Author

القهوة في «البوفيه»

|

تخيل قيام أحد المقاهي الجديدة بتخصيص جزء من واجهة الاستقبال لعمل "الساندويتش" تماما مثلما تفعل محال الوجبات الخفيفة المتعارف على تسميتها "بوفيه"، ماذا سيحدث له؟ تسويقيا وفي مجال الاتصال الترويجي سيزيد الانتباه، لكن ستنخفض الصورة الذهنية.
المشكلة الأخرى أنه لا يستطيع تقديم "ساندويتش" البيض المسلوق أو المقلي بريالين أو ثلاثة لأن ذلك سيزيد الامتعاض من أسعار القهوة وبقية المنتجات التي يجب أن نتفق أنها مرتفعة نسبيا إذا تحدثنا عن استهلاك صباحي يومي.
الآن تخيل الصورة المقابلة، محل "بوفيه" يقوم بإضافة ماكينة صغيرة لإعداد أنواع القهوة الأساسية وهي اثنان أو ثلاثة قبل طفرة المشاريب التي تنتهي أسماؤها غالبا بحروف "ينو" أو تبدأ بكلمة بارد "cold"، أو على الأقل يقدم القهوة السوداء من إبريق زجاجي ملحق بجهاز صغير بجودة معقولة وسعر بين أربعة وستة ريالات، ماذا سيحدث له؟ أحس أنه سيزيد أو يرفع الانتباه والصورة الذهنية معا.
لماذا أوحت لي جولات الصباح بذلك؟ أولا لأنني لمحت اتجاها جديدا وحميدا في ثلاثة أحياء حيث افتتحت أو أعيد تجديد محال للوجبات الخفيفة "البوفيه" مستواها أفضل من المعتاد، نظافة حقيقية، وعامل يرتدي القفازات، وكراس وطاولات معقولة ومرتبة، وبساطة وفعالية في التقديم والتنفيذ، وتقدم "الساندويتش" المعتاد بالسعر المعتاد أو ربما بزيادة ريال واحد أجده مستحقا، والشاي أو الشاي بالحليب و"النسكافيه".
انتبهت أن كثيرا من الزبائن يدخلون وفي أيديهم أكواب القهوة العادية من الشركات التي اشتهرت بجودة مقبولة وسعر معقول ليطلبوا إفطارهم، أي إن التكلفة الاجمالية تراوحت بين عشرة و12 ريالا لإشباع المعدة وصنع مزاج رائق لبدء اليوم.
ثانيا: إن صديقي المهندس يوسف المتعب المستشار غير المتفرغ في "منشآت" لتقديم المشورة للشباب عند بدء أعمالهم أو الشروع في توسعتها -وهي مبادرة مهمة من منشآت- أخبرني أنه يقول لهم دوما القاعدة العالمية الأساس في الأعمال: لكي تصنع المال إما أن تسد ثغرة، أو توجد حلا لمشكلة، أو تحقق قيمة مضافة، وأحسب أن الثلاثة ممكنة لأصحاب هذه المحال.
في الأدب والثقافة يقولون إن الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، وأحسب أن ذلك ينسحب على الأعمال الصغيرة، فقط عليك ألا تكتفي بالاستماع إلى ما يقولون، انهض باكرا وتمعن فيما يفعلون، أو فيما يفعل أغلب الناس، ستجد كثيرا من الطلب الكامن، وربما المستحدث.

إنشرها