الشعور البغيض خلف البريد الإلكتروني المرسل بالخطأ

الشعور البغيض خلف البريد الإلكتروني المرسل بالخطأ

على حد علمي، لا توجد كلمة تصف كتابة بريد إلكتروني إلى صديق ما عن زميل عمل تمقته ثم إرسالها إلى الزميل مباشرة بدلا من صديقك.
لا تصف كلمة "بلاهة" الفعل تماما. "سوء الحظ" أقرب إلى المعنى، كالفكرة التي تواتيني كلما سمعت بحادثة مثل هذه: كان من الممكن أن يحدث لي ذلك ببساطة.
البريد الإلكتروني المرسل بالخطأ هو أحد الأخطاء الطائشة الكارثية في المكتب، كما أنه شائع بشكل ملحوظ.
أرسل نحو 40 في المائة من الموظفين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أخيرا بريدا إلكترونيا للشخص الخاطئ، كما أظهر تصويت العام الماضي، وزعم 20 في المائة بشكل مفاجئ أنهم قد فقدوا وظائفهم نتيجة لذلك.
كتبت كثير من الموضوعات عما عليك فعله في الحال المريع لإرسال بريد إلكتروني بالخطأ. اضغط "تراجع" إن كان ممكنا، أو اعترف حالا إذا لم تستطع التراجع. اعتذر بإسراف لأي شخص شوهت سمعته أو ذممته أو أخزيته.
لم يول اهتمام كبير بأولئك الذين على الطرف الآخر من الخطأ "الطرف المستلم"، وهو أمر مؤسف نظرا إلى أنه من الواضح أن هذه الاستجابات تمثل اختبارا مثيرا للاهتمام للشخصية في الرتابة المعتادة في المكاتب الحديثة.
ذكرني بهذا عندما أرتني إحدى الصديقات منذ بضعة أيام سلسلة مذهلة من رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلت إليها بالخطأ.
أظهرت الرسائل شخصا في السلسلة عدها مبتدئة غير مهمة في العشرينيات من عمرها. في الحقيقة، إنها خبيرة في الثلاثينيات من العمر قد عملت بنجاح بالغ في مجالها في الوطن وفي الخارج لما يقارب 15 عاما.
لا أظن أن أي شخص في موقفها كان سيرد بلطف كما فعلت. بدلا من الكشف عن الخطأ التعيس بطريقة تعرض وظيفة المرسل للخطر، أرسلت ردا لتصحيح السجل والتأكد من أنه لم يحدث أي ضرر جسيم.
من المؤكد أن هذا كان باعثا للراحة للمرسل، الذي وقع في الفخ الذي تفاديته بصعوبة. لقد كتبت اسم صديق لي في حقل "إرسال" للتأكد من تهجئته، ثم لم تحذفه.
تحدث أخطاء مثل هذه بسبب الطريقة التي تكمل فيها الحواسيب تلقائيا كتابة أسماء الأشخاص الذين تظن أنك تريد مراسلتهم.
عندما كنت مراسلة الفضاء في "فاينانشيال تايمز"، لقد أخذ مني عدم إرسال بريد إلكتروني بالخطأ لتيم كلارك، رئيس الخطوط الجوية الإماراتية، في كل مرة أردت فيها إرسال رسالة قصيرة لأخي الصغير، تيم، مجهودا كبيرا.
من الممكن أن يكون البريد الإلكتروني المرسل بالخطأ تهديدا أكثر خطرا بالطبع.
لطالما أردت أن أعرف ما هو الشيء في الدماغ البشري الذي يجعل كثيرا من الناس يرسلون رسائل مسيئة للشخص الذي يبغضونه بالخطأ.
خذ على سبيل المثال بيتر داتون، رئيس المعارضة في أستراليا. عندما كان وزير الهجرة في 2016، هم بإرسال رسالة إلى أحد الزملاء يشتكي فيها من محررة سياسية في صحيفة واصفا إياها "بالساحرة المجنونة"، ثم أرسلها إلى المحررة مباشرة.
لا أظن داتون يعلم لم حدث هذا لكن كان رد المستلم بديعا من جديد. أرسلت المحررة إلى داتون سريعا قائلة: "أتعلم يا صديقي، لقد أرسلت رسالة الساحرة المجنونة إلى الساحرة المجنونة نفسها".
كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ، حيث كان من الممكن أن تكون رئيسة داتون.
عملت مرة في صحيفة "سيدني"، حيث كان المحرر جون لايونز جالسا عند حاسوبه ذات يوم حينما ظهرت رسالة من مراسلة على شاشته.
ذكر فيها كلام فيما معناه، "يا إلهي إن لايونز لا يعلم ماذا يفعل".
كتب لايونز ردا يقول فيه، "ماذا فعل الآن؟".
ثم أتاه الرد، "لن تصدق ذلك".
فقال، "أخبريني".
انهل فيض من الرسائل الغاضبة من المراسلة سيئة الحظ حتى قال لايونز، بعد أحد التفاصيل الدقيقة الخاصة بأوجه قصوره، إنه عندما فكر بالأمر فعلا، وجد أنه متفهم للغاية ومنصفا.
سادت لحظة طويلة من الصمت من المراسلة ذات الحظ السيئ حيث كانت تدرك ما حدث. ثم كتبت، "يا إلهي".
لم تفقد وظيفتها. في الحقيقة، بقيت فيها أكثر من لايونز الذي حكى هذه القصة عند توديعه للصحيفة. أتذكر أنني ضحكت بقوة حتى خلت أن أحد ضلوعي قد ينكسر. الدرس واضح. إذا كنت سترسل بريدا إلكترونيا بالخطأ، فعليك أن تأمل أن يذهب إلى شخص لا يتأثر بسهولة، أو ذي روح طبية، أو ذي حس فكاهي ممتاز.

سمات

الأكثر قراءة