«الجذام» .. مرض يصيب آلاف الأشخاص كل عام
«الجذام» .. مرض يصيب آلاف الأشخاص كل عام
لا يزال الجذام يصيب آلاف الأشخاص كل عام، رغم العلاجات المتوافرة حاليا، وتتواصل الأبحاث للقضاء على هذا المرض الذي يطول الدول الفقيرة بشكل رئيس، لكن شركات الأدوية تخصص أموالا له قليلة.
كان المرشد الروحي ماتياس داك من الباراجواي يعرف مرض الجذام بفعل عمله في مستشفى متخصص يستقبل المصابين به، لكنه قال للوكالة "الفرنسية"، إنه بعد اكتشاف إصابته به شخصيا عام 2010، احتاج إلى "ثلاثة أعوام ليتمكن من التحدث عنه بحرية".
ولسوء حظ المصابين بالجذام فإن منظمة الصحة العالمية تدرجه ضمن الأمراض المدارية الـ20 المهملة.
وغالبا ما يعد هذا المرض مدعاة للخجل، وتسببه بكتيريا المتفطرة الجذامية التي تهاجم الجلد والأعصاب الطرفية، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة جدا.
سجلت المنظمة عام 2022 أكثر من 216 ألف إصابة بالجذام في مختلف أنحاء العالم، وخصوصا في البرازيل والهند. ولا يزال الجذام "مشكلة رئيسة" في 14 دولة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
إلا أن هذه الأرقام قد لا تكون معبرة عن الواقع الفعلي، بل مجرد جزء يسير من العدد الفعلي للإصابات، بحسب الدكتور برتران كوشوا، الاختصاصي في الجذام في مؤسسة راؤول فولورو في فرنسا، الذي يقول، "نعرف عدد المرضى الذين خضعوا لفحوص، لكن المرضى المنسيين وغير المكتشفين لا يدخلون في الحسبان"، مع أن عددهم يمكن أن يكون أكبر.
فخصوصية الجذام الذي يتفشى بسبب الاكتظاظ السكاني في مساحات ضيقة والظروف المعيشية الصعبة، تكمن في أن فترة حضانته طويلة جدا، تراوح بين عامين إلى 20 عاما. يضاف إليه تأخر في التشخيص، ما يجعل حامله خلال هذا الوقت الطويل قادرا على نقل العدوى إلى محيطه العائلي والمجتمعي.
وقام العلاج الطبي طوال عقود على ثلاثة مضادات حيوية. بالنسبة إلى ماتياس داك، كانت ستة أشهر من العلاج كافية. ويروي قائلا، "لقد كنت محظوظا جدا، لأن تشخيصي وعلاجي حصلا في الوقت المناسب".