«الأحلام من جاكس إلى المدينة» .. لغة المنام تفسرها خطوط الفن
ما بين غموض الرؤى وغرابة الأحلام، تمكن 23 فنانا من ترجمة لغة المنام إلى لغة فنية، في معرض انطلق فيه الفنانون من حي جاكس للفنون في الدرعية إلى مركز المدينة للفنون.
يحط المعرض الجماعي رحاله في المدينة المنورة لثلاثة أشهر، ليطلعنا على الأحلام وما تحمله من فن تشكيلي فريد، من تنسيق القيم الفني أمنية عبدالقادر.
رحلة نحو المجهول
ما بين أعمال متعددة التخصصات والوسائط، يشارك فنانو حي جاكس بمعرض، بدأ رحلته من مهد الدولة السعودية الأولى، وفي مركز المدينة للفنون حط رحاله، لافتا إعجاب الجمهور، الذي وقف على الأعمال مسترجعا أحلاما مضت دون تفاسير.
وبحسب مسؤولي المعرض الفني، فإن عقولنا تشرع في رحلة عجيبة نحو المجهول حينما ننجرف للنوم، وتسمح لنا الأحلام بالاستفادة من الأعماق اللانهائية لخيالنا واستكشاف أسرار عقولنا اللاواعية، يمكن أن تكون هذه الرؤى الليلية حية وواقعية مثل اليقظة، أو سريالية وغريبة مثل أعنف تخيلاتنا، حيث تقدم نظرة فريدة وشخصية على أفكارنا ومشاعرنا وخبراتنا، وفي الأغلب ما تتحدى افتراضاتنا القائمة على الحس حول العالم ووجودنا الجسدي. على سبيل المثال، قد نرى الأشياء كبيرة جدا أو صغيرة جدا في الحلم، ما قد يقودنا إلى التساؤل عن موثوقية إدراكنا الحسي. حتى التجربة التي تبدو عادية في ارتداء الملابس أو الجلوس بجوار النار أو النظر إلى قطعة من الورق يمكن أن تحدث في المنام، لتذكيرنا بأن الخداع ممكن حتى في أفضل سيناريو للإدراك الحسي، وفي كل ليلة، نواصل حياتنا بين الأحلام، ونستكشف عالما قريبا من قلوبنا نشاركه مع الآخرين في اليوم التالي.
نصف الطريق
القيم الفني أمينة عبدالقادر أكدت أن الإيمان بالفكرة نصف الطريق، كما كان حي جاكس حلما وفكرة يتداولها الفنانون منذ فترة طويلة، واليوم أصبح الحلم حقيقة، حي متكامل يجمع الفنانين ويدعمهم لمشاركة أحلامهم، وإنتاج أعمال فنية يفخر بها الجميع.
وأشارت عبد القادر إلى أن كل فنان مشارك تفرد بعرضه وأسلوبه، وطرح فكرته وإبداعه، ليظهر المعرض بتباين فني متناغم بين الأعمال يوجد رحلة تشبه الحلم للزائر والمتلقي، كل ما فيها غير متوقع ومفاجئ، كما تميز المعرض بمشاركة أجيال مختلفة من المبدعين والأسماء المميزة في عالم الفن المعاصر السعودي.
فيما أوضح راشد الشعشعي المشرف الفني في مركز المدينة المنورة للفنون، أن المعرض هو الأول لفناني حي جاكس خارج مقر التأسيس، واصفا إياه في تصريح صحافي بأنه مشروع طموح يحقق أمنيات وأحلام الفنانين، ويوجد فرصا فنية تقود إلى نهضة إبداعية تواكب جهود التطوير في المجال الفني والثقافي في المملكة.
بدوره، أفاد محمد فوزان مدير مركز المدينة المنورة للفنون، أن معرض الأحلام سيشهد خلال الأشهر المقبلة عقد ندوات فنية وثقافية مصاحبة، وبين أن معرض الأحلام من المعارض النوعية في الفن المعاصر، ونتمنى أن يكون لها أثر فني للمجتمع.
ثمار أينعت
في وصف الفنانين لمعرض الأحلام، فإن ثمار حي جاكس أينعت وهذا أول مواسمها، إذ يشارك الفنان راشد السبيعي بعمل فني اختار له عنوان "عيال أختي" ويعرض للمرة الأولى، ويحكي تفاصيل حياة الأطفال اليومية من خلال عدسة كاميراته، فهو قصة بدأت 2017، وتبلورت في 2020، كتوثيق لأحداث وتفاصيل حياة الأطفال وما يمرون به من أحداث في حياتهم اليومية، والتقطت عدسته تفاصيل عن حياة أبناء أخته الصغار.
ومن خلال "الأبواب المؤصدة"، يعبر الفنان التشكيلي معاذ الحازمي عن الفضول الإنساني لطرق أبواب المعرفة والمجهول، ويشارك الفنان ناصر التركي بعمل "صحراء من ذهب"، تحدث فيه بألوانه وتموجاته الذهبية عن ارتباط الأرض برمالها وثرواتها بمستقبلها، ونموها وتطورها المستدام.
ويشارك الدكتور سعد الهويدي في عمل تركيبي يسمى أحلام الطفولة، يحث على استرجاع الذكريات، والتطلع إلى لالمستقبل، وهو نافذة صغيرة على تلك الأحلام التي تحقق جزء منها، وبعضها الآخر كانت أحلام طفولية تشعر صاحبها بالارتياح في وقتها.
"الهلال الأحمر" عمل الفنان حمد العطاوي، ويحمل مفهوما لأهمية تنوع المسارات في البناء والإعمار وارتباطها بهدف العبادة وتواصل العبد مع ربه، ليطرح تساؤلا من خلال عمله، "هل إعمار المساجد ودور العبادة توصلنا إلى هذا الهدف فقط؟ أم أن إعمار المستشفيات وما يدعم جودة وصحة حياة الإنسان أيضا له دور في ذلك؟".
الزوار الحالمون
الأحلام جزء غامض من التجربة الإنسانية، وفي هذا الإطار يدعو فنانو حي جاكس الزوار ليحلموا، وليكونوا جزءا من حلمهم، في المعرض الذي يستقبل زواره الحالمين حتى نهاية نيسان (أبريل) المقبل.
يعد المعرض أول معرض فني يجمع أعمال فناني حي جاكس للفنون في الدرعية، الرياض، ويضم المعرض أعمالا متعددة التخصصات والوسائط. تم تنفيذ المعرض بإشراف من نماء المنورة ودعم الصندوق الثقافي في مركز المدينة للفنون. ويشارك في المعرض الفنانون أحمد ماطر، بدور السديري، حسن إسماعيل، حمود العطاوي، خالد المرزوقي، خالد بن عفيف، خلود البقمي، راشد السبيعي، سارة أبو عبدالله، سعد الهويدي، سعيد قمحاوي، سلطان بن مطرد، ضياء يوسف، عارف النمي، عبدالله الكناني، فهد النعيمة، مشعل الزير، معاذ الحازمي، معاذ العوفي، معتز عباس، ميساء شلدان، ناصر التركي، وهديل الحسين.