FINANCIAL TIMES

ماك السكين: كسبت مالا من التشفير ولا أعرف كيف كسبته

ماك السكين: كسبت مالا من التشفير ولا أعرف كيف كسبته

عزز جون ماك مكانته في فولكلور وول ستريت خلال أعماق الأزمة المالية عام 2008، عندما حصل بصفته الرئيس التنفيذي لبنك مورجان ستانلي، على استثمار بقيمة تسعة مليارات دولار من بنك إم يو إف جي الياباني.
ضخ النقود منح مورجان ستانلي شريان حياة وسمح له برد خطة إنقاذ بديلة دفعها تيم جيثنر، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك آنذاك، الذي أراد من ماك الموافقة على الاندماج مع منافسه "جيه بي مورجان".
ماك قال مساعده الذي كان يجري اتصالات مع جيثنر أثناء المفاوضات مع بنك إم يو إف جي "قل لتيم أن يذهب إلى الجحيم".
بعد 14 عاما، يشرع الرجل البالغ من العمر 78 عاما فيما يبدو أنه آخر نشاط له في مسيرته المهنية. في الشهر الماضي نشر مذكراته التي حظيت بتقييمات متباينة من النقاد. وهو يرسم رحلته من مهاجر لبناني من الجيل الثاني، من موريسفيل في ولاية نورث كارولينا، إلى رئيس تنفيذي لأحد أكبر البنوك الاستثمارية في وول ستريت.
الشيء الذي يعطي ظهور ماك الأخير أهمية خاصة هو الكشف في نهاية الكتاب عن أن ذاكرته تظهر علامات مبكرة على التلاشي. تم تشخيص حالته أخيرا بأنه يعاني ضعفا خفيفا في الإدراك، قد يكون المراحل الأولى من مرض الزهايمر.
قال ماك في مقابلة حديثة مع "فاينانشيال تايمز"، "لست بحاجة إلى التعاطف. لكنني لا أريد إبعاد الناس عني عندما أقول لهم الشيء نفسه أكثر من مرة أو مرتين، وهو ما أفعله".
لقد كان رافضا بشكل مميز للنقاد الذين سخروا مما يرون أنه نقص في الوعي الذاتي في السيرة الذاتية. "علي أن أكون صادقا معك، أنا لا أهتم، حسنا؟ أتعتقد أني أبالي؟"، وأضاف "إذا اعتقد الناس أن لدي غرورا كبيرا، فقد كان لدي غرور كبير. لا أهتم".
لكنه كان أكثر تأملا في التغييرات التي ترسخت في وول ستريت منذ الأزمة التي لعب فيها دور البطولة، مجادلا بأن خلفاءه ابتعدوا عن التركيز على جني الأرباح على المدى القصير وتبنوا نظاما ماليا أكثر أمانا.
قال "ثقافة جني المال فقط هي الثقافة الخاطئة. أعتقد أن الأزمة جعلت الجميع أكثر ذكاء، وأجادل أنها جعلتهم أكثر تحفظا".
"ربما بعد 25 عاما من الآن سيتبدد كل شيء وسيعود إلى عقلية (دعونا نجازف ونجني أكبر قدر ممكن من المال). لكني أعتقد أن مجالس الإدارة أكثر فضولية. وأعتقد أن لجان المخاطر أكثر قوة".
كان ماك أقل تفاؤلا بشأن آفاق صناعة التشفير المترنحة. قال "لقد جربت سوق التشفير، إنني لا أفهمها، وما زلت كذلك. صدق أو لا تصدق، لقد كسبت المال وما زلت لا أعرف كيف كسبته من العملات المشفرة. لا أعرف ما التشفير".
بعد أن قضى حياته في وول ستريت، تنحى ماك عن منصب الرئيس التنفيذي لـ"مورجان ستانلي" في عام 2010، وفي ذلك الوقت حصل على لقب ماك ذا نايف "ماك السكين" نظرا لميله إلى خفض الوظائف.
بعد تخرجه في جامعة ديوك عام 1968، بدأ حياته المهنية موظفا في مجال التمويل في شركة سميث بارني للوساطة التي سيحصل فيها في نهاية المطاف على حصة مسيطرة في عام 2009، قرب نهاية فترة عمله في مورجان ستانلي.
انضم لأول مرة إلى "مورجان ستانلي" في عام 1972 للمساعدة على تنمية قسم الدخل الثابت الناشئ، وأصبح رئيسا لمجلس إدارته في عام 1993 قبل إزاحته في عام 2001 بعد صراع على السلطة.
في تلك الواقعة، تعرض للخسارة على يد فيليب بورسيل، الذي انضم إلى "مورجان ستانلي" بعد أن اندمج البنك مع شركة دين ويتر لوساطة التجزئة، في عام 1997. تنافس بورسيل وماك على قيادة الشركة المندمجة، وخسر ماك.
قال ماك عن الصفقة "على الرغم من أنها كانت مؤلمة، نشكر الله أننا قمنا بدمج دين ويتر. أن يكون لديك بنك استثماري من الدرجة الأولى وشركة وساطة عالمية للتجزئة يمتلكها مورجان ستانلي، فإن هذه مزايا ممتازة".
بعد فترات عمل في بنك كريدي سويس وبيكوت كابيتال مانيجمنت، عاد ماك إلى "مورجان ستانلي" في 2005 ليحل محل بورسيل رئيسا تنفيذيا. وخلال فترته الثانية، حصل على استحسان على صفقة "إم يو إف جي"، لكن بحلول الوقت الذي غادر فيه في عام 2010، كان أداء سهم البنك متخلفا عن منافسه اللدود "جولدمان ساكس".
والعكس صحيح في عهد جيمس جورمان، خليفة ماك الذي راهن على إدارة الثروات، وهي نقطة محورية ترجع أصولها إلى صفقة "دين ويتر".
يواجه "جولدمان" الآن ضعف سوق الأوراق المالية الراكدة، بينما يهلل المستثمرون لـ"جورمان" لإنشائه امتيازا رائدا لإدارة الثروة والأصول من خلال البناء على عمليات الاستحواذ على "سميث بارني" و"دين ويتر".
ليس لدى ماك سوى المديح للرجل الذي خلفه في قيادة مورجان. قال "تحت إدارة جيمس، إنني متفائل للغاية. ما زلت أحتفظ بأسهمي. لم أبع أي شيء. أنا أؤمن به وبما يفعله".
منذ مغادرته البنك، شغل ماك أدوارا في شركة كيه كيه آر للأسهم الخاصة وشركة النفط الروسية، روسنفت، التي تركها في 2014، بعد عام من التحاقه بها.
مع اقتراب نهاية مسيرته المهنية الطويلة، قال ماك "إنه وجد طريقة واحدة لضبط ثقته بنفسه: "ألعب الجولف. أنا سيئ في هذه اللعبة، لذلك تنسيني غروري".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES