FINANCIAL TIMES

بنوك وول ستريت تعيد تشغيل ماكينة الديون غير المرغوبة

بنوك وول ستريت تعيد تشغيل ماكينة الديون غير المرغوبة

عملاء يصطفون خارج فرع بنك سيليكون فالي في ويلسلي، ماساتشوستس، في 13 آذار (مارس) الماضي. "جيتي"

تعمل وول ستريت ببطء على إعادة تشغيل ماكينة الديون غير المرغوبة. في الأشهر الأخيرة وافقت عدة بنوك على إقراض مليارات الدولارات لتمويل عمليات استحواذ بالرفع المالي من جانب كل من أبولو جلوبال، وإيليوت مانيجمنت، وبلاكستون، وفيريتاس كابيتال، وبذلك تكون وول ستريت قد عادت مرة أخرى إلى السوق التي ألحقت بها خسائر مؤلمة العام الماضي.
لقيت هذه الأخبار ترحيبا لدى شركات الأسهم الخاصة العملاقة التي تتربع على مئات المليارات من الدولارات غير المستثمرة وتبحث في الوقت نفسه عن خيارات تمويل جذابة، بعدما أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى التهام عائداتها.
يقول مصرفيون إنه على الرغم من الاضطرابات التي عصفت بالقطاع المصرفي هذا الربيع، فإن الضمان أصبح خيارا أكثر جاذبية مرة أخرى.
قال كريس بلوم، رئيس تمويل الشركات في بنك بي إن بي باريبا: "الضربة التي لحقت ببنك وادي السيليكون وكريدي سويس حدثت بالضبط عندما كنا مقبلين على الفرص الاستثمارية، الأمر الذي دفعنا للتأني، لكن بدأنا نرى عودة خيار القروض المشتركة".
تضررت إيرادات البنوك الاستثمارية بشدة من الانخفاض الحاد في إبرام صفقات الشركات والأسهم الخاصة، حين أدت توقعات اقتصادية قاتمة والأزمة المصرفية في الربيع إلى دفع عمليات الاندماج والاستحواذ إلى أدنى مستوى لها في عشرة أعوام خلال الربع الأول.
انخفضت رسوم ضمان السندات غير المرغوبة وقروض الرفع المالي - المستخدمة لتجميع عمليات الاستحواذ بالرافعة المالية - أكثر من 20 في المائة، مقارنة بمتوسط خمسة أعوام، وفقا لبيانات من مجموعة بورصة لندن للأسهم.
وتأمل البنوك الآن في الاستفادة من الارتفاع في أسواق السندات غير المرغوبة وقروض الرفع المالي هذا العام، وهي أسواق متعطشة للإصدارات الجديدة. وقد تحولت شركات الأسهم الخاصة إلى حد كبير إلى مقرضين مباشرين مثل أبولو، وبلاكستون كريديت، وإتش بي إس إنفيستمنت مانجيمنت لتمويل عمليات الاستحواذ الخاصة بها مع تراجع قيمة الأسواق العامة وإحجام البنوك عن الإقراض.
قالت لورين باسمادجيان، الرئيسة المشاركة للائتمان السائل في شركة كارلايل، التي تستثمر في القروض المشتركة: "بصفتنا مقرضين، كنا نقول للبنوك: نحن منفتحون على العمل، يمكنكم الانضمام إلى سوقنا"، مشيرة إلى أن بعض البنوك كانت "لا تزال مترددة في ضمان القروض". أضافت: "قد نرى البندول يتأرجح ذهابا وإيابا طوال العام عندما يبدو الوصول إلى سوقنا جيدا".
في الشهر الحالي، وافقت مجموعة من البنوك بقيادة جولدمان ساكس على إقراض 3.7 مليار دولار لشركة إيليوت وبعض شركاء الشركة الذين يدعمون الاستحواذ على شركة ساينيوس للرعاية الصحية. تفوقت حزمة التمويل المصرفي على اقتراح منافس من مقرضين من القطاع الخاص، وفقا لمصادر مطلعة.
يأتي هذا في أعقاب قرار بلاكستون مبادلة حزمة ديون تضمنت 2.6 مليار دولار من القروض الخاصة - وهي قروض من مقرضين غير مصرفيين لا يتداولون في الأسواق العامة - للاستثمار في وحدة تكنولوجيا المناخ في شركة إميرسون. وكانت هذه نكسة للمقرضين من القطاع الخاص، ومن بينهم سيكسث ستريت وجولدمان ساكس أسيت مانيجمنت وأبولو، لأن الأموال كان يجب أن تكون جاهزة في حال أكملت بلاكستون الصفقة كما كان مخططا لها في البداية.
أشارت المصادر إلى أن المقرضين من القطاع الخاص حصلوا على رسوم استراحة بعد خسارة الصفقة، التي تم تمويلها في النهاية بديون قدرها 5.5 مليار دولار، بما في ذلك قرض لأجل بقيمة 2.7 مليار دولار بفائدة أكثر ملاءمة بكثير.
ومن المقرر أيضا أن يتم تمويل استحواذ أبولو على أركونيك، الذي تم الإعلان عنه هذا الشهر، من قبل البنوك بما فيها جيه بي مورجان، قبل بيع القرض لمستثمرين آخرين.
في الغالب تدخلت البنوك في الصفقات عندما كان حجم الديون ومخاطر الائتمان منخفضين نسبيا، على الأقل وفقا لمعايير صناعة الأسهم الخاصة. وكانت هذه هي الحال بالنسبة لصفقتين حديثتين مولتهما البنوك: شراء سيلفر ليك لشركة كوالتريكس بقيمة 12.5 مليار دولار واستحواذ بلاكستون على شركة سيفينت لبرمجيات المناسبات بقيمة 4.6 مليار دولار.
تحمل صفقات السوق العامة فوائد كبيرة لمجموعات الأسهم الخاصة: في الأغلب ما تكون تكاليف الفائدة أقل ويمكنها في كثير من الأحيان أن تحصل على تعهدات أكثر ملاءمة مقارنة بالديون الخاصة. لكن على النقيض من الائتمان الخاص، تتضمن الصفقات آلية تسمح للبنوك برفع تكاليف اقتراض الشركة إذا تغيرت ظروف السوق. كما تقوم صناديق الائتمان الخاصة بتسويق نفسها على أنها قادرة على تنفيذ الصفقات بشكل أسرع.
جاء خروج البنوك من ضمان الديون الجديدة في أعقاب عمليات بيع جرت في السوق العام الماضي، أثارتها حرب روسيا وأوكرانيا واستمرار التضخم. ومع زيادة الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسرعة، عانت كل مؤسسة في وول ستريت تقريبا، بما في ذلك بانك أوف أمريكا وباركليز ومورجان ستانلي، خسائر في القروض التي وافقت على تقديمها لعملائها من شركات الأسهم الخاصة قبل أن تنخفض الأسواق.
كان تراكم تلك الصفقات، بما في ذلك قرض يبلغ 13 مليار دولار ا مول استحواذ إيلون ماسك على تويتر، قد دفع عديد من المقرضين إلى التوقف كليا عن الموافقة على قروض جديدة محفوفة بالمخاطر. وخسرت البنوك نحو 1.5 مليار دولار من ضمان حزمة ديون تمول استحواذ إليوت وفيستا إكويتي بارتنرز على شركة سيتريكس مقابل 16.5 مليار دولار.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES