هل ينبغي مشاركة صور أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي؟

هل ينبغي مشاركة صور أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي؟

وفقا لمنصة إنستجرام، الطريقة الوحيدة للاحتفال بعيد ميلاد الطفل الأول هي بـ"كعكة سماش". كل ما عليك فعله هو وضع هذه الكعكة المزينة بدقة كجبل من السكر، والقابلة للتحطيم، أمام الطفل، ثم شغل الكاميرات، ودع الفوضى الجميلة تحدث.
لكن هذه ليست الطريقة التي سأحتفي بها بمرور أول 12 شهرا من عمر ابنتي، ليس لأنه لن يكون هناك كعكة، بالطبع سأجلب الكعكة. بل لأنني وزوجتي قضينا بالفعل عاما كاملا دون أن ننشر أي صور لابنتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونأمل أن نستمر في قرارنا هذا لأطول فترة ممكنة.
هذا القرار يدورجزئيا حول سلامة ابنتنا، لكنه يتعلق بشكل أساسي بالموافقة. أنا أقلق من ملاحقة شركات التكنولوجيا لابنتي أكثر من قلقي من الناس. فبعد أن حذفت جميع تغريداتي القديمة قبل عام، لا أريد أن أنشئ مسار تتبع جديدا لبياناتها دون علم منها، علاوة على موافقتها على ذلك. هناك قوانين في معظم الدول المتقدمة ضد جمع البيانات عن الأطفال، لكن الإنترنت شبكة عالمية وإنفاذ القانون ليس متساويا.
أدرك أنني أتبع رأي الأقلية في هذه المسألة. تشير الاستطلاعات إلى أن نحو ثلاثة أرباع الآباء البريطانيين والأمريكيين ينشرون بانتظام صورا لأطفالهم على الإنترنت. وجدت خدمة بيكسي، التي تساعد المصورين على معرفة متى يتم استخدام صورهم دون إذن منهم، أن الآباء الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما كانوا يميلون إلى مشاركة صور الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مرتين من غيرهم.
لكني لست وحدي في هذا. إحدى النساء اللاتي يشرفن على حساب بيج ليتل فيلينجز - حساب على إنستجرام يتابعه 2.8 مليون شخص ويقدم النصائح حول التعامل مع الأطفال الصغار - حذفت أخيرا جميع الصور التي نشرتها لبناتها. قالت كريستين جالانت في منشور الإعلان عن قرارها "لم يطلب أطفالي أن يكونوا حيث نوجد نحن اليوم".
احتدم الجدل لبعض الوقت حول "مشاركة الآباء"، كما أطلقت ليا بلونكيت أستاذة القانون، هذه التسمية على توجه الآباء في مشاركة بيانات أطفالهم عبر الإنترنت. قالت بلونكيت في كتاب صدر 2019 "إن القرارات اليومية التي يتخذها الآباء والأوصياء تلعب دورا لا يحظى بالتقدير الكافي، لكنها كبيرة في تحديد الملف الرقمي للشباب، فضلا عن آفاق حياتهم".
منذ ذلك الحين، وضعت التطورات التكنولوجية تعقيدات جديدة أمام الآباء والأوصياء. أصبحت تكنولوجيا التعرف على الوجه في تحسن دائم. وباستخدام الذكاء الاصطناعي، تستطيع خدمة جوجل فوتوز التعرف على بعض أفراد عائلتي حين كانوا أطفالا صغارا وكذلك حين أصبحوا في سن الـ20. إذا كان هذا متاحا فعلا على نطاق واسع اليوم، فما الذي سيصبح ممكنا عندما تصبح ابنتي مراهقة؟
ومن أحدث الاتجاهات في الذكاء الاصطناعي تبرز أدوات إنشاء الصور، مثل دال-إي 2 وميدجورني وستيبل دفيوجين. فعند كتابة شيء في خانة النص، سينتج لك الذكاء الاصطناعي صورة تتطابق مع الوصف الذي كتبته. غالبا ما يتم استخراج هذه البيانات الخاصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية من شبكة الإنترنت المفتوحة.
صحيح أن احتمالات أن تمر منشورات ابنتي على إنستجرام عبر خط إنتاج الذكاء الاصطناعي بعيدة، إلى أن تظهر صورة تشبهها في أحد أعمال الفن التوليدي لشخص ما. لكن بمجرد أن توضع الصور على الإنترنت، فقد يكون من الصعب حذفها تماما.
أنا أرسل النسخة الرقمية من الصور إلى الأصدقاء والعائلة عبر تطبيقات المراسلة الآمنة والخاصة، مثل واتساب وآي ماسيج، أو عبر خدمة آيكلاود فوتوز التابعة لشركة أبل، حيث يتم فيها أيضا تشفير البيانات. هذه الشبكات المغلقة مختلفة تماما عن النشر على المنصات المفتوحة على الإنترنت.
لسوء الحظ، السياسيون في بعض الدول يريدون تقويض ميزة التشفير، كما في المملكة المتحدة التي تسعى إلى ذلك من خلال مشروع قانون حماية الإنترنت. يقولون "إن تطبيقات المراسلة الخاصة يمكن أن يستخدمها مستغلو الأطفال للتهرب من العدالة". من الصعب المجادلة ضد هذا الرأي، لكن إزالة أحد آخر الأماكن الآمنة التي نستطيع من خلالها مشاركة صور أطفالنا قد توجد مجموعة جديدة من المشكلات بعد أعوام من الآن، لا يمكننا حتى أن نتصورها في يومنا هذا.

الأكثر قراءة