default Author

هل حصلت على وظيفة؟

|

شاهد كثير منا مقاطع مصورة عما سمي ملتقى التوظيف وطوابير الشباب المنتظرين ظهرا في ساحات خارجية لأحد الفنادق، ولا شك أن العدد مؤسف حتى ولو كان بعض من المتقدمين ـ من المحتمل ـ أنهم يبحثون عن وظيفة أفضل مما لديهم، التعليقات تركزت على سبب الاضطرار للحضور مع تجربة سعودية رائدة في الخدمات الإلكترونية، خاصة وكما تردد، أن الحضور للتقديم فقط وليس لمقابلات شخصية، مرت الأيام دون أخبار لاحقة في مقدمتها ماذا عن نتائج الملتقى؟ لماذا لم تعلن أرقام توضح عدد من تقدم وعدد من حصل على وظيفة، وما مستويات هذه الوظائف، وهل هي مؤقتة أم دائمة؟ إعلان هذه المعلومات المهمة يعطي الثقة بجدية مثل هذه الملتقيات، وأن الثمرة منها لم تنحصر في خزينة المنظمين فقط، والسؤال يوجه إلى الجهة المشرفة على المنظم التي رخصت له، وهي المعنية بالتأكد من جدية مثل هذه "الفعاليات"، فهناك أثر نفسي لا يخفى على المتقدمين، جهود تذهب سدى وانتظار وقلق.
ثم إن هناك جانبا آخر في غاية الأهمية، وهو أن البيانات ثروة ومع تزايد ظاهرة الاحتيال الإلكتروني أصبحت نقطة ضعف إذا لم يحسن حفظها، وإتاحة بيانات شباب وشابات لشركات أو مؤسسات بهذا الشكل موضع تساؤل، فهل هناك رقابة على هذه الشركات حتى لا تسيء استخدام هذه البيانات؟.
إن الباحث عن وظيفة ـ في الغالب ـ صيد محتمل للاحتيال بل إنه أقرب لتصديق أي اتصال أو رسالة وهو ينتظر، ومع تزايد قضايا الاحتيال الإلكتروني وحملات التوعية للتحذير منه يفترض بالجهات الرسمية الحرص على بيانات المواطنين الشخصية، وعدم التساهل في إتاحتها لمنشآت تجارية.
كلما طرحت قضية البطالة يتساءل المعنيون والمهتمون متى يتم توطين الوظائف الإشرافية في القطاع الخاص أو على الأقل البحث والتحري عما يتردد من وجود تكتلات جنسيات معينة في هذا القطاع أو ذاك، تحتكر التوظيف أو في الحد الأدنى لها تأثير سلبي في التوطين وحجب الفرص عن المواطنين، وهي مهمة ليست بالصعبة مع توافر المعلومات وتحديثها وحاجة القطاع الخاص إلى الجهات الحكومية، وفي مقدمتها "وزارة الموارد"، لكن ما ينتظر هو القيام بعمل جاد في هذا الجانب يلمس المواطن نتائجه.

إنشرها