تذكارات «كريدي سويس» تحقق مكاسب أفضل من أسهمه

تذكارات «كريدي سويس» تحقق مكاسب أفضل من أسهمه
واحدة من قبعات "كريدي سويس" الرائجة على مواقع إعادة البيع.

بينما كانت أسعار أسهم بنك كريدي سويس تحوم دون دولار واحد، كانت أسعار تذكاراته في عنان السماء. فعندما توقف البنك السويسري التاريخي وخرج من الوجود فعليا بين عشية وضحاها، تم وضع قبعات البيسبول وقبعات التزلج وغيرها من الأشياء التي تحمل شعاراته في مواقع المزادات، حيث استقطبت عروضا من المزايدين الهواة الراغبين في جمع قطع من تاريخ الأزياء والتاريخ المالي.
ظهرت قبعات "كريدي سويس" ذات الخطوط الحمراء والزرقاء والبيضاء المتماسكة كالمثلجات الصيفية على موقع إيباي ومواقع الموزعين السويسرية مثل Ricardo.ch. تم إدراج القبعات قديمة الطراز التي تشبه ملابس التزلج بأكثر من مائة دولار، وهي ظاهرة تناولتها لأول مرة وكالة "رويترز". وتم وضع قلادة ذهبية تحمل علامة البنك التجارية على موقع إيباي، بيعت في غضون ساعات مقابل 250 دولارا.
الرغبة في الملابس والإكسسوارات التي تحمل شارات الشركات القديمة تتنامى منذ أعوام. فلطالما حققت حقائب بنك "ليمان براذرز"، وقبعات بنك بير شتيرنز، ومثبتات الورق المزخرفة الخاصة ببيرنارد مادوف الخبير المالي المحتال، أسعارا مرتفعة على مواقع إعادة البيع، حيث أصبح أبناء جيل الألفية المولعون بالعلامات التجارية فئة ديموغرافية مهيمنة في مجال التمويل.
يذخر تاريخ وول ستريت بحالات الصعود المذهلة، وكذلك حالات السقوط التي تحبس الأنفاس. الانهيارات تصبح نوعا من الأساطير، والتذكارات تحكي قصصا. يمكن لمرتدي قبعات "كريدي سويس" أن يشيروا إلى أن لديهم شيئا من تاريخ الكوارث المالية وشعورا متطورا للغاية بالتهكم والفكاهة. "رغم أنه في وقت الانهيارات المصرفية قد لا يرى كثيرون الجانب المضحك".
يقول دارين جوليان، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة جوليان للمزادات في "بيفرلي هيلز"، المتخصصة في التذكارات الترفيهية "ما لا قيمة له بالنسبة إلى شخص هو كنز بالنسبة إلى آخر، وما يجعل المنتجات خاصة بهواة جمع التذكارات ليس دائما علما معروفا". ويضيف "السوق ليست فقط مليئة بالمعجبين أو الأشخاص الراغبين في الحصول على شيء ما لأنهم يحبون الشركة، بل أيضا بالمستثمرين. يمكن للعلامات التجارية الفاشلة أو الأشياء المرتبطة بالمآسي أن تشتهر بسرعة عن طريق الظهور في الأخبار، وهذا غالبا ما يؤدي إلى إنشاء قاعدة جماهيرية جديدة لهواة الجمع الذين يبحثون عن الكنز التالي المنشود".
في الأعوام الأخيرة، عانى بنك كريدي سويس عددا من الفضائح، وبعض عمليات المخاطرة المذهلة والمبتكرة التي كلفته مليارات الدولارات. وأخذ بنك وادي السيليكون، الذي قدم طلبا للحماية من الإفلاس الأسبوع الماضي، على حين غرة عندما تسببت أسعار الفائدة المرتفعة في خسارة استثمارات الدخل الثابت طويلة الأجل قيمتها، ما أرعب المودعين وأدى إلى تهافتهم على البنك لسحب ودائعهم. وهز الخوف من مزيد من الانهيارات المصرفية القطاع وساعد على تحفيز الاستحواذ على "كريدي سويس".
الشعبية المتزايدة لمنتجات الشركات المنهارة ساعدتها وحرضتها حسابات "الميم" الشهيرة مثل "ليتكويديتي" و"آربتراج آندي". فكلاهما ينشئ الميمات التي تسخر من الثقافة المالية، وتبيع البضائع للمعجبين للمشاركة في النكتة.
وفقا لمسؤول عن حساب "ليتكويديتي"، "الأمر يتعلق بارتداء شيء مضحك والتعبير عن الرأي (...) لقد تحدثت مع أشخاص في الخمسينات والستينات من أعمارهم يقولون "نحب منتجات بير شتيرنز أو دريكسل لأننا عملنا هناك في يوم من الأيام، وهذا يعيد ذكريات جميلة (...) أو ربما ليست كذلك، لكنه كان بالتأكيد وقتا ممتعا".
أطلقت شركة ليتكوديتي منتجات "ديبيت سويس" في أعقاب كارثة آرتشيجوز، عندما خسر "كريدي سويس" مليارات. وارتفعت مبيعات هذه الأشياء بشكل حاد، التي تشمل ديبيت سويس داد هات "قبعة ديبيت سويس للآباء" مقابل 35 دولارا في الأيام القليلة الماضية حيث سيطر البنك على العناوين الرئيسة.
يقول مؤسس "ليتكويديتي"، "عندما تكون هناك أخبار كبيرة جدا في السوق، يسارع الناس لشرائها، لأنها ذات صلة وجديدة. قبل ذلك مباشرة كان بنك وادي السيليكون الذي شهدت منتجاته ارتفاعا كبيرا في المبيعات أيضا. وكان ذلك إخفاقا مذهلا، فقد تحول من بنك متخصص إلى اسم سائد يعرف عنه الجميع".
بالنسبة إلى أولئك الذين لا يعملون في الصناعة المصرفية، أو لا يمكنهم التعامل مع الفكاهة المالية السوداء، هناك طبقة أزياء إضافية لكل هذا. أرباح الشركات، سواء أكانت حقيقية أم مزيفة، كانت في دائرة الضوء الخاصة بالموضة منذ عام 2015، عندما أنتجت شركة فيتمنت "تي شيرت" لشركة دي إتش إل سعره 185 جنيها استرلينيا انتشر بسرعة عبر الإنترنت "بدأ الرئيس التنفيذي لمجموعة البريد السريع أيضا يرتدي قميصا منها". وابتكرت آنيا هندمارش حقائب وأحذية كيلوج التي تحمل علامة الحبوب التجارية ومختومة بشعار سلسلة الصيدليات البريطانية، بوتس. وفي عرض للملابس الرجالية لخريف وشتاء 2017، أعادت شركة بالينسياجا تصميم شعارها على قمصان رياضية لتبدو كأنها شارة عامة لشركة كبيرة، ووضعت اسم الشركة الأم، كيرينج، على سترة بقلنسوة.
في الآونة الأخيرة، قدمت دار النشر وبيع الكتب، آيديا بوكس، التي تتخذ من لندن مقرا لها قبعات ذات شعارات ساخرة كتبت بأبناط تشبه تلك التي تستخدمها الشركات. وتحظى المجموعة التي تشمل قبعة "أول إنجلاند جاردننج كلوب"، وحتى قبعة مناسبة لأي شخص في بنك وادي السيليكون "وربما في كريدي سويس، بالنظر إلى عشرات الآلاف من تخفيضات الوظائف المتوقعة". مكتوب عليها "أنا لا أعمل هنا".

الأكثر قراءة