FINANCIAL TIMES

أسهم وسندات الأسواق الناشئة تشهد أفضل أحوالها منذ 1998

أسهم وسندات الأسواق الناشئة تشهد أفضل أحوالها منذ 1998

مؤشر جيه بي مورجان الشامل لديون الأسواق الناشئة المقومة بالدولار ارتفع 7.6 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر).

تشهد الأسهم والسندات في الأسواق الناشئة انتعاشا قويا، في وقت تعمل فيه آمال بأن تخفف الصين من قيود كوفيد - 19 وعمليات بيع للدولار على تخفيف بعض الضغط على اقتصادات الدول النامية.
مقياس جيه بي مورجان الشامل لديون الأسواق الناشئة المقومة بالدولار ارتفع 7.6 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو أفضل شهر له منذ 1998، بينما ارتفعت الأسهم التي يتتبعها مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة 14.6 في المائة بالدولار الأمريكي، وهو أكبر ارتفاع لها منذ 2009.
التصريحات الصادرة عن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جاي بأول، الأسبوع الماضي التي أشار فيها إلى أن البنك المركزي الأمريكي سيبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة في كانون الأول (ديسمبر)، قدمت أيضا دفعة في اللحظة الأخيرة لكلا المقياسين في اليوم الأخير من الشهر.
جاءت هذه المكاسب الوفيرة بسبب استجابة المستثمرين للإشارات التي تدل على تباطؤ الارتفاع السريع في أسعار الفائدة هذا العام في الاقتصادات المتقدمة. كما أظهرت البيانات أن التضخم في الولايات المتحدة انخفض أكثر من المتوقع في تشرين الأول (أكتوبر)، ما نتج عنه ارتفاع في السندات والأسهم من جميع النطاقات، لكن أداء الأصول الناشئة كان جيدا بشكل خاص.
قال ديفيد هونر، رئيس استراتيجية واقتصادات الأسواق الناشئة في بنك أوف أمريكا، "يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتوقف عن رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي أدى إلى تدفقات في الأسواق الناشئة". أضاف، "يتم تسعير الأشياء في وقت مبكر، وهناك تأثير الخوف من تفويت الفرصة عندما يرى الناس أن الأسعار بدأت تتحرك".
كان ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا قد أدى إلى تدفقات قياسية خارج أصول الأسواق الناشئة هذا العام - انخفضت السندات 18 في المائة على أساس العائد الإجمالي منذ بداية العام حتى الآن، بينما تراجعت أسعار الأسهم 21 في المائة - لكن هناك مؤشرات على أن الفرصة بدأت تعود مرة أخرى. في منتصف نوفمبر، تسبب تدفق أسبوعي صغير إلى ديون العالم الناشئة في إيقاف سلسلة من التدفقات الخارجة التي امتدت حتى آب (أغسطس)، وفقا لتحليل أجراه بنك جيه بي مورجان لبيانات من شركة إي بي إف آر للأبحاث.
وتظهر الأرقام الصادرة عن البنك أن 85 مليار دولار تدفقت خارج صناديق السندات في الأسواق الناشئة هذا العام، وهو أكبر إجمالي سنوي منذ بدء القياسات في عام 2005.
قال فيكتور زابو، مدير محفظة ديون الأسواق الناشئة في أبردن، "يبدو أن التدفقات الكبيرة إلى الخارج قد توقفت. هذه السوق تعرضت لضربات السيولة المنخفضة لأشهر، لذلك عندما يأتي بعض المشترين أخيرا، سيكون لذلك أثر كبير عليها".
صعود الدولار في 2022 ـ ارتفع في أيلول (سبتمبر) الماضي أكثر من 19 في المائة مقابل مجموعة من أقرانه ـ جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للاقتصادات الناشئة التي اقترضت بالعملة الأمريكية لخدمة ديونها. دفعت هذه الارتفاعات مجموعة من الدول إلى حافة التخلف عن السداد وأجبرت دولا مثل سريلانكا على إعادة هيكلة ديونها.
وكانت موجة من تفاؤل المستثمرين بأن من الممكن أن تخفف الصين من سياسات "صفر كوفيد" التي أعاقت النمو الاقتصادي قد عززت الارتفاع الذي شهدته الأسهم والسندات.
وعلى الرغم من استمرار التوقعات بأن نمو الصين سيكون بطيئا، إلا أن الاحتجاجات الواسعة والحملة الحكومية لتطعيم السكان المسنين عززت الآمال في تخفيف قيود كوفيد الصارمة.
قال عدي باتنايك، رئيس ديون الأسواق الناشئة في ليجال آند جنرال إنفيستمنت مانيجمنت، "ما تم الإجماع عليه هو أن القيود المفروضة ستخف خلال الأشهر الأربعة إلى الستة المقبلة (...) من وجهة نظري، كانت الاختناقات تخف ولن تكون مشكلة بعد ستة أشهر من الآن، على الأقل بسبب كوفيد".
مع ذلك، لا يزال من المتوقع أن يهدأ النمو العالمي، مع توقعات بأن تدخل الولايات المتحدة وأوروبا في فترة ركود، ومن المتوقع أن يتباطأ النمو في أمريكا اللاتينية إلى 1 في المائة، وفقا لبنك أوف أمريكا.
قال زابو، "لا يزال هناك شك كبير حول الكيفية التي ستنجو بها الأسواق الناشئة من الركود العالمي في العام المقبل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES