طقوم وعلوم

ما هو سبب تغيير الأطقم للأندية في كرة القدم خاصة، وبالصورة التي نشاهدها في المواسم الرياضية، أقصد المبالغة في تغيير الألوان إلى درجات لونية أدت إلى ذوبان هوية الأندية بألوانها التي نعرفها منذ تم إنشاؤها، حتى إنه في بعض الحالات "المباريات" تنتظر أن يقوم المعلق بتأكيد موقع هذا النادي أو ذاك، وكأنه يعلق من الراديو، على يمينك وعلى يسارك.
ربما يأتي الجواب الحاضر عن السؤال أعلاه، أن السبب اقتصادي، مزيد من المنتجات "القمصان" بهدف مزيد من البيع والمشترين، فلكل قميص مناسبة أو ربما انتصار وبطولة. لكننا لا نعرف واقع هذه "السوق" بعد تجربة لأعوام، وهل يستحق هذا "الهدر" مع ذوبان الهوية للأندية، لاحظ هنا في الجانب الآخر الذي يقبع في الظل أنه مطلوب من الأسرة أن تربي أبناءها على عدم الإسراف وتقدير النعمة والحض على الادخار، لا شك أن النقطة الأخيرة ليست من أولويات اهتمامات الوسط الرياضي ولا إدارات الأندية، مع أن المفترض أن تكون جزءا أصيلا من أهدافها، لكن لنأخذ المسألة على علاتها ومع عدم توافر أرقام. ولأن الهدف هو رفع الدخل "كما أظن" في اتجاه التهيئة لتخصيص الأندية، فإن هناك مجالا واسعا ورحبا للاستثمار في منتجات وخدمات أخرى المجتمع بحاجة إليها، ومجالات الأندية -حسب علمي- "رياضية ثقافية اجتماعية"، والبنية التحتية الرياضية / المجتمعية في المدن الكبيرة، ضعيفة مقارنة بعدد السكان واحتياجاتهم، خاصة أن النسبة الأعلى من الشباب وصغار الشباب، ولو بحثت عن ملاعب في حي من الأحياء تخدم الحي وما جاوره "مدينة الرياض على سبيل المثال" لن تجد إلا ما بنته أمانة المدينة في زمن مضى، وهي أعداد قليلة مقارنة باتساع المدينة وتزايد عدد السكان "البالغين" شبه اليومي.
مجال الاستثمار واسع والمطلوب الخروج من صندوق بيع القمصان وتغيير ألوانها إلى فضاء استثماري أرحب يتركز على الرياضات المختلفة، فالرياضة ليست كرة قدم فقط، ولا تنسى الاحتياجات الثقافية والاجتماعية، وهذا مع مساهمته في تنوع الاستثمار في الأندية وزيادة دخلها أيضا، سيفتح الباب لخروج الأندية من عزلتها عن المجتمع لتقوم بدور أكبر يحقق قيمة مضافة لها وله، فتفيد وتستفيد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي