كنز الشركات الرياضية

تناولت قطاع الاستثمار الرياضي في الأندية من ناحيتين، الفرصة الاستثمارية للمكتتب، وتوليد وظائف جديدة يقتضيها التحول إلى شركات مساهمة ثم شركات مدرجة، وبقي لدي في هذه المرحلة أهم نقطة من نقاط القوة التي ستتمتع بها الشركات المالكة للأندية، النقطة التي تشكل كنزا معلوماتيا يمكن تحويله إلى أرباح إذا تم استغلاله بالطريقة الصحيحة.
لدى هذه الشركات نبع لا ينضب من البيانات الثروة الحقيقية في هذا الزمن، الثروة التي رأينا كيف استفاد منها قطاعا الاتصالات والمصارف مثالا لا حصرا، حيث يمكن لمن يمتلك قاعدة كبيرة وثابتة من العملاء أن يستثمر بياناتهم بالطرق المشروعة والأساليب الذكية السليمة.
وكما يصعب على العميل تغيير مصرفه الأساس، وشركة اتصالاته التي اعتاد على خدماتها، سيكون أصعب على جماهير ومشجعي الأندية ترك ولاءاتهم، وفي الإجمال فإن من ينتقل من مصرفه أو شركة اتصالاته وفي هذه الحالة من ناديه سيذهب عادة إلى منافس آخر في القطاع نفسه، لكن بياناته ستبقى عند الطرفين.
إذا استعانت شركات الأندية الرياضية بالمحترفين الحقيقيين في التسويق والاتصال المؤسسي فإنهم سيساعدونها على استخدام التسويق الذكي، أي استثمار البيانات اليومية ذات الصلة بالجهود التسويقية للشركة، وبمجرد جمع هذه البيانات، يمكن تحليلها واستخدامها لاتخاذ قرارات تتعلق بالمنتجات والخدمات والعلامة التجارية، نعم ستصبح العلامة التجارية أحد أهم الأصول لدى هذه الشركات وتنمية قيمتها وتأثيرها يحتاج إلى معرفة كل ما يتعلق بسلوكيات المنافسين ومنتجاتهم واتجاهات المستهلكين، الجماهير في هذه الحالة، وفرص السوق.
ليس هذا فقط، ستحتاج الشركات الرياضية إلى مختصين في تقنية التسويق، المعروفة باسم MarTech، وهي مجموعة من البرامج والأدوات التي تساعد على تحقيق أهداف التسويق التي أصبحت عنصرا أساسا في حملات التسويق الرقمي، ويمكن استخدامها أيضا لتحسين جهود التسويق عبر أي قناة تسويقية.
ويبقى السؤال ما هي البيانات المقصودة، وما تلك المستهدفة مع التحول إلى كيانات استثمارية، هناك العضويات المعروفة، وهناك المتابعون المعروفون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتعين أيضا أن يكون هناك وسائل ابتكارية لصنع قاعدة عملاء عبر تحويل الأعضاء والجماهير في المدرجات بموافقتهم إلى بيانات تشكل رأسمالا مهما يضاف إلى رأس المال النقدي وإلى أصول الشركة.
في هذه المرحلة سننتظر إنهاء الشركات ملفاتها الرسمية والقانونية لهذا التحول، ثم سنراقب أداءها وتطورها وتفكيرها الإداري والتسويقي، ثم سيصبح المجال أوسع لمناقشة هذا الأداء، وللمستثمرين والباحثين عن فرص جديدة ستكون الصورة أوضح لاتخاذ القرار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي