اتصالات وتقنية

هل يجب على المستخدمين تغطية كاميرا الكمبيوتر بشريط لاصق؟

هل يجب على المستخدمين تغطية كاميرا الكمبيوتر بشريط لاصق؟

في عصر العمل الهجين الذي اعتمد فيه الجميع على التكنولوجيا ومكالمات الفيديو لعقد الاجتماعات ‏الافتراضية وإنجاز الأعمال، عادت ظاهرة اختراق كاميرا الحاسوب أو الهاتف الذكي والتجسس ‏على المستخدمين دون علمهم، إذ يمكن للمتسللين اختراق الأجهزة الشخصية بكل سهولة، التي ‏تشمل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية، وغيرها، وهو أمر لا يمكن ‏تجاهله، ويتطلب أخذ أقصى درجات الحيطة لحماية المستخدمين أنفسنهم وخصوصيتهم، ولا سيما ‏أن كاميرات أجهزة الحاسوب هي الأكثر تهديدا من بين الجميع، ومع الأسف لا تقوم بعض أنظمة ‏التشغيل بتحذير المستخدمين عندما يقوم أحدهم بالتنصت على المستخدمين ومراقبتهم من خلال ‏كاميرا الجهاز، الأمر الذي دفع عديدا من المستخدمين إلى الاعتماد على وضع شريط لاصق على ‏الكاميرا في حال عدم استخدامها كوسيلة كفيلة بحمايتهم من هذا الخطر.‏
قد يبدو وضع شريط على كاميرا الكمبيوتر المحمول أمرا مبالغا فيه بالنسبة إلى كثيرين، لكن هناك ‏عديدا من الأسباب التي تجعل المستخدم يعتمد على هذه الطريقة السهلة والرخيصة لحماية ‏خصوصيته، أولها هو أن اختراق كاميرا الويب أمر بسيط نسبيا، ويتضمن التنزيل غير المقصود ‏للبرامج الضارة، خاصة حصان طروادة الذي يقوم بتثبيت البرامج التي تتحكم سرا في الجهاز، ‏التي يتم تنزيلها من خلال رابط يبدو غير ضار يتم إرساله عبر رسالة بريد إلكتروني أو رابط ‏واتساب أو يتم الضغط عليه أثناء تصفح الإنترنت والشبكات الاجتماعية.‏
ولا تستطيع هذه البرامج الضارة الوصول إلى كاميرا الكمبيوتر المحمول فحسب، بل يمكنها أيضا ‏الدخول إلى الملفات الخاصة وسجل التصفح، واستخدام المعلومات الخاصة بالمستخدم، لكن هناك ‏علامات يمكن للمستخدم القياسي الانتباه لها وتعطي له مؤشرا حول اختراق الكاميرا الخاصة به، ‏التي تتركز في الحركات والأصوات غير المبررة للكاميرا وظهور تطبيقات وملفات غريبة، ‏وتشغيل إضاءة الكاميرا من تلقاء نفسها.‏
يمكن لبعض كاميرات الويب أن تدور وتتحرك في اتجاهات مختلفة بناء على أوامر المستخدم، ‏حيث يمكن للقراصنة التحكم في الكاميرا ومحاولة تسجيل اللقطات، لذلك عند رؤية الكاميرا تتحرك ‏فجأة فقد يكون ذلك علامة على إصابة جهاز الكمبيوتر ببرامج ضارة، وبما أن كاميرات الويب ‏متصلة بالميكروفونات ومكبرات الصوت، فقد تشير الأصوات المفاجئة الصادرة منها إلى أن كاميرا ‏الكمبيوتر تحت سيطرة آخر.‏
كما يمكن تخزين تسجيلات الفيديو والصور التي تم التقاطها بشكل غير قانوني من قبل المتسلل إلى ‏جهاز الكمبيوتر، لهذا يجب الحرص على الملفات الغريبة التي ظهرت في الجهاز، إضافة إلى ذلك، ‏يوضح ضوء المؤشر الموجود على كاميرا الويب أنها نشطة، حيث تتلاعب البرامج الضارة ‏بالضوء لخداع مستخدمي الكمبيوتر، فإذا تم تشغيل وإيقاف تشغيل مؤشر LED ‏عند عدم ‏استخدامه، أو إذا كان لا يعمل عندما تكون الكاميرا نشطة، فقد تكون البرامج الضارة موجودة على ‏جهاز الكمبيوتر، ويعني هذا أن شخصا ما يراقب المستخدم من خلال الكاميرا دون علمه.‏
على الرغم من أن “حصان طروادة” يمكن أن يلحق أضرارا أخرى بصرف النظر عن منح الوصول ‏إلى الكاميرا، فإن وضع شريط لاصق على الكاميرا يعد خطوة جيدة يجب اتخاذها، حتى إذا كانت ‏هناك احتياطات أخرى، فإن الشريط الذي يغطي الكاميرا يعوق خطط أي متسلل لالتقاط الصور أو ‏تسجيل الفيديو دون علم المستخدم، ومع أن هذه الطريقة يراها كثيرون بدائية إلا أنها فاعلة، فيمكن ‏للمستخدم وضع شريط لاصق من أجل تغطية كاميرا الويب، وقد بدأت الشركات المصنعة لأجهزة ‏الكمبيوتر خاصة القيام بإخفاء الكاميرا الخاصة بالكمبيوتر بعدة طرق، كوضعها مع لوحة المفاتيح ‏أو توفير غطاء يدوي لها فوق الشاشة، كما يجب التأكد من سلامة ملفات الحاسوب، والحرص ‏عند تحميل أي ملف أو تطبيق أو الدخول على أي رابط واستخدام برامج حماية قوية.‏

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية