FINANCIAL TIMES

ثقافة أداء جديدة ترسم هبوط أسهم عمالقة التكنولوجيا

ثقافة أداء جديدة ترسم هبوط أسهم عمالقة التكنولوجيا

في 1967، كتب رجل يطلق على نفسه اسم آدم سميث كتابا رائعا بعنوان لعبة المال. خصص سميث - في الواقع كان مستثمرا محترفا يدعى جورج جودمان يكتب تحت اسم مستعار - فصلا لما أطلق عليه "ثقافة الأداء"، يصف فيه التحول الذي حدث في إدارة الصناديق في الستينيات من القرن الماضي.
قبل ذلك الوقت، لم تكن إدارة المحافظ "أداة شخصية". بدلا من ذلك، كانت الصناديق تدار من قبل "رجل رشيد" - من النوع الذي "توفي وهو يحظى بمكانة حازت إعجاب المحامين بسبب نظامها وكفاءتها".
كانت محفظته تضم نحو 200 سهم - لأكبر 200 شركة في الولايات المتحدة. شكلت هذه ثلثي الأصول - وشكلت السندات المتبقي.
كان هذا أمرا مباشرا ونمطيا. إذا كان الكاتب سيتخذ خطوة جذرية، فقد "يخفض أسهم شركات الصلب من 3.3 في المائة إلى 2.9 في المائة ويشتري مزيدا من الأسهم في شركات الاتصالات".
بعد ذلك، شيء ما قد تغير. حيث لم يكن هناك كثير من المال، أصبح هناك فجأة كثير من المال. في 1946، تم استثمار 1.3 مليار دولار في الصناديق المشتركة. بحلول 1967 أصبح هذا الرقم 37 مليار دولار "إضافة إلى 150 مليار دولار أخرى في صناديق المعاشات التقاعدية". كان عدد الأمريكيين الذين كانوا يمتلكون أسهما في نهاية الستينيات سبعة أضعاف ما كان عليه الحال في ذروة فقاعة 1929.
في الوقت نفسه، وصلت مجموعة جديدة من المديرين. كان هؤلاء "نمورا" ليس عليهم ندوب فظائع 1929 ولو قليلا. رأوا أن أفضل مكاسب رأس المال لم تكن تأتي من الشركات القديمة الأمريكية الكبرى، بل من شركات النمو الجديدة. فكر في شركات "زيروكس"، و"ديزني"، و"بولارويد"، و"إيستمان كوداك" و"آي بي إم". كان المسرح مهيئا لـثقافة الأداء.
وجد بائعو الصناديق أن الناس لم يعودوا مهتمين "بالصناديق المتنوعة المتوازنة الجميلة". أرادوا الصناديق التي ارتفعت أكثر من غيرها - التي اعتقدوا أنها ستستمر في الارتفاع أكثر من غيرها. في البداية، كان هذا يعني في الغالب صندوق فيدلتي ترند "ارتفع 56 في المائة في 1965" وصندوق دريفوس "أول من أدار حملة إعلانية حقيقية للبيع بالتجزئة - يظهر فيها أسد حقيقي يخرج من محطة مترو إنفاق في وول ستريت".
لكن سرعان ما عج النهج بالأدوات الشخصية - جمع جيري تساي من صندوق فيدلتي مبلغ 274 مليون دولار في يوم لصندوق الأداء في مانهاتن مقابل رقم مستهدف أصلي قدره 25 مليون دولار - وبدأ الجميع يدخلون لعبة النمو.
حتى رئيس مؤسسة فورد التي يفترض أنها محافظة كان يتمتم بشأن الحذر الذي يكلف أكثر من المخاطرة. قال، انظر كيف يفعل مديرو الأداء، وبالتأكيد ينبغي للصناديق المشابهة لصناديقه تغيير اتجاهها، "الاختبار الحقيقي للأداء في التعامل مع الأموال هو سجل الإنجاز وليس رأي الرجل الرشيد". أتخيل أنه في الأعوام اللاحقة قد وضع هذا في ملف الأمور التي تمنى لو لم يقلها علنا مطلقا.
قال سميث في 1967، "قد يسوء الحال كثيرا". ربما يكون الرجل الرشيد "على حق". لقد ساء الحال وكان على حق.
جن جنون أسهم الأداء، التي أصبحت تعرف باسم "نيفتي فيفتي"، حيث بلغت نسب السعر للأرباح 50 ضعفا وأكثر في جميع المجالات. كان صندوق بولارويد هو الفائز عند 94.8 ضعفا في ذروته.
ثم ارتفعت أسعار النفط، وكذلك التضخم وأسعار الفائدة بسرعة، وانتهى نظام بريتون وودز وانهار كل شيء. بحلول 1974، انخفض سهم بولارويد 91 في المائة. انخفض صندوق فيدلتي ترند 23 في المائة في 1973 وتراجع 31 في المائة في 1974.
كل هذا سيبدو مألوفا. استبدل صندوق فيدلتي بشركة بيلي جيفورد، وأسهم الأداء بأسهم النمو وشركة بولارويد مع شركة نتفليكس وسترى أن القصة متشابهة إلى حد كبير. هذا يقودني بسهولة إلى ما يسميه إد يارديني من شركة يارديني ريسيرش بأسهم الشركات الثماني ذات القيمة السوقية الضخمة "ميجاكاب-8": وهي "ألفابيت"، و"أمازون"، و"أبل"، و"ميتا بلاتفورمز"، و"مايكروسوفت"، و"نتفليكس"، و"نفيديا" و"تسلا".
حتى وقت قريب جدا، تم التعامل مع هذه المجموعة تماما كما كان يتم التعامل مع أسهم الأداء في الستينيات. كانت مثل أسهم النمو. كنت تشتريها وتحتفظ بها للأبد. لم يكن السعر ذا أهمية.
في عالم منخفض النمو، لم تكن بحاجة إلى رجل رشيد، أو الذين يبحثون عما اعتدنا أن نطلق عليه اسم النمو بسعر معقول. كنت بحاجة إلى من يشتري النمو بأي ثمن.
يقول يارديني إن شركة تسلا بلغت ذروتها عند نسبة السعر للأرباح إلى 163 في آب (أغسطس) 2020. بلغت شركة أمازون 85 ضعفا وشركة نتفليكس 66 ضعفا. لقد ارتفعت كثيرا. ثم بدأت أسعار النفط، والتضخم وأسعار الفائدة في الارتفاع. وها نحن هنا.
إجمالا، خسرت أسهم ميجاكاب-8، 6.1 في المائة الثلاثاء. تراجعت 27 في المائة منذ بداية العام حتى اليوم "انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 17 في المائة". الشركة الوحيدة التي تفوقت في الأداء على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 "وهو معيار منخفض" هي شركة أبل "بانخفاض 13.4 في المائة". تبدو نسب السعر للأرباح أقل جنونا إلى حد ما، شركة تسلا عند 53 ضعفا فقط وشركة نفيديا عند 32 ضعفا. شقت شركة نتفليكس طريقها إلى 20 ضعفا بسبب انخفاض 60 في المائة في سعر سهمها حتى الآن هذا العام.
الدرس هنا ليس درسا جديدا تماما، لكن من المفيد إبقاء أسهم نيفتي فيفتي وأسهم ميجاكاب-8 في الحسبان خلال استثماراتك الأعوام القليلة المقبلة، السعر مهم.
مررنا للتو بفترة قيل لي فيها باستمرار إنه يجب علينا دفع مزيد لأسهم النمو والجودة - الجودة اختصار للشركات ذات تدفقات الأرباح المتوقعة. لكن الأشهر القليلة الماضية أوضحت أن هذا لا ينجح إلا إذا كان لديك وضوح تام حول ما يخبئه المستقبل.
إذا كان من الممكن لك أن تعلم على وجه اليقين عندما دفعت 80 ضعفا لسهم ما أن أسعار الفائدة ستبقى منخفضة إلى الأبد، وأن أرباحها ستكون تماما كما توقعت وأن نموها دائم، فقد يكون ذلك منطقيا.
مع العلم بأنه من الصعب توقع المستقبل عموما وأنه حتى الشركات الرائعة يمكن أن تكون استثمارات سيئة إذا تم شراؤها في فقاعة، لذلك ألن يكون من الأفضل لك شراء أرخص التدفقات النقدية التي يمكنك العثور عليها؟ افعل ذلك، كما يقول المحللون في أوربيس، ومع مرور كل عام "ستتبدد حاجتك إلى كرة بلورية".
دعوني أختم المقال ببعض الأخبار الجيدة لأولئك منكم الذين ما زالوا مصممين على الاحتفاظ بأسهم الشركات العملاقة "قال خمس المستثمرين فقط الذين استجوبهم مزود المنتجات المتداولة في البورصة جرانيت شيرز إنهم باعوا أو خفضوا استثماراتهم التكنولوجية في الولايات المتحدة".
في العام الذي سبق تحسنها المذهل خلال الجائحة، كان لدى "الثماني" مجتمعة نسبة سعر للأرباح نحو 24 ضعفا. إنها ليست أعلى بكثير من ذلك الآن - ما يزيد قليلا على 25 على أرقام يارديني - لذا تبدو الأمور طبيعية أكثر قليلا، وإن كانت لا تزال باهظة التكلفة من الناحية التاريخية.
قبل أسبوعين، أشار أوربيس، مستثمر قيمة بشكل أساسي، إلى أنه وفقا للتقييمات الحالية، مع مضاعفة نسبة السعر للأرباح نحو 20 مرة، يمكن اعتبار شركة ألفابيت الآن سهم قيمة "إنه أرخص من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 كاملا" أو سهم نمو - أو ربما مجرد شركة أمريكية كبيرة تقدم قليلا من النمو بسعر معقول بالنسبة إلى الرجل الذكي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES