"نعم" لكل شيء .. هنيئا تم استبعادك من الترقية
يعد قول "لا" للناس من أهم المهارات التي يمكنك تطويرها.
يمكنك تحقيق أشياء عظيمة إذا كنت تعرفين كيف تقولين لا.
إرضاء الناس دافعه الخوف، وليس الفضيلة.
تأتي كل هذه النصائح من ثلاثة من الكتب حول كيفية قول لا، التي تدفقت من صناعة نشر من الواضح أنها غير قادرة على قول أي شيء سوى نعم لهذه الفكرة لعقود.
صدر كتاب (لا تقل نعم عندما تريد أن تقول لا) في 1975. وفي الـ15 شهرا الماضية وحدها، انضم إليه (القوة خلف قول لا)، (100 طريقة لقول لا)، (السعادة الكامنة خلف قول لا)، (قل لا وحرر نفسك).
قد تعتقد أننا ربما نكون قد تغلبنا على المشكلة الآن. حقيقة أنه لم يتبادر إلى ذهني الأسبوع الماضي، حين كنت أفكر في بداية واحدة من أخطر اللحظات لإرضاء الناس: الصيف.
يشكل العمل خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) خطرا مستمرا يتمثل في مطالبتك بملء وظائف الزملاء الغائبين والقيام بعمل لا يلاحظه الرؤساء الغائبون على حد سواء.
في هذا العام، نظرا لتفاقم التجارب الرتيبة لحياة العمل بسبب مصائب تكاليف المعيشة، يبدو فهم العجز المستمر عن قول لا أكثر أهمية.
العدد الهائل من الكتب القاسية حول هذا الموضوع لا يساعد. يقوم كثيرون بشكل معقول بتحديد عواقب الاستعداد الشديد لقول نعم – الإرهاق، والاستياء، والإنهاك وما إلى ذلك.
لكنهم يكافحون لتحديد سبب المعضلة: المؤسسات التي تتم إدارتها بشكل سيئ، التي لا تعرف من يقوم بماذا ولا تعترف رسميا بالعمل الذي يعد أمرا مهما، لكنه غير مرئي في الغالب.
بعبارة أخرى، يلومون الأفراد على مشكلة سببها إلى حد كبير الأنظمة المؤسسية.
تقدم بعض الكتب إرشادات مفيدة حول كيفية أن تكون أكثر حزما، أو مراوغة، بشأن قول لا. يقولون وهم على حق إن كثيرين منا يقلقون بلا داع بشأن خذلان الآخرين، بينما يقدر عدد قليل جدا الضرر الناجم عن كونك معروفا لكونك خانعا لإدمان العمل.
لن أنسى أبدا سماع أحد كبار المسؤولين التنفيذيين من شركة كبيرة يوضح أن البحث الداخلي عن أشخاص للترقية قد أدى على الفور إلى استبعاد أي شخص يعمل قسريا خلال الأمسيات، أو عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات. من الواضح أن هؤلاء الأشخاص لا يعرفون كيفية تحديد الأولويات أو العمل بفعالية، كما أخبرني المدير التنفيذي، فلماذا يجب أن نرقيهم؟
لقد رأيت رجالا يقعون في هذا الفخ. لكنني أتذكر أيضا المظهر المهزوز لزميل يعمل في الوظيفة نفسها، والذي رأى يوما ما تقويمي عبر الإنترنت على جهاز الحاسوب الخاص بي. "ما كل هذا؟" ضحك وهو يحدق في جميع المواعيد، والاجتماعات وكثرة الملاحظات التي تذكره بالمهام كل أسبوع. وتبين أن تقويمه كان فارغا تقريبا، مقارنة بتقويمي.
لم يكن وحيدا، الأغلبية الساحقة من العمل المجحود، وغير المرئي، الذي يستنزف الوقت والأولويات المهنية تقوم به النساء.
إذا كنت لا تصدقني، أقترح عليك أن تقرأ كتابا ممتازا عن قول لا، والذي صدر العام الماضي بعنوان (نادي الـ لا).
تم تأليفه من قبل أربع أكاديميات أدركن أنهن وغيرهن من أمثالهن يغرقن في المهام غير القابلة للترقية: التوجيه، والتدريب، وتنظيم الجداول الزمنية، وتدوين الملاحظات، أو العمل في لجان لاختيار شركة سفر جديدة.
لقد وجدن مرارا أدلة بحثية على أنه يطلب من النساء القيام بهذا العمل أكثر من الرجال، وكن أكثر استعدادا للموافقة على القيام به.
بعبارة أخرى، هناك توقع جماعي بأن تقوم النساء بمزيد من العمل الذي لا يصل أبدا إلى البيانات الصحافية أو التحديثات الأسبوعية للمؤسسة.
كانت القصة نفسها، سواء عملت النساء في محال السوبر ماركت، أو خطوط أمن المطارات أو شركات المحاماة. في إحدى شركات الخدمات المهنية الكبرى، وجدت المؤلفات أن المرأة العاملة المتوسطة كانت تقضي نحو 200 ساعة في العام – أي نحو شهر كامل – أكثر من الرجل العامل المتوسط على عمل غير قابل للترقية.
كان للنتائج، التي توصلن إليها تأثير، حيث توصلت بعض المنظمات إلى طرق لتوعية الموظفين بالفجوة بين الجنسين في المهام غير القابلة للترقية وتوزيع مثل هذا العمل بشكل عادل.
يجب أن يتبعهم الكثير. ليس أنه أمر أكثر إنصافا فحسب، بل من الأفضل لشركة ما أن تستغل وقت عمالها بشكل جيد، بدلا من إثقال مجموعة واحدة بكثير من الكدح المجهد حتى ينتهي بهم الأمر إلى قول نعم أملا في وظيفة أفضل.