قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

وثائق العتيقي

ينتهج المؤلف في هذا الكتاب نهجا شموليا نحو التعاطي مع الوثيقة، على أنها قطعة من حياة المجتمع الذي تمثله، فينقل القارئ عبر الكلمات ليكون شاهدا مباشرا عليها ومعايشا لأحداثها، وذلك من خلال عرض السياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي المحيط بها، حتى يمكن فهمها على الوجه الصحيح، واستنباط ما فيها من فوائد... وعـبـر. تلعب الوثيقة دورا محوريا في ذلك السياق، وتكشف عن ستار فيه كان مغلقا، فتمكن القارئ من استلهام مضامينها ومدلولاتها، فهي إما أن تضيف معلومة جديدة، تسهـل فهمنا للحدث، وإما تصحح مفهوما خاطئا، أو توضح ما كان غامضا، يشمل ذلك الأبعاد الجغرافية، والسياسية، والاجتماعية، وما إلى ذلك. وفوق ذلك فإن التنوع الجغرافي الذي توزعت عليه أحداث وثائق العتيقي، يجعلها بمنزلة محطات توقف، وعلامات استرشاد، من شأنها أن تعيد صياغة التاريخ في المسار المحيط بها. يمتاز الكتاب بأنه عرض، إضافة إلى الوثائق المعنونة، عشرات المواد الوثائقية المساندة من مخطوطات، وأشكال وصور توضيحية، وخرائط، على مدى أكثر من 300 صفحة، تشمل فترة تاريخية تزيد على خمسة قرون، وتتوزع على مساحة جغرافية تشمل سائر مناطق الجزيرة العربية وما جاورها من دول، ما يثري الحصيلة المعرفية للمكتبة العربية، خاصة للمهتمين بتاريخ نجد، والكويت، والأحساء، وجنوب العراق.

توني موريسون

من مقدمة الكتاب: لم تكن توني موريسون "التي غادرت عالمنا في الخامس من شهر آب 2019" محض كاتبة أو روائية ذات خصوصية عرقية - باعتبارها أيقونة الكاتبات السود - فحسب، بل كانت امرأة شجاعة حفلت حياتها بكل صنوف المجالدة والممانعة التي يمكن أن تميز امرأة ذات عزيمة فولاذية أرادت رؤية حلمها متحققا على أرض الواقع، فضلا عن أنها كانت عنصرا فاعلا في حقل الدراسات الجندرية والعرقية والمباحث الخاصة بسياسات الهوية والجماعات المهمشة والمتمايزة، لا على الصعيد الأمريكي فحسب بل على المستوى العالمي بأكمله. توجت مقدرة توني موريسون الروائية والثقافية بحصولها المستحق على جائزة نوبل للأدب في 1993، كما قلدها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسام الحرية الأمريكي "وهو أعلى تقدير يمكن أن يحصل عليه فرد من الأمريكيين من غير العسكريين"، وتعد بين أعظم الروائيين الأمريكيين، كما يرى كثير من النقاد الأدبيين أن روايتها "محبوبة" واحدة من أفضل الروايات الأمريكية التي كتبت في الربع الأخير من القرن الـ20. ولدت توني موريسون ونشأت في منطقة الغرب الأوسط الأمريكي وسط عائلة تكن حبا لا حدود له لثقافة السود، وقد شكلت القصص المروية شفهيا مع الأغاني والحكايات الفولكلورية المعين الثري الذي نهلت منه موريسون معظم خبرتها الطفولية.

ولادة ثانية

كل امرئ له غموضه، تكتب سوزان سونتاج في يومياتها. ونحن نتحرى غموضها في هذه اليوميات التي بدأت كتابتها في عمر الـ15، مسجلة أجزاء من الاعتراف العظيم، على حد عبارة جوته الشهيرة. يوميات، كتبت فقط لنفسها، وعلى نحو متواصل، منذ فترة مراهقتها المبكرة حتى آخر أعوام حياتها... لم تسمح بنشر سطر منها، كما لم تقرأ منها، بخلاف بعض كتاب اليوميات، إلى أصدقائها، حتى المقربين منهم، كما كتب محرر هذه اليوميات وابن الكاتبة ديفيد ريف في مقدمته لليوميات، الذي نشر مختارات منها في كتاب صدر تحت عنوان "ولادة ثانية"، وهو الجزء الأول من ثلاثية ستصدر تباعا، ويتناول في هذا الجزء اليوميات المبكرة، بين 1947 و1964. "ولادة ثانية"، صورة شخصية متعددة الألوان لواحدة من أعظم الكتاب والمفكرين الأمريكيين، تعج بفضول سونتاج النهم وظمئها للحياة. في هذه اليوميات، أو الاعترافات "العظيمة"، نراقب بشغف تفتحها على الحياة، ونشاركها لقاءاتها مع الكتاب الذين أغنوا معارفها، وننشغل بتحديها العميق للكتابة نفسها. كل هذا، يترشح في تفاصيل لا تضاهى للحياة اليومية.

سمات

الأكثر قراءة