسي، لكن كييف هاجمت مرارا سفنا روسية في البحر الأسود باستخدام مسيرات بحرية. وأعلن الجيش الأوكراني أيضا أنه أغرق في 2022 الطراد الروسي موفسكا بواسطة صواريخ مضادة للسفن.
ومن جانب آخر، أعنلت وزارة الدفاع الروسية، أمس، مواصلة الهجمات على أوكرانيا، مستهدفة ميناءي أوديسا وميكولايف على البحر الأسود عقب أيام من انهيار اتفاق يسهل تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وشهد جنوب أوكرانيا ضربات روسية استهدفت أوديسا، الميناء الكبير على البحر الأسود، لليلة الثالثة على التوالي من الهجمات منذ انتهاء العمل باتفاق مهم لامدادات العالم بالمواد الغذائية.
وقتل مدنيان على الأقل في هذا القصف على أوديسا وميكولاييف الواقعة أيضا في جنوب أوكرانيا كما أعلنت السلطات المحلية التي بثت صورا تظهر مبان مشتعلة وواجهات مدمرة.
في أوديسا، عثر على جثة حارس مبنى "تحت الأنقاض" بعد ضربة دمرت "مبنى إداريا" في الوسط وألحقت أضرارا بعدة مبان سكنية بحسب ما أفاد أوليج كيبر حاكم المنطقة، مشيرا إلى تعرض قنصلية الصين أيضا "لأضرار" في الهجوم.
في ميكولاييف "تضررت خمسة مبان سكنية" كما قال أولكسندر سيينكيفيتش رئيس البلدية فيما أوضح مساعده أناتولي بيتروف أنه تم العثور على جثة. أوقعت هذه الضربات أكثر من 20 جريحا بحسب مختلف محصلات السلطات المحلية.
وعلق سيرجي كروك رئيس جهاز الأوضاع الطارئة الأوكراني "ليلة جحيم لشعبنا" فيما قال سلاح الجو الأوكراني ان موسكو أطلقت إجمالي 38 صاروخا ومسيرة على هاتين البلدتين.
وكتب أوليج كيبر على تيليجرام "لسوء الحظ ، لم يكن من الممكن اعتراض كل الصواريخ خاصة صواريخ Kh-22 وOnyx الفرط صوتية التي يصعب تدميرها".
واستخدمت هذه الصواريخ التي نادرا ما تطلقها موسكو، خلال الهجوم الروسي الذي استهدف ليل الثلاثاء الأربعاء مخازن الحبوب والبنية التحتية للموانئ في أوديسا وتشورنومورسك فدمر الصوامع وأتلف خصوصا 60 ألف طن من الحبوب.
وقال الحاكم المحلي سيرجي أكسيونوف على تيليجرام إنه في الشمال الغربي من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو "تضررت أربعة مبان إدارية" من هجمات المسيرات الأوكرانية. وأضاف أن "فتاة قتلت" في هذا الهجوم.
ولا يزال الحريق الذي اندلع الأربعاء في ميدان عسكري بشرق القرم وأدى إلى إجلاء أكثر من ألفي شخص، مشتعلا. وقالت السلطات المحلية على تيليجرام إن وتيرة الانفجارات التي قد تكون ناجمة عن احتراق مخزونات ذخائر، "تراجعت بشكل كبير".
لم تعلن كييف مسؤوليتها لكنها تقصف بانتظام حاميات أو مخازن أعتدة روسية خلف خطوط الجبهة وصولا حتى شبه جزيرة القرم.
وأكد الجيش الروسي أنه قصف في أوديسا مواقع لانتاج وتخزين مسيرات بحرية.
وكان الجيش الروسي أعلن الأربعاء أنه لم يقصف سوى "مواقع صناعية عسكرية وبنى تحتية للوقود ومخازن ذخيرة تابعة للجيش الأوكراني".
وبعد انسحابها من الاتفاق الذي كان يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية، هددت موسكو السفن التي تتجه نحو الموانىء الأوكرانية مؤكدة أن "كل السفن المبحرة في مياه البحر الاسود في اتجاه الموانئ الأوكرانية ستعد سفنا تنقل شحنات عسكرية محتملة"، مضيفة أن "الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها ستعد أطرافا في النزاع".
وقالت واشنطن إن "الجيش الروسي قد يوسع دائرة استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية لتشمل هجمات ضد سفن الشحن المدنية" و"من ثم اتهام أوكرانيا بشن هذه الهجمات".
وعلى خط الجبهة، تتركز المعارك في شرق أوكرانيا حيث يتواجه الجيشان. وقرب كوبيانسك بشمال شرق البلاد، أكدت روسيا أنها تقدمت مسافة كيلومتر.
وبحسب مستشار الرئاسة الأوكرانية فإن كييف تحتاج من 200 إلى 300 مركبة مدرعة إضافية، خصوصا دبابات، وما بين 60 و80 طائرة من طراز إف-16" ومن "خمس إلى عشر منظومات إضافية للدفاع الجوي" من طراز "باتريوت" الأمريكي أو ما يعادلها من طراز سامب / تي SAMP/T الفرنسي.
وأعلن البنتاجون خطة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار دولار تشمل منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة ومعدات أخرى.