default Author

الشورى بين الطعام والدواء

|

الحديث عن هدر الطعام وعدم احترام النعمة قديم نسبيا، والتركيز عليه رسميا أيضا منذ أعوام، ورغم أن في نفسي شيئا من القول، إن بلادنا تحتل المرتبة الأولى عالميا، حيث أعتقد أن في ذلك مبالغة، ومع ذلك الواقع يقول، إن لدينا هدرا كبيرا نعرفه ونراه ونلمسه، لكن ماذا تم منذ البدء في الاهتمام بهذا الهدر، هل تغيرت الحال في سلوكياتنا كأفراد وعائلات ومطاعم ومطابخ مع الأغذية مطبوخة كانت أو طازجة ومعلبة؟ هل هناك تقدم إيجابي؟ الواقع أنني لا أعلم ولا أظن أن هناك رصدا لتغيرات، وإلا لكان هناك إعلان لذلك، الجديد هو تزايد عدد جمعيات حفظ الطعام وإكرام النعمة وإعادة توضيبها وإرسالها لمستحقيها، وهذا أمر إيجابي يستحق التشجيع والتأييد والتطوير أيضا.
مجلس الشورى حسب ما نشرته صحيفة "الرياض"، يدرس مشروع نظام يفرض غرامات على هدر الطعام 200 ألف ريال لمنتج الطعام، وعشرة آلاف للفرد، والمشروع حسب ما نشر قدم قبل أربعة أعوام! لكن السؤال كيف سيتم التطبيق إذا تم الأخذ بالدراسة وقدم المجلس توصية بها؟
في سلوكيات المجتمع هدر الطعام لدينا أساسه عادات وتقاليد، وفهم قاصر للكرم وزاد الأمر سلبا التفاخر بتقديم الولائم وتصويرها وعرضها، رغم ما في ذلك من منة ظاهرة تتعارض مع الكرم ولا تحترم حقوق الضيف، مع أن تعاليم ديننا الحنيف واضحة صريحة في إكرام النعمة والتحذير من البطر، وأنا مع منع تصوير الولائم والعزائم وعرضها في وسائل التواصل، لأنها تشجع على الإسراف وتوفر بيئة تنافس سلبية.
كما أن التشجيع على الاستهلاك يؤدي إلى الإسراف وصولا إلى الهدر، وهو ما جعل ضخ منوعات من الطبخات المختلفة في وسائل التواصل وجبة يومية، هدفها الحض على الشراء سواء كانت جاهزة أو لمكوناتها من قبل منتجيها.
عزم المجلس دراسة غرامات على هدر الطعام ذكرني بمطالبات له سابقة في أوائل هذا العام، حيث طالب المجلس هيئة الغذاء والدواء "بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للحد من ارتفاع أسعار الأدوية، ومقارنة أسعارها في المملكة بالدول المصنعة، ومراجعة الأسعار في ضوء المقارنة المرجعية والعمل على عدم انقطاعها".
فماذا تم من نتائج بعد هذه المطالبة؟ وهل تغيرت أسعار الأدوية أم ارتفعت؟ وماذا عن نقص بعض منها في الأسواق ودور الاحتكار في ذلك؟ السؤال هدفه معرفة أثر مطالبات مجلس الشورى للجهات الحكومية وهل تحقق نتائج تذكر يلمسها المواطن!

إنشرها