الشرائط المصورة تغير الصور النمطية للهنود الحمر

حظيت قصص الغرب الأمريكي تقليديا باهتمام مؤلفي الشرائط المصورة الفرنسيين والبلجيكيين، ويحاول هؤلاء اليوم الابتعاد عن الصور النمطية للهنود الحمر والكف عن جعلهم مجرد شخصيات ثانوية.
في الغرب الأمريكي كما بدا في شرائط Lucky Luke المصورة للبلجيكي موريس، كان السكان الأصليون شخصيات أشبه بالأضحوكة. كان السويسري ديريب من أوائل المهتمين بإدراج هذه المجموعات السكانية في قصصه، وابتكر شخصية ياكاري الطفولية وشخصية أخرى بالغة هي الصياد بادي لونجواي الذي يندمج في هذه الثقافة. وتناولت سلسلة Blueberry أيضا "حروبا هندية"، من بين موضوعات أخرى.
لكن "الوسترن، في الشرائط المصورة، يتمحور في أغلب الأحيان على المستوطنين ورعاة البقر، متناسيا وجهة نظر أولئك الذين عاشوا في القارة قبل ذلك بكثير"، على ما يشرح مؤلف الشرائط المصورة تيبورس أوجيه للوكالة "الفرنسية" كان غزو الغرب موضوع "جو ويست يونج مان"، وهو مجلد من عام 2021 جمع كاتب السيناريو فيه 15 رساما. وفي نوفمبر الفائت، صدر "الهنود .. الظل المظلم للرجل الأبيض" عن جراند آنجل متبنيا رؤية أخرى.
يقول "إنها الصرخة التي يطلقها المستوطنون في أفلام جون واين، في الكواليس التي يتعرضون فيها للهجوم. أردنا أن نظهر الجانب الآخر من الصورة".
ويشير تيبورس أوجيه إلى أن "هذه القصص القصيرة يمكن أن ينتج من كل منها مجلد من 50 صفحة". ويضيف "ما يثير اهتمامي هو جعل الناس يرغبون في التعمق في هذه القصة التي لا تزال غير معروفة إلى حد كبير".
وهذا ما يسعى إليه أيضا المؤلف باتريك برونييه الذي أصدر في أكتوبر المجلد السادس من "الملاحم الهندية بوكاهونتاس".
أما برونييه فيحاول العودة إلى قصة أكثر منطقية عن هذه البطلة، مع الاعتراف بفضل أولئك الذين نقلوها طوال أربعة قرون، ولو محرفة.
وكتب المؤلف في خاتمة المجلد: "ربما يكون هذا أمرا جيدا، إذ لولا تسليط الضوء على قصة الحب هذه، لم تكن عيوننا لتتوقف كثيرا عند هذا الاستعمار الوحشي لأمريكا الشمالية".