هل يكسب الطرح المسيء؟

سبق أن أصدرت هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بيانا "حازما" مما جاء فيه:
*التأكيد على الضوابط واللوائح تجاه أي تجاوزات أو إساءات أو طرح مسيء عبر منصات الإعلام المختلفة من شأنه أن يؤجج التعصب ويضاعف الاحتقان ويخرج المنافسات الرياضية عن المسار الذي تستهدفه.
*إقرار عدد من الإجراءات الخاصة بالتعامل مع المخالفات والتجاوزات الإعلامية بحيث تتولى لجنة الالتزام في الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع النظر والبت في التجاوزات الإعلامية، وإيقاع الجزاءات بشكل عاجل، وتشمل العقوبات غرامات مالية تصل إلى الحد الأعلى المنصوص عليها في نظام الإعلام المرئي والمسموع بما يتناسب مع حجم وجسامة المخالفة.
*تؤكد الهيئة وبالتنسيق المباشر مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي ضرورة التزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية بعدم السماح بظهور أي ضيف ممن اشتهر بوصفه إعلاميا، إلا بعد الحصول على عضوية الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، وتصنيف مهني من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع.
*إلزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية بوضع آلية محددة تطبق فورا بما يكفل عدم تكرار الأخطاء والتجاوزات والتعامل معها عند حدوثها، ووضع حد لكل طرح مخالف لضوابط المحتوى الإعلامي بما في ذلك إزالة المحتوى المخالف من تسجيلات الحلقة وعدم عرضها على المنصات الرقمية.
انتهى الاقتباس من البيان.
الحقيقة أنني كنت من المتفائلين بعد صدور هذا البيان بأن هناك خطة واضحة سيتم تطبيقها للحد من ظاهرة التعصب الرياضي، لكن بعد مرور كل هذه المدة وبداية موسم جديد لاحظت أن التعصب في تصاعد بل وتنوع وتشكل سواء من برامج قنوات فضائية أو حسابات مغردين في تويتر، وربما منصات إعلامية أخرى لا أتابعها، وكل هذه التجاوزات تصيب العنصر الأهم الذي حددته الهيئة والاتحاد مسببا لصدور البيان، وهو "إخراج المنافسات الرياضية عن المسار الذي تستهدفه"، إصابة مباشرة ومؤلمة.
الواقع أن هذه "المنافسات" حولت إلى مساحات عبث وتراشق، بل وزادت بعدا آخر لتكون مدخلا لأشخاص من خارج البلاد استغلوا هذه البيئة للتكسب بزيادة شهرة ومتابعين لهم في حساباتهم دون أدنى حذر من رادع.
إن البحث عن الإثارة والجذب ليس مبررا لسلوك الطريق المتردي بشد عصب التعصب بشكل مباشر أو غيره، فهذا دليل على الإفلاس، وإذا لم تبادر الهيئة إلى ضبط الأمور "وبشكل عاجل" كما جاء في "وعد" البيان، فالشق سيتسع على الراقع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي