التعصب الرياضي في التعليم

من المتفق عليه أن الرياضة ـ وأقصد هنا رياضة كرة القدم ـ من الرياضات التي تندرج تحت وسيلة الترفيه والتسلية وهي مصدر بهجة وشغف لكثير من المتابعين، إلا أن عدم الإلمام بالمعنى الحقيقي للرياضة الشريفة التي لا تخرج عن ثلاثية التوقعات جعل من الحياة مسرحا للتعصب النتن.
من عادتي ـ وهذه ربما أول مرة أكتب في شأن رياضي ـ ألا أتناول موضوعات كرة القدم. والسبب أنه ما إن عاد الدوري السعودي قبل ثلاثة أسابيع إلا وانطلقت معه صولات وجولات التعصب الرياضي البغيض بطريقة تزداد عاما بعد عام دون وجود أي وعي حول هذه الظاهرة الخطيرة.
أن نسمع حكايات التعصب في الاستراحات والجلسات وأيضا في وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا أمر معتاد عليه رغم كراهيته. وأخيرا ـ وهذا مؤسف ـ تحول التعصب من الشارع إلى البرامج الرياضية! فبعض الفئات المحسوبة على الإعلام في تقديم البرامج تسهم في الكراهية والتعصب وأصبحت تمارس دور المشجع المتعصب وهنا مصدر الخلل.
المؤسف هو أن تنتقل حلبات صراع التعصب إلى مقاعد الدراسة من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة، فهذا أمر يتطلب من المختصين والمسؤولين أن يجدوا حلول خصوصا أن القصص التي نسمعها مؤلمة. فضعف الثقافة الرياضية وتنشئة الأطفال على التعلق بناد معين وغياب مفهوم تقبل الآخر والنقاش العقلاني، يؤكد أن كرة الثلج ما زالت تتدحرج.
إن ندرة توافر الرياضيين العقلانيين من إداريين ولاعبين وإعلاميين تساعد على بث سموم التعصب عبر الجماهير. فوسائل التواصل الاجتماعي أزكمت الأنوف بما فيه الكفاية لتعزيز هذا المرض الاجتماعي الخطير. بالمختصر الكرة في ملعب وزارتي التعليم والرياضة من أجل سن تشريعات صارمة تقلل من انتشار سرطان التعصب في المؤسسات التعليمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي